رمتني بدائها وانسلت...قرأت العديد من المقالات لكتاب عديدين محسوبين على التيار الإسلامي منهم إخوان وسلفيون.... يشوهون المرشحين الآخرين تارة بأنهم فلول واتهامات أخرى مثل أنهم مرتشون وعملاء... وبالطبع كفرة وزنادقة وغير وطنيين في محاولة منهم لإزاحة الكل ليتربع مرشحهم على رئة المحروسة. ومن العجيب تسخير الدين مطية لهم؛ فعلى سبيل المثال مرشح حزب الحرية والعدالة "محمد مرسي"، المرشح الاحتياطى، أصدرت الحملة الانتخابية له مطوية ملونة تحمل اسم معالم مشروع النهضة، التي تؤكد أن "أصل المشروع هو مشروع النبي صلى الله عليه وسلم، الذي حول رعاة الغنم وعباد الأصنام إلى رعاة الأمم وصناع أعظم حضارة عرفتها البشرية". هذا وقد قام شباب جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة بتوزيع هذه المطوية بشوارع مدينة الفيوم الرئيسية، والتجمعات، والمؤتمرات، التي ينظمها الحزب بالقرى للدعاية لمرشحه الرئاسي... وبدون تعليق اختزلوا النبي في مشروعهم فقط... كما صرًّح المرشد العام للإخوان المسلمين "بديع" إنه أحل "مرسي" من البيعة له، وفي خبر آخر أفتى أن انتخاب "مرسي" فريضة شرعية... فالتيارات الدينية اختزلت الدين والله داخلها. والعجيب أن جميع التيارات الدينية الإسلامية سخرت المساجد للدعاية الانتخابية، ولهذا تقدم النائب "عمرو حمزاوي" لرئيس مجلس الشعب بطلب استجواب عن استغلال المساجد في الدعاية الانتخابية... وبالطبع لم يناقش الطلب لضلوع الإخوان في استغلال منابر المساجد لمرشحهم... كما سبق وأن قام ابن الأمريكية باستغلال مسجد "اسد بن فرات" بالدقي لدعايته الانتخابية... كما قام أبو الفتوح باستغلال فقر البسطاء ووزع بطانية على الغلابة لشراء أصواتهم الانتخابية، كما قام حزب النور والإخوان بتوزيع شنطة بيها أرز وزيت وعشرون جنيهاً في انتخابات مجلس الشعب، وقاموا ببيع اللحوم بأقل من ثمنها ب 50 جنيها لكسب فقراء الشعب ... لشراء اصواتهم نظراً لحاجاتهم. فالواقع يؤكد أن الذي أفسد الحياة السياسية بعد الثورة هم الأحزاب الدينية، التي تعاونت مع "مبارك" قديماً ومع العسكري حديثًاً الممولة من دول الجوار... أخيراَ أؤكد أن المثل القائل "رمتنى بدائها وانسلت" ينطبق كثيراً على الأحزاب الدينية. "أن تستغل فقر إنسان لشراء صوته فهذا يؤكد أنك بلا دين"