أهل الغباء السياسي في مصر هم هؤلاء الذين يعمدون إلى أفعال وتصريحات وسياسات تسهم بشكل كبير في فقدهم الأرضية الشعبية التي كانت تؤيدهم من قبل. والعجيب أنه غباء مركب بحيث أنهم لا يتعلمون من أخطائهم، فالبرغم من وقوعهم في خطأ الكذب أو تطويع النصوص أو امتهان العقول أو سطحية واختزال التعاطي السياسي وقولبته في إطار جامد أفقدهم في كل مرة شريحة بل شرائح من مؤيديهم، فإنك تجدهم يعيدون ويكررون أنفسهم وأخطاءهم ذاتها دون التفات إلى السلبيات المترتبة على التكرار بعد زيادة رقعة المنسحبين من تأييدهم وتحولهم لا إلى أطراف أخرى بل تحولهم إلى مناهضين للفكرة والمنهج على نبله وسلاسة مقاصدة، فهم ليسوا فقط فقدوا التأييد وإنما أفقدوا الفكرة مؤيديها وضيعوا ونسفوا كثيرا من التضحيات والعمل والجهد فقط بما يتمتعون به من غباء سياسي مركب وخالص لا تشوبه شائبة من فهم أو روية ولا يمكن لعاقل أن يحاول إصلاح ما أفسدوه الآن، ولكن علينا ألا نفقد الأمل وأن نعمل على تفكيك منظومة الغباء السياسي المتحكمة بحكم الظرف في التعبير والصياغة في هذه المرحلة.