التنمية الصناعية: الانتهاء من وضع مخطط مشروع "المثلث الذهبي".. فبراير القادم

أعلن إسماعيل جابر رئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية أن فبراير القادم سيشهد انتهاء المكتب الاستشاري الإيطالي من وضع المخطط العام لمشروع تنمية منطقة المثلث الذهبي، مما يعد خطوة كبيرة في طريق البدء في تنفيذ هذا المشروع القومي الذي يعد أحد المحاور الجديدة للتنمية في مصر وخاصة قي الصعيد.
وقال جابر - خلال كلمته في ورشة العمل التي عقدت اليوم الاثنين بعنوان "ملتقى التنمية المتكاملة لمنطقة المثلث الذهبي" للعلماء والأكاديميين لعرض الدراسات البحثية للاستغلال الأمثل لإقليم المثلث الذهبي - إن الحكومة تستهدف من خلال تعاقدها مع مكتب استشاري عالمي تخطيط المنطقة ل 30 عاماً قادمة، لإقامة مشروعات تنموية عملاقة على أسس علمية دقيقة.
وأقيم الملتقى تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء بمقر وزارة الاستثمار ويستمر علي مدار يومين، بحضور اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر، واللواء عبد الحميد الهجان محافظ قنا، والسفير ياسر النجار مساعد وزير الاستثمار وعلاء الدين عمر رئيس الهيئة العامة للاستثمار، والدكتور عباس منصور رئيس جامعة جنوب الوادي بالإضافة إلي ممثلي الهيئات المعنية ونخبة من أساتذة الجامعات والخبراء المصريين بحضور ممثلي شركة "ديبولونيا" الإيطالية المسئولة عن وضع المخطط العام لمشروع تنمية إقليم المثلث الذهبي (سفاجا – قنا – القصير).
وألقى جابر الضوء على الدراسات البحثية المتعلقة بالإقليم من خلال الاستماع إلى رؤى نخبة من الخبراء والأكاديميين والمؤسسات البحثية الجيولوجية في مصر المهتمين بالتنمية لتبادل الآراء، واستعراض المقترحات والبحوث العلمية فيما يخص الاستغلال الأمثل لموارد المنطقة،حتى يتم أخذها في الاعتبار من قبل المكتب الاستشاري الإيطالي خلال وضع المخطط العام ودراسات الجدوى للمشروع، موضحا أنه سيتم تجميع كافة البيانات والدراسات المتاحة عن منطقة المثلث الذهبي وثرواتها التعدينية من خلال ورشة العمل موثقة وبشكل رسمي.
وأشار إلى أنه تم استعراض رؤية تنمية المنطقة في ضوء مبدأ التنمية المستدامة وكيفية استخدام مبدأ الاقتصاد الأخضرGreen Economy لتحقيق هذا الهدف، وكذا مناقشة الاعتماد على الطاقة الشمسية كواحدة من المصادر الرئيسية لتوليد الطاقة في المنطقة، وسبل الموازنة بين الطرق الطبيعية والتكنولوجية كمصادر للمياه، موضحاً انه سيتم أيضا خلال المؤتمر مناقشة قانون التعدين في ضوء المحددات المالية والاستثمارية العالمية.
من جهته صرح ياسر النجار مساعد وزير الاستثمار بأن ورشة العمل اليوم تتعلق بأحد المشروعات القومية التي طرحت خلال الفترة الماضية حيث يوفر إقليم المثلث الذهبي فرص استثمارية عملاقة في شتى المجالات الصناعية والسياحية والتعدينية وغيرها بما تمتلكه المنطقة من طبيعة جيولوجية وجغرافيه متميزة إذا ما تم استغلالها استثمارياً على نحو سليم، مشيراً إلى أن ورشة العمل تهدف إلى اقتراح الآلية الأكثر فعالية لاستغلال ثروات هذه المنطقة وتنميتها تنمية شاملة من خلال الأسلوب الأمثل لإدارة الموارد المعدنية بها صناعياً وزراعياً وسياحياً وعمرانياً وخدمياً.. وتحقيق أفضل عائد منها وتطوير البنية التحتية لدعم التعدين والمشروعات الصناعية، وسبل خلق مجمعات صناعية لعمل قيمة مضافة بالقرب من الثروات التعدينية.
وأكد أن المشروع يأتي في إطار سعي الدولة لتحقيق معدل النمو المستهدف، لافتا إلى أن وزارة الاستثمار لها دور ترويجي في هذا المشروع، وتحقيقا لهذا السعي تعمل الوزارة على تذليل الإجراءات الروتينية لدعم التنمية المستدامة في الإقليم والذي لا ينعكس مردوده التنموي على الصعيد فحسب بل على الاقتصاد المصري ككل.
ولفت النجار إلي الجهود التي تقوم بها الوزارة في هذا الشأن لتهيئة مناخ جاذب للمستثمر المحلي والأجنبي من خلال العمل على تعديل المنظومة التشريعية لتكون أكثر جذباً لرجال الأعمال.
من ناحية أخرى، قام ممثلو شركة "ديبولونيا" الإيطالية بعرض تقديمي تم الإشارة فيه إلى أن الشركة ومنذ إسناد المهمة لها من نحو 4 أشهر قامت بعمليات استقصائية واسعة لجمع البيانات عن المنطقة وتحليلها وذلك من خلال خبراء الشركة وفريق العمل الفني كما تم التنسيق مع أكثر من 70 جهة لجمع المعلومات الضرورية.
وأعربت الشركة عن سعادتها بإقامة ورشة العمل والتي تعد فرصة للاطلاع علي رؤى المراكز البحثية المصرية والدراسات الأكاديمية لأخذها في الاعتبار عند تخطيط المنطقة وكذا المساهمة في تحديث البيانات التي تقوم بجمعها.
ومن جانبه قال أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر إن منطقة المثلث الذهبي من المشروعات القومية الواعدة والتي تستلزم تضافر كافة الجهود وخاصة من الجهات البحثية حيث حان الوقت للاستفادة من الذخائر العلمية من أبحاث ودراسات متاحة في الجامعات والمراكز البحثية في مصر، مؤكداً ضرورة مراعاة الخصوصية البيئية والسياحية المتميزة والتي تتمتع بها المحافظة على طول ساحلها وذلك خلال وضع المخطط العام لمنطقة المثلث الذهبي بحيث يتم إنشاء المناطق الصناعية وتوطين الصناعات المختلفة المستهدفة بعيدا عن الساحل للحفاظ على البيئة بهذه المنطقة لتقام غرب الحائط الجبلي، لاسيما مع توافر المياه والطاقة بهذه المناطق.
من جهته صرح اللواء عبد الحميد الهجان محافظ قنا بأن المحافظة بدأت مع الشركاء المعنيين الإجراءات التنفيذية لمشروع التنمية الشاملة لإقليم المثلث الذهبي مشيراً إلي أن قنا واعدة صناعياً، وتمتلك منطقتين صناعيتين "قفط" وبها 6 مصانع قائمة و 34 تحت الإنشاء ومنطقة "هو" الصناعية التي تمتلك 30 مشروعاً صناعياً و14 تحت الإنشاء، موضحاً أن قنا تمتلك رصيدا وفيرا من الموارد والخامات التعدينية يمكن استغلالها في إطار مشروع المثلث الذهبي حيث أن هناك مناطق تصلح للاستصلاح الزراعي في وادي اللقيطة ووادي قنا كما أن هناك فرص استثمارية في مجال سياحة المؤتمرات.
وفيما يتعلق بالبنية الأساسية والمرافق كشف المحافظ أنه جاري تنفيذ خط الغاز الطبيعي ( قنا سفاجا ) بطول 170 كيلو متراً.
وعلى صعيد الخدمات واللوجستيات بالمحافظة أوضح أنه تم إقامة ميناء نهري للحاويات، كما يتم إعادة تشغيل خط سكة حديد سفاجا - قنا كما أشار إلي استجابة وزارة النقل للمحافظة في إقامة رصيف للحاويات بسفاجا.
وقال إن محافظة قنا بما تمتلك من مراكز عمرانية وعمالة متوفرة تترقب بشغف إتمام الدراسات الخاصة بمشروع تنمية المثلث الذهبي بما سيتيحه من مشروعات وفرص استثمارية وتشغيل الأيدي العاملة من أبناء المحافظة.