* بعد واقعة "تامر أمين" .. * مصطفى بكري يدعو ل"حوار" بين نواب البرلمان والإعلاميين * أكرم ألفي: * أناشد «النواب» إطلاع الإعلاميين على «الأجندة» لاحتواء الأزمة * عضو "تقييم الانتخابات": * حرب متوقعة بين الفضائيات وبرلمان 2016 * أناشد الجميع استعمال "ضبط النفس" على مدار الساعة * المستقبل يفرض عليهما التعامل يوميا * شيحة: * هذه خطة "فك الاشتباك" بين نواب البرلمان والإعلاميين بعد أزمة تامر أمين حالة من الغضب أصابت النواب الجدد بمجلس الشعب بعد انتقادات الإعلامي تامر أمين خلال برنامجه على قناة الحياة بسبب تكلفة البرلمان أعباء مالية بدون داع بحسب رأيه، ممثلة في توزيع جهاز "تابلت" قيمته خمسة آلاف جنيه، على ما يقرب من 600 نائب بتكلفة 3 ملايين جنيه، على الرغم من أن هناك عددًا من النواب "غير مؤهلين لاستخدامه". في أعقاب ذلك قرر الأمين العام للمجلس خالد الصدر أخذ خطوات قانونية تصعيدية بعد ما تقدم كل من أحمد سميح، ومحمد السيد الحسينى، وبكر أبوغريب، ومنتصر رياض، ومحمود الحفني النواب في البرلمان الجديد بمذكرة مطالبين باتخاذ الإجراءات القانونية، اللازمة ضد الإعلامي، لأنه "تحدث على هواه دون مراعاة لسمعة النواب" واصفين أمين ب "المنفلت، دون الأخذ في الاعتبار سمعة الناس وصورة البرلمان أمام الرأي العام والذي يهدف بث روح فقد الثقة في البرلمان الجديد وفى نوابه". في السطور القادمة نرصد آراء الخبراء في ردة فعل النواب الجدد وشكل العلاقة المتوقعة بين الإعلام والنواب في الفترة القادمة: أيد الكاتب الصحفي والبرلماني مصطفى بكري، لجوء الأمانة العامة لمجلس الشعب اتخاذ إجراءات قانونية تصعيدية ضد الإعلامي تامر أمين، مؤكدا أحقية أي نائب شعر بالإهانة والسخرية من أي وسيلة إعلامية أن يلجأ للقضاء ليكون له القرار الفصل. وقال "بكري"، في تصريح خاص ل"صدى البلد"، إن "السخرية مرفوضة، وواقعة إهانة تامر أمين للنواب لا تستحق الاهتمام الإعلامي أو تسليط الضوء عليها"، واصفا إياها ب"الصغيرة"، وأكد ضرورة اتزان والتزام وسائل الإعلام المختلفة بالمعايير والقيم المهنية. وأضاف: "أتمنى أن يكون هناك حوار دائم ومستمر بين النواب والإعلام لإنهاء أي مشاكل والاتفاق على قواسم مشتركة في إطار الاحترام المتبادل، وتمكين الإعلام من أداء دوره مع الأخذ في الاعتبار تجنب السخرية والاستهزاء بأي شكل من الأشكال من النواب والبرلمانيين مع تبني سياسة النقد الموضوعي". بينما استنكر أكرم ألفي، الخبير في الشئون البرلمانية بمركز الدراسات الإستراتيجية بالأهرام، لجوء الأمانة العامة لمجلس الشعب باتخاذ إجراءات قانونية تصعيدية ضد الإعلامي تامر أمين وأيد إصدار الأمانة العامة بيانا استنكاريا ينتقد فيه إهانة نواب الأمة. وأضاف "ألفي" في تصريح خاص ل"صدى البلد": يجب علينا التفريق بين النائب كشخص ودوره كممثل عن الأمة وإهانة تامر أمين للنواب إهانة موجهة للأمة وليس للشخص. وطالب الخبير في الشئون البرلمانية الأمانة العامة للمجلس أن تفعل العلاقة بين النواب الجدد والإعلاميين من خلال تطوير آليات التعامل بين الطرفين وعقد لقاءات دورية يتم فيها تبادل المعلومات وتعريف الإعلاميين بأجندة الموضوعات المطروحة للنقاش. وأكد أهمية تولي الأمانة العامة مسئولية تدريب وإعادة تأهيل الصحفيين البرلمانيين لكيفية العمل ضد قبة البرلمان خاصة أن الخمس سنوات الماضية لم ينعقد بها البرلمان سوى 6 أشهر فقط. وتوقع أن تشهد الشهور الأولى من انعقاد البرلمان علاقة مرتبكة بين الإعلام والنواب، لتكون أقرب إلى "جس النبض" خاصة لأن النواب معظمهم جدد والإعلام له موقف معادٍ للصلاحيات الكبيرة لمجلس النواب القادم. وقالت الدكتورة هويدا مصطفى، عضو اللجنة الإعلامية لتقييم الانتخابات البرلمانية وأستاذ الإعلام السياسي بجامعة القاهرة، إن لجوء الأمانة العامة لمجلس الشعب لاتخاذ إجراءات قانونية تصعيدية ضد الإعلامي تامر أمين يخلق حالة من التناحر والخصومة والعداء بين نواب البرلمان الجديد ووسائل الإعلام بشكل عام. وأضافت مصطفى، في تصريح خاص ل"صدى البلد": "هذا لا يعني صحة ما أقدم عليه الإعلامي، فهو لم يكن لديه دليل واضح أو سند على صحة اتهامه للنواب الجدد بأنهم "جهلة تكنولوجيًا". وأكدت أن التطاول اللفظي غير مقبول، ومن حق نواب مجلس الشعب اتخاذ خطوات قانونية لحفظ حقوقهم، وتابعت قائلة: "بعض الإعلاميين وبعض الفضائيات شنت هجوما شرسا على البرلمان حتى قبل اكتماله وشككت في قدرته على أداء المهام الموكلة إليه وشاهدنا في الفترة الماضية حملات هجوم مكثف على الأداء البرلماني المتوقع، فالنبرة العدائية في وسائل الإعلام ساهمت في حالة التحفز لصد الهجوم لدى النواب". وأشارت خبيرة الإعلام السياسي إلى أن توزيع "تابلت" - الجهاز اللوحي - على النواب تطوير تكنولوجي مطلوب في منظومة العمل تحت قبة البرلمان ويعتبر من مقتضيات الوظيفة، وطالبت نواب مجلس الشعب بضبط النفس والتعامل الموضوعي مع الإعلام وتقبل النقد، خاصةأن الاحتكاك بينهم فيما بعد سيكون يوميا وعلى مدار الساعة تقريبا. وقال عصام شيحة، البرلماني السابق المحامي بالنقض والقيادي بتيار إصلاح الوفد، إن لجوء الأمانة العامة لمجلس الشعب لاتخاذ إجراءات قانونية تصعيدية ضد الإعلامي تامر أمين سيضر بسمعة الوسط الإعلامي والصحفي ككل، ويوصمهم بعدم المهنية والخروج عن آداب المهنة. وأضاف "شيحة"، في تصريح خاص ل"صدى البلد"، أن "تامر أمين تسرع في إبداء آرائه والحكم بلا معرفة، وأيضا النواب والأمين العام للمجلس انزلق لنفس الخطأ بتسرعهم في اتخاذ إجراءات قانونية". وتابع: "الحل الأمثل لفض الاشتباك بين الإعلام والنواب هو الالتزام بالقواعد المهنية وتقبل النقد البناء الموضوعي والوقوف على أرضية مشتركة من الاحترام للآخر والعمل من أجل المصلحة الوطنية العليا وليس لأهداف شخصية تخلق صراعات تتحول لمعارك تكسير عظام". وأشار إلى أن "مهمة البرلمان القادم من رقابة وتشريع ليست بمعزل عن رقابة الإعلام الذي يسعى لنشر المعرفة وتنوير المجتمع"، لافتا إلى تكامل أدوارهم في بناء الدولة.