أكد وزير الخارجية وشؤون الاندماج في النمسا سباستيان كورتس أن الدين الإسلامي جزء من النمسا وأوروبا . وقال كورتس : "هذا المعنى أؤكده بكل وضوح وعن قناعة كاملة في وجه من يردد شعارات معادية للمساجد منذ أشهر وسنوات"، في إشارة إلى أنشطة الأحزاب اليمينية المتشددة ضد المسلمين في النمسا . كما حذر كورتس من هذه الأنشطة مؤكدا أن "التحريض يُقسّم المجتمع"، ولفت إلى أن النقاش الدائر حول الإسلام، هو نقاش مُحَمّل بمشاعر عاطفية كبيرة. جاء ذلك أثناء افتتاح سباستيان كورتس لأعمال "مؤتمر الإسلام 2015"، الذي عُقِدَ في مقر الأكاديمية الدبلوماسية بالعاصمة فيينا تحت شعار "إسلام يحمل الطابع الأوروبي"، بحضور ما يزيد عن 200 مشارك من الأكاديميين وأستاذة الجامعات في التخصصات الدينية والعلوم الإنسانية والاجتماعية ذات الصلة من داخل وخارج النمسا، إلى جانب علماء الدين والخبراء المتخصصين في المجالات المختلفة وعدد كبير من المسلمات والمسلمين من شباب أبناء الجالية الإسلامية المقيمين في النمسا. وقد ناقش الحاضرون عددا من القضايا الهامة ذات الصلة بالإسلام ووضع أبناء الجالية الإسلامية في النمسا، واستعرضوا أهم التحديات التي تواجه المسلمين والفرص المتاحة أمامهم، كما ناقشوا فكرة وجود إسلام يحمل الطابع الأوروبي في النمسا . وشارك كورتس في حلقة نقاش ضمت مجموعة من شباب وشابات المسلمين المنتمين إلى الأجيال الجديدة التي نشأت في النمسا، وسمح بإجراء مداخلات معه عبر شبكات التواصل الاجتماعي للرد على تساؤلات الشباب المختلفة، فيما أكد الشباب على رفضهم لفكرة لعب دور الضحية أو فرض الوصاية عليهم من خارج النمسا، في إشارة إلى تركيا، التي يتهمها وزير خارجية النمسا دائماً بمحاولة فرض وصايتها على المسلمين النمساويين من ذوي الأصول التركية، كما أكد الشباب على أن المسلمين جزء ثابت من مكونات المجتمع النمساوي. جدير بالذكر أن الوزير الشاب، الذي يبلغ من العمر 28 عاما، يحاول التقرب من فئة الشباب المنتمين لأبناء الجالية الإسلامية والتفاعل معهم والمشاركة في فعالياتهم، للتأكيد على دورهم ومكانتهم في المجتمع، والحيلولة دون وقوع الشباب المسلم في براثن المجموعات الإرهابية، التي تستغل شعور بعض الشباب بالإحباط والإقصاء داخل المجتمعات الأوروبية، كأداة لاستقطابهم واستغلال حقدهم على المجتمعات الأوروبية في القيام بأعمال إرهابية.