قالت رواندا إنه لمن "العار" إن تعتقل بريطانيا رئيس مخابراتها بناء على طلب من اسبانيا التي تريد محاكمته فيما يتصل بجرائم حرب وأشارت إلى أن الدول الغربية متأثرة بمن يقفون وراء الإبادة الجماعية التي وقعت عام 1994. وقالت الشرطة البريطانية إنها ألقت القبض على كارينزي كاراكي (54 عاما) المدير العام لجهاز المخابرات والأمن الوطني في رواندا في مطار هيثرو في لندن يوم السبت ووضع قيد الاحتجاز للمثول أمام المحكمة يوم الخميس. وكتبت وزيرة خارجية رواندا لويز موشيكيوابو على حسابها على تويتر "التضامن الغربي لإهانة الأفارقة أمر غير مقبول!! من العار اعتقال مسؤول رواندي بناء على هوس مؤيدي مرتكبي الإبادة الجماعية." ومن المرجح أن تزيد هذه القضية من توتر العلاقات بين رواندا وبريطانيا المانحة بعد أن أوقفت كيجالي خدمة إذاعية محلية لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) بعد فيلم وثائقي للبي.بي.سي شكك في الروايات الرسمية للإبادة الجماعية. واتهمت رواندا طويلا الغرب وآخرين بعدم بذل جهد يذكر لوقف الإبادة الجماعية وبالفشل في القضاء على جماعات مثل القوات الديمقراطية لتحرير رواندا وهي ميليشيا من الهوتو متورطة في الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 وألقت الأممالمتحدة وجماعات حقوقية باللوم عليها في الأعمال الوحشية التي ارتكبت في شرق الكونجو. وكان نحو 800 ألف شخص ذبحوا في ثلاثة شهور من أعمال القتل على أسس عرقية في عام 1994 ومعظمهم من التوتسي الذين يمثلون الأقلية في رواندا إضافة إلى معتدلين من الهوتو الذين يمثلون الأغلبية في البلاد. وقالت السفارة البريطانية في كيجالي إن اعتقال كاراكي "التزام قانوني جاء بعد صدور أمر اعتقال أوروبي صحيح" مضيفة أنها "تقدر بشكل كبير العلاقة الوثيقة مع رواندا" وملتزمة بها على المدى الطويل. واتهمت وزيرة الخارجية الرواندية منظمات اسبانية غير حكومية بالوقوف وراء أمر الاعتقال. وكتبت في تغريدة أخرى "الأممالمتحدة وثقت بما فيه الكفاية عام 2009 دعم منظمات اسبانية غير حكومية ... لميليشيا القوات الديمقراطية لتحرير رواندا." وقال وزير العدل الرواندي جونستون بوسينجي في تصريحات نشرت يوم الثلاثاء إن رواندا تطلب تفسيرا من بريطانيا فيما يتعلق باحتجاز كاراكي. وأضاف في تصريحات نشرتها صحيفة نيو تايمز على موقعها على الإنترنت "نبحث الأمر مع الحكومة البريطانية... سنطعن في المحاكم وطلبنا تفسيرا من بريطانيا." وقال وليام نكورونزيزا سفير رواندا في لندن لهيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية إن الاتهامات الموجهة ضد كاراكي في اسبانيا منذ عام 2008 "لها دوافع سياسية". وفي عام 2008 اتهم قاضي المحكمة العليا الاسبانية فيرناندو اندريو 40 مسؤولا عسكريا وسياسيا روانديا من بينهم كاراكي بالتورط في أعمال قتل انتقامية بعد عمليات الإبادة التي شهدها البلد الأفريقي في 1994. ووجه القاضي اتهامات إلى هؤلاء المسؤولين بالتورط في أعمال إبادة وجرائم ضد الإنسانية وإرهاب مما أودى بحياة مئات الآلاف من المدنيين من بينهم اسبان.