فى عددها الصادر أمس علقت صحيفة فايننشال تايمز الأمريكية على صعود المرشح لرئاسة الجمهورية أحمد شفيق خلال أربعة أسابيع من التريب الرابع أو الخامس فى قائمة المرشحين للرئاسة إلى المركز الأول فى مختلف استطلاعات الرأى قائلة إن شفيق تحول من مرشح فاقد للأمل إلى منافس قوى. جانب مهم من صعود الفريق شفيق الانتخابي راجع إلى معارضيه، فمنذ طرح النائب عصام سلطان تعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية لاستبعاد شفيق وعمر سليمان من الانتخابات، أدرك الرأى العام أن هناك حملة مشبوهة تستهدف الفريق شفيق، وكلما تقدمنا فى الحملة الانتخابية، زاد الهجوم على شفيق، وفى المقابل زادت شعبيته.. وربما هذه رسالة مهمة من الشعب للسياسيين ووسائل الإعلام المختلفة التى تشارك فى هذه الحملة مفادها أن الشعب لا يصدقهم. مثلا صحيفة الشروق يبدو انحيازها لعبد المنعم أبو الفتوح غير خاف، وأخبار البلاغات والتحقيقات مع شفيق تتصدر الصحيفة منذ عدة أيام، وهى لا تكتف بنقل الأخبار فقط، وإنما تعمد إلى تغيير المعلومات وتغييرها وتضخيمها فى حرب إعلامية سوادء. الشروق مثلا خصصت مانشيت الصفحة الثالثة لأخبار البلاغات والتحقيقات وبدأته ببلاغ سلطان الذى اتهم فيه شفيق ببيع أراضى لنجلى الرئيس السابق.. وقالت الشروق إن مساحة الأرض هى أربعون ألف فدان.. علما بأن كل الأرض التى اشترتها الجمعية التعاونية لإسكان الطيارين وأسرهم والتى كان يرأسها شفيق هى: 19 فدانا، وقيراط واحد، و17 سهما استفاد منها 70 طيارا وأسرهم وأبناؤهم، وحصلت عليها الجمعية عام 1989، واشترى منها نجلا مبارك فى عامى 91 و92 بينما شفيق لم يتول رئاسة الجمعية إلا عام 1993 وهو ما قاله فى المؤتمر الصحفى لكن الشروق لم تذكره. فى الذاكرة المصرية القريبة جدا، فى اليوم التالى للخطاب الثانى للرئيس السابق، فى الأول من فبراير 2011 تحول الرأى العام المصرى ضد مبارك بعد تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية ذكرت فيه أن ثورة مبارك بلغت 70 مليار دولار.. وحين تخلى مبارك عن الحكم، اعتذرت الجارديان عن هذا التقرير المكذوب، وتحاول صحف مصرية أن تنهج نفس المنهج، لكن الحالة مختلفة، والوضع تغير.. فقد سئم الشعب أكاذيب السياسيين، والصحفيين والإعلاميين، والإخوان، ومن والاهم. وكلما اشتدت الحملة ضد شفيق، زادت شعبيته، وكلما مضى فى حملته الانتخابية حصد أصواتا أكثر، وكلما زادت حالة السعار لدى معارضيه تراجع تأييدهم فى الشارع، وأذكر أنه قبل انتخابات مجلس الشعب، نزل الإسلاميون إلى ميدان التحرير لرفض وثيقة السلمى، ثم خرجوا وتركوا 6 أبريل تحاول اقتحام الداخلية، وبعدها انضمت جميع القوى السياسية إلى الميدان، بينما أعطى الشعب أصواته لإخوان والسلفيين لأنهم أشعروه بأنهم عامل الاستقرار، أما الآخرون فيشاركون فى الفوضى. اليوم نحن أمام نفس الرسالة لكن بشكل مختلف.. حملة معارضى شفيق تجعل الناس يعتبرونهم من دعاة الفوضى، بينما الرجل المستمر فى طريقه يرمز إلى الاستقرار. ولو كنت مكان الفريق شفيق، لوجهت تحية خاصة لكل معارضيه، فكلما اشتدت حروبهم ودعايتاهم السوداء زادت فرص الفريق فى الفوز فى الانتخابات الرئاسية!