شهدت أروقة مجلس النواب أول حالة غضب برلمانى ضد الإعلام، فيما وصفه المراقبون بتحذير مبكر من أي محاولة لإهانة نواب البرلمان أو الإساءة إلى البرلمان الجديد أو استهدافه لتحقيق شو إعلامي دون دليل من خلال أحاديث مرسلة لشد الرأى العام، مطالبين بالتدخل لضبط إيقاع التعامل الإعلامي مع السلطة التشريعية في المرحلة القادمة. وأشار النواب إلى أن مصر وشعبها يمرون بمرحلة ذات حسابات خاصة لمواجهة المتربصين بها من أعداء الخارج والداخل وفي مقدمتهم قيادات الجماعة وحلفائهم إضافة إلى المؤامرات التي تحاك ضد المنطقة بهدف إضعاف الدول العربية وتقسيمها لتنفيذ المخطط الدولي. وأكد النواب أن إهانة أي نائب من نواب البرلمان هي إهانة للشعب المصري الذي جاء بالنواب وفق معايير الشفافية والإفصاح ولابد من وقفة صارمة لمواجهة ما وصفوه بالانهيار الإعلامي الذي تحدث عنه العديد من الرموز، وفي مقدمته الرئيس عبد الفتاح السيسى الذي هدد الإعلام بشكواه إلى الشعب. وقدم النائب أحمد سميح وعدد كبير من النواب الجدد الفائزين في المرحلة الانتخابية الأولى بأول مذكرة إلى الأمين العام لمجلس النواب خالد الصدر يطالبونه باتخاذ الإجراءات القانونية ضد الإعلامي تامر أمين مقدم برنامج "الحياة اليوم" على قنوات الحياة وضد ضيفه في حلقة أمس الأول وكيل مجلس النواب السابق محمد عبد العليم داود. واتهم المبلغون تامر أمين بالحديث الذي وصفوه بالمنفلت ضد السلطة التشريعية دون الأخذ في الاعتبار سمعة الناس وصورة البرلمان أمام الرأى العام والذي لم يكتمل تكوينه بهدف بث روح فقد الثقة في البرلمان الجديد وفي نوابه. وقالوا إن هذه المذكرة هي بلاغ عاجل إلى النائب العام ضد ما وصفوه بالعبث وانعدام المسؤولية فيما يقال عن السلطة التشريعية للبلاد تحت التكوين. وأشار النواب إلى أن مقدم البرنامج دأب طوال هذه الحلقة على أن يوجه الإهانات والسخرية من البرلمان في صورة النواب المنتخبين من الشعب. وأشاروا إلى وصف النواب بالجهل ولام البرلمان على منح كل نائب تابلت وقال ساخرا إنهم لن يستخدموا هذا الجهاز إلا كصينية شاى وإن هؤلاء النواب دخلوا البرلمان لتكوين أنفسهم والحصول على شقة وعربية والتربح من العضوية وقالوا إن ما تناوله الإعلامي يعد إهانة للنواب وجمهور الناخبين دون أي سند أو دليل رغم محاولة النائب السابق الذي كان ضيف الحلقة محمد عبد العليم داود إفهام المذيع أن حديثه عن النواب يحمل خطأ جسيما وأن هؤلاء النواب يمثلون الأمة إلا أن المذيع واصل إهانته للنواب بقوله تقصد أمه بحذف النقطتين على التاء المربوطة. من جانبه أكد النائب محمد الحسيني، أن انتخابهم جاء بإرادة حرة من الناخبين، ولم يدفعوا مليما لأحد من أجل انتخابهم، وأن هدفهم الأساسي هو خدمة البلد وأهالي دائرتهم، وليس الحصول على شقة وعربية مثلما قال الإعلامي في برنامجه. بينما رفض أحمد سميح، عضو مجلس النواب عن الطالبية ما جاء من اتهامات خطيرة أذاعها على الهواء مباشرة، وقال إن البلاغ المقدم ضد الإعلامي تامر أمين، جاء بعد استياء أغلب النواب، قائلا: "لو مقدرناش ناخد حقنا ازاي هانقدر نجيب حق الشعب اللي انتخبنا". وأشار إلى أن هناك تشاورا بين النواب لتقديم بلاغ للنائب العام ضد إهانات بعض الإعلاميين وعلى رأسهم تامر أمين، مؤكدا أن النواب لم يدخلوا المجلس من أجل تكوين أنفسهم مثلما ادعى، مؤكدا أن النواب يعتبرون انتخابهم تكليفا وليس تشريفا.