* ◄ دار الإفتاء: * نصف ليلة النحر أفضل وقت لرمي جمرة العقبة الكبرى * يجوز للحاج أن يرمي قبل الزوال في سائر أيام التشريق * ◄ مجمع البحوث الإسلامية: * اللجوء للعنف أثناء أداء المناسك يؤدى إلى عدم قبول الحج * يجوز إنابة الغير لرمي الجمرات لتخفيف العبء عن المرضى * الازدحام الشديد عذر يبيح توكيل الغير في رمي الجمرات * الشخص الواحد يجوز أن يرمي عن اثنين أو ثلاثة * رمي الجمرات من الواجبات ولا يجوز تعمد تركه أدى تدافع الحجاج في مشعر منى صباح اليوم، وبالتحديد عند التاسعة صباحاً بتوقيت السعودية، إلى وفاة 717 حاجاً وإصابة 863 آخرين. وأثار خبر وفاة الحجاج غضبًا عارمًا وكثيرًا من التساؤلات حول إمكانية توكيل الغير لرمي الجمرات تفاديًا للازدحام الشديد، ورأت دار الإفتاء المصرية أن نصف ليلة النحر أفضل وقت للرمي تفاديا للاختناق والازدحام، أما مجمع البحوث الإسلامية فرأى أن الازدحام عذر يبيح توكيل الغير لرمي الجمرات، مشددًا على أنه لا يجوز ترك الرمي لأنه من واجبات الحج. من جانبها، نعت دار الإفتاء المصرية الشهداء، مؤكدة أنه يجوز للمرضى وكبار السن والضعفاء توكيل الآخرين لرمي الجمرات. وأوضحت دار الإفتاء المصرية، أن كثيرًا من العلماء - كالشافعية والحنابلة وغيرهم - أجازوا رمي جمرة العقبة الكبرى بعد نصف ليلة النحر للقادر والعاجز على السواء؛ استدلالاً بحديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: «أرسل النبي بأم سلمة ليلة النحر، فرمت الجمرة قبل الفجر، ثم مضت فأفاضت» رواه أبو داود، "وإسناده على شرط مسلم". وأكدت أن المعتمد في الفتوى رمي الجمرات في أيام التشريق بعد منتصف الليل، أنه يجوز للحاج أن يرمي قبل الزوال في سائر أيام التشريق، وهو مذهب جماعات من العلماء سلفًا وخلفًا. وأضافت أنه "قد استدل أصحاب هذا القول بأدلة منها: ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما-واللفظ للبخاري- من حديث ابن عباس قال: «كان النبي يُسأل يوم النحر بمنى فيقول: لا حَرَجَ، فسأله رجل فقال: حلقت قبل أن أذبح، فقال: اذْبَحْ ولا حَرَجَ، وقال آخر: رميت بعدما أمسيت، فقال: لا حَرَجَ، وأنه ما سُئِل في ذلك اليوم عن شيء قُدِّم أو أُخر إلا قال: افْعَلْ وَلا حَرَجَ». وهذا يقتضي رفع الحرج في وقت الرمي". ونوهت بأنه يجوز رميُ الجمرات أيام التشريق بدءًا من نصف الليل، والنفر بعده لِمَن أراد النفر في الليلة الثانية أو الثالثة منها، ولَمَّا كان الليل يبدأ من غروب الشمس وينتهي بطلوع الفجر الصادق، فإن نصفه يُحسَب بقسمة ما بين هذين الوقتين على اثنين وإضافة الناتج لبداية المغرب. وفي السياق نفسه، قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنه يجوز إنابة الغير لرمي الجمرات، لتخفيف العبء عن المرضى وكبار السن والحامل أو من أصابه إجهاد أثناء أدائه مناسك الحج. وأكد الجندي أن الازدحام الشديد في الحج يُعد عذرًا شرعيًا لإنابة الغير في رمي الجمرات حتى للقادرين عليه، منوهًا بأن الشخص الواحد يجوز أن يرمي عن اثنين أو ثلاثة. وشدد المفكر الإسلامي، على أن هناك مجموعات من الحجيج تستخدم العنف والاحتكاك الخشن أثناء أداء مناسك الحج وهذا الأمر يعد فسوقًا يؤدى إلى عدم قبول الفريضة، كما قال تعالى: «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ» البقرة /197. ونوه عضو مجمع البحوث الإسلامية، بأن هناك أناسًا يرمون الجمرات في أي اتجاه ويصبون بها الحجيج وهذا الأمر يعبر عن الجهل بالأحكام الشرعية ويؤدى إلى إيذاء الآخرين. وأشار إلى أن رمي الجمرات من الواجبات ولا يجوز تعمد تركه، مؤكدًا أن تاركه عمدًا آثم ولزمه دم شاة تذبح في الحرم ويوزع لحمها على مساكين الحرم وحجه صحيح. واتفق الجندي مع رأي دار الإفتاء المصرية الذي أكدت فيه جواز رمي جمرة العقبة الكبرى بعد نصف ليلة النحر للقادر والعاجز على السواء؛ استدلالاً بحديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها، مؤكدًا أن دراجات الحرارة تكون معتدلة ليلا فيسهل رمي الجمرات ولا يكون هناك ازدحام.