توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بملاحقة المسؤولين عن تفجير طائرة الركاب الروسية فوق مصر. فيما تم تكثيف الضربات الجوية ضد المتشددين في سوريا بعد أن أعلن الكرملين اليوم الثلاثاء وللمرة الأولى أن قنبلة أسقطت الطائرة في الشهر الماضي وهو ما تسبب في مقتل 224 شخصا. وأمر بوتين البحرية الروسية في شرق البحر المتوسط بتنسيق أعمالها في البحر وفي الجو مع البحرية الفرنسية بعد أن استخدم الكرملين قاذفات بعيدة المدى وصواريخ كروز في سوريا وأعلن أنه سيوسع قوته الضاربة بإرسال 37 طائرة. وقال بوتين خلال اجتماع في الكرملين ساده الوجوم وبثت لقطات منه اليوم الثلاثاء مشيرا إلى مفجري الطائرة "سنبحث عنهم في كل مكان يمكن أن يختبئوا فيه. سنعثر عليهم في أي مكان على الكوكب وسنعاقبهم." وأعلن جهاز الأمن الاتحادي الروسي عن مكافأة مالية قدرها 50 مليون دولار لمن يساعد في إلقاء القبض على المسؤولين عن تحطم الطائرة. وقال الكسندر بورتنيكوف رئيس جهاز الأمن الاتحادي الروسي في تعليقات أذاعها التلفزيون إنه تم العثور على آثار متفجرات أجنبية الصنع في أجزاء من الطائرة المتحطمة وفي متعلقات شخصية لركاب وقال بورتنيكوف في اجتماع الكرملين "يمكننا القول بكل تأكيد إنه كان عملا إرهابيا." ارتدى بوتين خلال اجتماع الكرملين حلة داكنة والتزم هو والحضور بدقيقة صمتا تكريما لأرواح الضحايا قبل ان يقول لقادة الأمن والجيش إن الحادث هو واحد من أدمى الهجمات في تاريخ روسيا الحديث وأمر القوات الجوية الروسية بتكثيف الضربات الجوية في سوريا ردا على ذلك. وقال بوتين "العمل العسكري لقواتنا الجوية في سوريا يجب ألا يستمر فحسب بل ينبغي تكثيفه بطريقة يفهم منها المجرمون أن العقاب حتمي". وزار بوتين مساء اليوم الثلاثاء مركز القيادة التابع لوزارة الدفاع في موسكو ليستمع إلى تقارير القادة العسكريين بشأن ما يفعلونه لتنفيذ أوامره. وقدم وزير الدفاع وكبار المسؤولين العسكريين تقاريرهم واحدا تلو الآخر وقالوا إن قاذفات بعيدة المدى أسقطت 34 صاروخ كروز وأن روسيا ستعزز قوتها الضاربة التي تتكون من نحو 50 طائرة وطائرة هليكوبتر بإرسال 37 طائرة اضافية. وقال بوتين للقادة العسكريين "أنتم تدافعون عن روسيا ومواطنيها" وأضاف "أود ان أشكركم على خدمتكم وأتمنى لكم حظا طيبا." وقال مصدر رفيع في الحكومة الفرنسية ان روسيا نفذت ضربات جوية ضد معقل داعش في الرقة بشمال سوريا اليوم الثلاثاء مشيرا الى ان موسكو أصبحت أكثر اهتماما بالخطر الذي تمثله داعش. وقال مسؤول دفاعي فرنسي أن ادراك روسيا أن طائرتها أسقطتها قنبلة كان نداء إيقاظ لموسكو. وقال المسؤول "روسيا أدركت ان الطائرة (تم تفجيرها) بهجوم نفذته داعش وبدأت الآن تقول لنفسها أن داعش هي أيضا عدوها ويتعين ضربها." وأعادت تصريحات بوتين الى الأذهان الطريقة التي كان يتحدث بها عن المتشددين الشيشان خلال الحرب التي شنها حين جاء الى السلطة قبل 15 عاما وأمر أجهزة المخابرات بملاحقة المسؤولين عن هذا الهجوم. وقال وهو يؤكد على حق روسيا في الدفاع عن النفس وفقا لميثاق الأممالمتحدة "يجب أن نفعل ذلك بعيدا عن قانون التقادم ويجب أن نبحث عن أسمائهم جميعا." وقال "من يحاول مساعدة مجرمين يجب أن يعلم ان عواقب محاولة إيوائهم ستقع كاملة على عاتقه."