يذكرني ما حدث مع الدكتورة نهى حشاد، بما حدث كثيرًا في السنوات الماضية مع العديد من الزملاء الصحفيين، فقد ثارت ضدهم معركة ضارية وطلب البعض بفصلهم من عملهم، وحرمانهم من عضوية نقابة الصحفيين، والسبب أن بعضًا منهم قابل إسرائيليين، وبعضهم سافر إلى إسرائيل، ودعني أقول لك إن كل هذا الغبار أسفر عن لا شيء. فلم يتم فصلهم، ولم يحدث معهم أي شيء. الدكتورة نهى، حسبما نشر موقع "صدى البلد" للأسف بلغة تحريضية، فقد قال أحد زملائها إنها غريبة الأطوار، وجذورها يهودية. كل ذلك لأنها سافرت إلى إسرئيل لحضور مؤتمر، وقد فصلتها الجامعة لانقطاعها عن العمل. أي أن هناك حملة ضدها، رغم أن القانون ليس فيه بند واحد يعاقب من يطبع أو يسافر إلى إسرائيل. وما قاله بعض زملائنا وقتها حول أن قرارات الجمعية العمومية ملزمة لكل الصحفيين خطة كبرى وضحت أمام القضاء، فليس من حق أي جمعية عمومية لأي نقابة أن تشرع قانون، فهذه طبقًا للدستور مهمة البرلمان. وليس من حق الجمعية العمومية طبعًا أن تقرر ما يخالف القانون. هل هذا يعني أنني مع التطبيع مع إسرائيل؟ لا، وشخصيًا كتبت كثيرًا ضد التطبيع، ولكني في ذات الوقت لا أجرمه، ولا أسمح لنفسي بتخوين من يطبعون ويسافرون إلى إسرائيل مثل مفتي الجمهورية. فالجهة الوحيدة التي يحق لها الحكم بالخيانة هي القضاء. ثم إذا كان السفر إلى إسرائيل خيانة لأنها تحتل أرضًا عربية، فلماذا نعتبر السفر إلى إيران وطنية، في حين أنها تحتل جزر الإمارات العربية أيضًا؟!!.