شهد رئيس جمهورية النمسا دكتور هاينز فيشر الاحتفالية الكبرى التي نظمتها الهيئة الإسلامية الرسمية في النمسا مساء أمس الجمعة في مبنى بلدية مدينة فيينا بمناسبة الاحتفال بمرور 100 عام على اعتراف دستور البلاد رسميا بالدين الإسلامي في عام 1912، فيما يعرف ب"قانون الإسلام". وأكد الرئيس النمساوي هاينز فيشر، -في تصريح لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في النمسا- أن ظاهرة "الإسلام فوبيا" ستضعف بمرور الوقت وأن هناك تعاون مستمر بين الهيئة الإسلامية في النمسا وسكرتير الدولة لشئون الاندماج سباستيان كورتس، لمواجهة هذه الظاهرة بهدف القضاء عليها. وأعرب الرئيس النمساوي عن سعادته بحضور هذه المناسبة، مؤكدا أن المسلمين مرحب بهم في النمسا، وأن المسلمين النمساويين جزء أصيل في المجتمع ولهم نفس الحقوق في ظل قوانين حقوق الإنسان التي تؤكد على تساوي الجميع، وأنه يتوقع منهم احترام القوانين. واعترف فيشر بالدور الهام الذي قام به المسلمون في تاريخ أوروبا، لافتا إلى الطابع الذي تركه المسلمون في دول مثل أسبانيا ، وأشار في نفس الوقت إلى العلاقات الثنائية الدبلوماسية والتجارية الحالية مع الدول العربية والإسلامية. وألقى ميخائيل شبندلاجر، نائب رئيس وزراء، ووزير الخارجية النمساوي، كلمة قصيرة أعرب فيها عن سعادته بمرور 100 عام على اعتراف الدستور النمساوي بالدين الإسلامي، مؤكدا على تفرد النموذج النمساوي. حضر الاحتفالية رئيس الهيئة الإسلامية الرسمية دكتور فؤاد سنج وعدد من الوزراء تصدرهم نائب رئيس الوزراء النمساوي وزير الخارجية ميخائيل شبندلاجر، ووزيرة التعليم كلاوديا شميد، وسكرتير دولة النمسا لشئون الاندماج سباستيان كورتس، وكذلك عدد من سفراء الدول العربية والإسلامية تصدرهم سفير مصر لدى النمسا وممثلها أمام المنظمات الدولية خالد شمعة، وعدد من كبار المسئولين الدينيين مثل مفتي دولة البوسنة مصطفى سيدتش والمسئول عن الشئون الدينية في تركيا ورؤساء الروابط والجمعيات الإسلامية في النمسا. وبدأت الاحتفالية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم تم عرض فيلم وثائقي عن الخلفية التاريخية لإصدار قانون الإسلام في النمسا، تلاه كلمة رئيس الهيئة الإسلامية فؤاد سنج وأعقبته كلمة رئيس جمهورية النمسا الذي أكد تفرد النموذج النمساوي في التعايش مع الثقافات والأديان المختلفة بين الدول الأوروبية والدور الهام الذي يقوم به المسلمون كجزء أصيل وهام في المجتمع النمساوي مشيرا إلى أن أعداد المسلمين بلغت نحو 550 ألف مسلم في مجتمع يبلغ قوامه نحو 7 ملايين نسمة. كما تضمن الحفل تقديم عدد من الفقرات الفنية لأول فرقة إنشاد ديني للأطفال باللغة الألمانية "هلال" حيث لاقى عرض الفرقة إعجاب الحضور وكذلك قدم المغني الشاب اللبناني ماهر زين أغاني عربية.