* "صدى البلد" يرصد معاقل "الدجالين" بالمحافظات * أهالي قناوأسوان يلجأون للدجالين للكشف عن المواقع الأثرية * سقوط ضحايا العديد من المحافظات جراء العلاج على يد الدجالين * "القومي للبحوث": * الشعب المصري عاشق للشعوذة..والإناث أكثر إيمانا بالخرافات "السحر" و"الدجل"، ظاهرة أصابت المجتمع المصري في الفترة الاخيرة، وتفشت نتيجة زيادة مستوى الفقر وانتشار الجهل بين طبقات المجتمع، "إناث" و"شباب"، "رجال" و"نساء"، لم يسلموا من جهل الدجالين والنصابين الذين أصبحوا منتشرين في جميع ربوع مصر. وأثبتت دراسات أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية، أن الشعب المصري عاشق للشعوذة وبصفة خاصة في الصعيد، حيث أكثر من 27 خرافة يؤمن بها المجتمع الصعيدي، وتصل نسبة الإيمان بالخرافة في الطبقة الوسطى بين 25,5% من الذكور في المدن وفي الريف 30,6% بالخرافة ونسبة الإناث بالمدن 41,9% يقابلها في الريف 46,4%. وأشارة الدراسة الى خلط المجتمع المصري بين "الخرافة" و"الغيبيات"، وانساقوا وراء الخرفات لعلاج مرضاهم، وفي هذا التقرير يرصد "صدى البلد" ابرز مواقع انتشار الدجل والشعوذة في محافظات مصر، وعرض ضحايا هذه الخرافات. الدقهلية، من اكثر المحافظات انتشارا للدجل والشعوذة، فالمحافظة بها 6 قرى من اشهر قرى مصر في العلاج بالدجل والشعوذة، وهي: "البرامون" بالمنصورة، "طناح" و"طهواى" بالسنبلاوين، وقرية "البصراط"، التابعة لمركز المنزلة، و"طلخا" و"بلقاس". وذكرت تقارير اعلامية أن اعمال الدجل والشعوذة تتنوع داخل هذه القرى ما بين فك اعمال السحر والتي انتشرت بها أعمال السحر، وطرد أرواح شريرة، بل وصل الامر إلى تحضير خدام المقابر الأثرية ، للكشف عن مواقع الاثار بالمحافظة. محافظة قنا من بين المحافظات التي ترتفع بها نسبة الدجل والشعوذة، وخاصة في قرى «الشيخ سالم»، و«الكوم الأحمر»، و«العويضات»، و«مشهور»، تلك القرى اثيرت بها شائعات عن وجود قرين يتسبب فى الحرائق المتكررة، وانقطاع الإنجاب. وقال اهالي من بعض تلك القرى، ان هذه الظواهر انتشرت نتيجة الاعمال التي تدسها النساء لبعضهن. وانتشرت العديد من الحرائق بقرية «الشيخ سالم» فى العام الماضي، حرائق محاطة بالغموض، تشب فى البيوت، وتثير فضول الأهالى، للوقوف على اسباب انتشارها في ارجاء القرية، وخاصة أن هناك عددا كبيرا من ابناء القرية يعملون في التنقيب على الاثار في العديد من المنازل، ويستعينون في ذلك بحضور الدجالين للاستعانة بالجن- حسبما أكد اهالي القرية- لتحديد مكان الحفر، وصدر حينئذ تقرير حكومى وقتها يثبت أن السبب وراء الحرائق هو الماس الكهربائى، وعلى الرغم من ذلك فالاهالى مقتنعون بأن السبب هو الجن. وفي أسوان، التي لا تبعد كثيرا عن محافظة قنا، تنتشر ايضا عمليات الدجل والشعوذة في انحاء المحافظة، ويتم استخدامهم في كشف المواقع الاثرية بنطاق المحافظة، بالتحديد في قرية "إدفو" الذي ينتشر بها الدجل والشعوذة، ويستعين الاهالي بهم ايضا للكشف عن المواقع الاثرية. وكانت قوات الامن، قد تمكنت مؤخرا بقيادة العقيد أحمد شندي بالتنسيق مع مباحث مركزي شرطة ادفو وأسوان من إحباط 3 محاولات للتنقيب عن الآثار وضبط 19 شخصاً أثناء قيامهم بأعمال التنقيب بينهم أحد الدجالين المشهورين ويدعي محمد . إ . ع، وتم تحرير المحاضر اللازمة عن الواقعة. وفي منطقة برج العرب بالاسكندرية، نظرا لوقوعها على اطراف المدينة، وغلبة الطابع البدوي على معظم سكانها، فينتشر بها الجهل الامر الذي يدفع اهالي المنطة للاستعانة بالدجالين في امور حياتهم. وكانت اخر ضحايا الدجالين وقعت خلال الشهر الماضي، حينما دفعت ربة منزل بالإسكندرية حياتها ثمنا للجهل بعدما أحضر والدها دجالا لعلاجها من مرض نفسي تعاني منه، وقام الأخير بضربها بعصا على أنحاء متفرقة من جسدها لتلقى مصرعها في الحال. كانت مديرية أمن الإسكندرية تلقت بلاغا من مستشفى برج العرب المركزي يفيد بوصول "شيماء. م"، 27 عاما، ربة منزل، مقيمة دائرة القسم، مصابة بجروح وكدمات بمختلف أنحاء الجسد، وتوفيت متأثرة بجروحها قبل دخولها المستشفى. على أثر ذلك تشكل فريق من المباحث الجنائية، للتحري عن الواقعة وبالفحص، وسؤال والدها المدعو "محمود. ت"، 63 سنة، عامل، مقيم بذات العنوان، أقر بأن ابنته كانت تعالج من بعض الأمراض النفسية، فقام بإحضار أحد الدجالين يدعى "صالح. م"، 36 عاما، مقيم دائرة القسم لعلاجها. وأضاف الأب: "وأثناء ذلك قام بالتعدي عليها بالضرب بعصا، مدعيًا إصابتها بمس من الجان، فشعرت بحالة إعياء وتم نقلها للمستشفى وتوفيت"، واتهمه بالتسبب فى وفاة ابنته. والبحيرة، من اشهر محافظات الوجه البحري على الاطلاق في انتشار الدجل والشعوذة، وقد عرف ذلك المصريون، خلال لقاءات القمة التي اتهم فيها نادي الزمالك النادي الاهلي بأنه عمل سحراً للاعبي نادي الزمالك في "شبراخيت" بالبحيرة لعدم الفوز بلقاءات القمة، كما انتشرت صورة لحازم إمام، كابتن نادي الزمالك في وضعية «جلسة تحضير العفريت» عند أحد دجالي شبراخيت، وهو ما نفاه مسئولو الزمالك تماما، وأكدوا أن الصور محض افتراءات. والشرقية لم تسلم هي الاخرى من الدجالين، فقد سادت حالة من الغضب بين أهالى محافظة الشرقية، بعد أن حوّل دجال بالزقازيق يدعى "صالح .أ"، 8 مدارس بمركز الزقازيق، إلى فنادق ليلية لمريديه، ليتخذونها مبيتًا لهم. وأكد الأهالى أن مريديه يأتون من جميع محافظات الجمهورية، بزعم "الحصول على بركاته"، مستقلين سياراتهم، وأوضحوا أن شوارع المدينة وأفنية المدارس تحولت إلى جراجات للسيارات، وسط غياب تام من مسئولي التربية والتعليم ومديرية الأمن بالمحافظة. وينتشر الدجالون بمركز "قلين" بمحافظة كفر الشيخ، ففي شهر يوليو الماضي، قتل دجالان فتاة بعد ان أبرحاها ضربا بدعوة اخراج الجن من جسدها. فتلقى اللواء عبدالرحمن شرف مدير أمن كفرالشيخ، اخطاراً من العميد أشرف ربيع مدير المباحث الجنائية يفيد ضبط دجالين بإحدى قري مركز قلين لقيامهما بضرب فتاة تدعى ف. أ 25 سنة مقيمة بإحدى قرى البحيرة حتي القتل بحجة إخراج الجن من جسدها. وكشفت التحريات التى أشرف عليها العميد محمد عمار رئيس المباحث الجنائية أن المجنى عليها كانت تعانى من نوبات صرع عصبية وتوجهت برفقة أهليتها إلى الدجالين لإخراج الجن من جسدها – حسب زعمهما - وتم اصطحابها إلى غرفة بمنزلهما وتناوبا الضرب عليها حتى لفظت أنفاسها. وفي كل عام تظهر انتهاكات الدجالين في حق ابناء الشعب، وسط غياب المسئولين، وعدم استطاعتهم السيطرة على هذه الظاهرة التي تكاد تصبح متأصلة عند غالبية الشعب المصري.