شارك المئات من المتظاهرين بساحة التحرير وسط بغداد اليوم الجمعة، مؤكدين على مطالبتهم لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بمكافحة الفساد وتنفيذ الإصلاحات على الأرض بوتيرة أسرع ومحاسبة كبار الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة وإصلاح القضاء واطلاق سراح الناشط جلال الشحماني المختطف.. فيما طافت مسيرات أحياء أربعينية الإمام الشهيد الحسين بن علي بشوارع بغداد بشكل منفصل عن التظاهرات وإن انضم إليها بعض أفرادها في وقت لاحق. ورفع المتظاهرون أعلام العراق مرددين شعارات للإصلاح وعدم الاستجابة للضغوط التي تستهدف إنهاء التظاهرات، واعتبر المتظاهرون إصدار مذكرات قبض بحق مسئولين بأمانة بغداد والتحقيق مع وزير الكهرباء السابق والحالي "ثمرة لمظاهرات التحرير". كما تظاهر المئات من العراقيين قرب ديوان المحافظة في مدينة البصرة جنوبي العراق وطالبوا بتطبيق الإصلاحات ومكافحة الفساد الإداري وتحسين الخدمات الأساسية والنهوض بالوضع الاقتصادي المتردي بالبصرة، بينما طالب بعض المتظاهرين بتحويل محافظة البصرة إلى "إقليم" وانتقدوا المحافظ ماجد النصراوي ومجلس المحافظ لتدني الخدمات، وامتدحوا قرار رئيس هيئة النزاهة حسن الياسري بإلقاء القبض والتحقيق مع متهمين بالفساد وطالبوه بكشف الفاسدين الكبار من المسئولين السابقين وتقديمهم للقضاء. وأكد المشاركون في التظاهرة أن ثورة الإمام الحسين كانت ضد الظلم ونصرة للحق، وطالبوا المشاركين في مسيرات ومواكب الاحتفال بأربعينية الحسين بالانضمام الى التظاهرات ضد الظلم والفساد لانهاء معاناة المظلومين، وطالبوا بملاحقة ومحاسبة كبار الفاسدين وعدم الاقتصار على من وصفوهم "الحيتان الصغير". كما تظاهر العشرات وسط مدينة الكوت بمحافظة واسط جنوبي العراق رافعين لافتات مكتوب عليها "خبز.. حرية.. دولة مدنية ديمقراطية".. كما نظم المئات في الديوانية تظاهرة اتشحت باللون الأسود لتزامنها مع بدء شهر محرم الذي استشهد فيه الامام الحسين في موقعة "الطف"، وأطلقوا عليها اسم "جمعة العشائر" بعد إعلان شيوخ عشائر في المحافظة تضامنهم مع المتظاهرين. وفي مدينة الكوت رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "خبز.. حرية.. دولة مدنية ديمقراطية..عدالة اجتماعية"، ولم يتجمعوا أمام مبنى مجلس المحافظة تخفيفا على الأجهزة الأمنية التي اضيفت لها مهمة حماية المواكب الحسينية. وطالب العشرات من الناشطين المدنيين في تظاهرة بمدينة العمارة مركز محافظة ميسان جنوبي العراق بإقالة رئيس السلطة القضائية مدحت المحمود، واستنكروا إعفاء مدير محكمة العمارة القاضي حيدر حنون. وفي مدينة النجف، دعا المشاركون في التظاهرة رئيس الحكومة حيدر العبادي إلى وقف ممارسات الفساد، وطالبوا "هيئة النزاهة" النيابية بمواصلة كشف المفسدين، وارجعوا مصائب العراق منذ عام 2003 م إلى الامريكي بول بريمر وطالبو العبادي بالانضمام الى الجماهير وتنفيذ دعوات المرجعية الدينية العليا بملاحقة وضرب كبار الفاسدين.. ورفض المتظاهرون ممارسات الاحزاب السياسية القائمة على المحاصصة الطائفية. ودعا رئيس لجنة "هيئة النزاهة" النيابية طلال الزوبعي اليوم الذين صدر بحقهم أوامر إلقاء قبض واستقدام من قضاء النزاهة بتهم فساد أن يسلموا أنفسهم إلى السلطات القضائية، وقال إنهم "سيحصلون على محاكمة عادلة من القضاء وفق القانون وإرادة الشعب". ودعا الزوبعي- في تصريح صحفي- سلطات القضاء بالتعامل مع المطلوبين الذين سلموا أنفسهم بشكل إيجابي وفق القانون، وملاحقة الأشخاص الذين صدر بحقهم أوامر القاء قبض أو استقدام وهربوا إلى خارج العراق، من أجل استعادة الأموال التي سرقوها إلى خزينة الدولة. وكان رئيس "هيئة النزاهة" حسن الياسري أعلن أمس عن صدور اوامر قبض بحق أميني بغداد السابقين نعيم عبعوب وعبد الحسين المرشدي، واوامر استقدام لوزير الكهرباء الحالي قاسم الفهداوي والسابق عبد الكريم عفتان مع مدراء عامين في الامانة والوزارة للتحقيق معهم في شبهات وملفات فساد. ويتظاهر العراقيون يوم/الجمعة/ من كل أسبوع اعتبارا من 31 يوليو الماضي بساحة التحرير وسط العاصمة العراقية (بغداد) وعدد من المدن العراقية، والتي تطالب بمحاربة الفساد وتحقيق الإصلاحات التي دعا إليها رئيس الوزراء العراقي د.حيدر العبادي ووافق عليها البرلمان، وتدعمها المرجعية الشيعية العليا بالعراق والتي أكدت على ضرورة ملاحقة ومحاسبة الفاسدين الكبار واسترجاع الأموال المنهوبة، والإسراع في تنفيذ برنامج الإصلاح.