إيمان لم تعرف من الكلمات أكثرَ من رحيق الوردِ والذوبان فى أغنيةٍ من ليلِ طيبِ.! إيمانُ تطعِمُها حبوبُ الله من آنٍ إلى آنٍ وتسقيها مياهُ العندليبِ.! إيمانُ لم تعرفْ من الأشواقِ إلا الآهَ حين تنامُ فىَّ ولستُ فى أحضانِها. وتجمِّعُ المنثورَ من جسَدى وتحفظهُ ببُؤْبُؤِ عَيْنِها. تلكَ التى قالت: أنا لم أُبْصِرِ الأيامَ إلا من عقاربِ وقْتِكَ المنْسِىِّ فى السفرِ البعيدِ ومن عيونِكَ حينَ أُبصرُ جوفهمْ عسَلَ الرجولة أنتَ كنزى فى بلادِ السندبادِ وأنت موجَتِىَ التى غمرت شرودَ الرملِ يا إيمانُ: مِثلُكِ يملكُ الرُّوحَ النقيَّةَ يُبصر الأشياءَ أكثر فتنةً من خلقِها.! وأنا أغنِّى رقصةَ التِّيهِ العظيمِ (هُناكَ) ألْقَتْنى الفراشةُ فى طواحينِ الغبار.! لأَرى المدينةَ فى بيارقِها ونار نبيذِها.! وأرى الطلاسِمَ فى يَدى. فتئنُّ لا تَعْبَأ بما اقتَرفَتْ يداكَ وكُن إنارةَ مَعْبَدى. مِنْ عالم الأحلامِ تسقطُ فجأةً فى غابةِ الدنيا وفى مُدُنِ الشَّتات. يا خُطْوةً فى الشارعِ الممْلوءِ بالعرباتِ كونى لى دليلى !! مِنْ غياباتِ الغُوايةِ من جُنونِ المغرمينَ ومن رياحِ العاشقات. لابد للدَّرويشِ أن يبكى طويلاً يا شَقِىُّ وأن يرتِّلَ فى خِضَمِّ الجوعِ أشواقَ الرُّعاة لا زلتُ والبندولُ يكسرُ أُفْقَهُ ورنينَهُ لأرى سبيلى فى عيون النارِ والكلمات. وأراكِ تلتَحِمينَ فى وجعى (فتغرقُ عَرْبَداتُ الحبِّ فيكَ) وأنتَ تخرجُ منكَ للزمنِ النبيلِ !! فكيف يبعدُ هُدْهدٌ عن عُشِّهِ المسكون ؟. إيمانُ أغنيةُ الربابةِ والمُريدونَ القُدامى يعزفون. ! سأسيرُ باسمِ الحبِّ أمرقُ مرةً أُخرى إلى البستانِ بستانِ اللآلْ. (الناىُ قالْ). :هى ما رأتْ عِنَبًا يسيلُ على الغصونِ كما رأَتْ شفَتيكَ فى خمرِ الكلام.! ليلٌ وقنديلٌ وكوخٌ يحتويكِ ويحتَوينى كوكبًا يؤوى الحمام.! فتضيعُ ضوءًا فى بلاد الليلِ قوسًا دونما ألوان.!! (الناىُ يصْمُتُ قطْرةً) قالت : رأيتُك خاتمًا فكتبتُ فى فصِّى غماما.! لمديحِكَ الأبدىِّ أو وهْجٍ يُبَلِّغُكَ الغراما.! فمضيتُ أبحثُ عن دمائى فى عروقِ الوردِ صرتُ محارَةً تنأى عن الشُّطآن !! سأسير باسم الحبِّ أخرجُ للذى فَطَرَ العَوادِمَ والقلوبَ المعْدِنِيَّة. اركُضْ فَنِصْفُكَ ذئبُ صحْراءٍ _ ونِصْفٌ للضَّحِيَّة. لا حُبَّ بعد اليومِ لا هَوَسًا يعيدُ مراسِمَ الوَلْهان.!! يَسْتَلُّكَ الهذَيانُ فى أرضِ مُشَرَّدَةِ الهُوِيَّة. من أنتَ؟ تسألُ نفسَكَ الولهى هناكَ على الطريقِ حواجزٌ والجندُ يستلبونَ ( إيمانٌ سترعى خطْوكَ المُخْتَلَّ تَسْنِدُ ظَهْرَكَ المُعْوَجَّ) فى لامِيَّةٍ عَصْرِيَّةٍ للعُرْبِ هذى البِنْتُ نيرانٌ وأنتَ الثلجُ كيف تريدُها. أن تكتُبِ اسمَكَ فوق جلد جليدِها. ؟!! وتراكَ تُمعنُ فى الهروبِ وتكتوى إيمانُ بالشَّغَفِ المُراقِ وتستغيثُ وتلتوى وتَئِنُّ :أَقبِلْ يا أميرَ العاشقينَ وصبَّنى تمثالك العُلْوِىَّ واعبُدْنى لأعبُدَ فيكَ وجْدَكَ يا أميرَ العاشِقينَ وداونى بالنار.! (هى فرصةُ الدمِ أن يعودَ إلى الوريدِ وفرصةُ الروحِ العنيدة أن تلين). ستعود ؟ ستعود؟ ستعودُ فى هذا القطار.! وبآخرِ الليلِ العَنيفِ مُحَطَّمٌ هذا الزجاجُ على النوافذِ كى يصيرَ نُثارهُ عُشْبًا بساحةِ قلبكَ الدَّامى ستُسْلِمُكَ الرياحُ إلى السعالِ وتنثَنى إيمانُ من شِريانِك المعْقودِ يضرِبُكَ الظلامُ بِوَجْهِهِ القانى وإيمانٌ ستمضى خارجَ الحدِّ الذى رسمتهُ فيكَ وتمَّحى بركًا من النعناعِ تخفتُ فى خريفِ الثلجِ (صِرْتَ تريدُ هذا الحبَّ بعد ضياعِهِ) ؟! هذا جوابٌ والسؤالُ مُكَرَّثٌ للريحِ إيمانٌ ستبقى للبنفسجِ خمرَهُ و رفيفَهُ تبقى لِقِطَّتِها و فُلَّتِها سلالمَ من خُيوطِ الفجرِ أنتَ كما أردتَ وفى شَرَكِ الدموع