أكد رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، ضرورة تكاتف الجهود والطاقات، خاصة من قبل منظمة اليونسكو، وجمعيات ومنظمات التراث الدولية، لحماية تراث فلسطين من السرقة وضياع الهوية، وإدراج المواقع الأثرية والسياحية الفلسطينية في لائحة مواقع التُراث العالمي بهويتها الفلسطينية الأصيلة. وقال الحمد الله - في كلمته أمام مؤتمر منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة تحت عنوان السياحة الدينية المستدامة، اليوم الاثنين، في قصر المؤتمرات بمدينة بيت لحم - إن "الاحتلال الإسرائيلي، وهو يصادر أرضنا ومقدراتنا ومصادر رزقنا، ويحكم سيطرته على حوالي 63% من أرضنا هي المناطق المسماة (ج)، إنما يستهدف المواقع الأثرية والدينية التاريخية فيها، ويسرق محتوياتها، ويحاول مصادرة هويتِها عبر تغيير أسمائها ومعالمها، ومحاولة ضمها وتعزيز الزحف الاستيطاني نحوها، فيما نحرم نحن، أصحابُ الأرض، من ترميمها وتأهيلها، بل وحتى إدارتها أو وزيارتها". وقد شهد المؤتمر حضور الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي، ووزير الدولة الياباني للشؤون الخارجية ياسوهيدي ناكاياما، وممثل الرباعية الدولية توني بلير، والعديد من الوزراء والسفراء والقناصل والبعثات الدبلوماسية. وأضاف الحمد الله "أن تلك الانتهاكات تعتبر انتهاكا للقانون الدولي واتفاقيات اليونيسكو واتفاقات الأممالمتحدة، فهذه الآثار والمواقع السياحية، ليست متنازع عليها، بل هي جزء من تراث إنساني يمتد إلى قرون وعصور مختلفة، وجزء أصيل من الأرض الفلسطينيةالمحتلة منذ عام 1967". ونقل الحمد الله تحيات الرئيس الفلسطيني محمود عباس واعتزازه الكبير بعقد هذا المؤتمر على أرض فلسطين، التي تختلط فيها صور التعايش والتسامح، ويبرهن كل جزء من إرثها الحضاري والإنساني، هوية المكان وأصالة التاريخ. وتابع "أن هذا المؤتمر الدولي الهام، الذي يعد أول مؤتمر دولي للأمم المتحدة في فلسطين، وأول مؤتمر لمنظمة السياحة العالمية بهذا الحجم والزخم في المنطقة ككل، يعتبر انتصاراً لحقوق شعب فلسطين العادلة المشروعة، ووقفة هامة إلى جانب نضالاته، آملا بأن يشكل خطوة جوهرية، ليس فقط على طريق تنشيط السياحة إلى فلسطين، بل وفي حماية المقدسات والآثار على أرضها، ووضع حد لسيطرة إسرائيل عليها واستباحتها لها". وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني أن "إسرائيل تستهتر بحياة أبناء شعبنا بأبسط القيم الإنسانية التي تُجمع عليها شعوب ودول العالم اجمع، والتي كان آخرها جريمة اغتيال الشاب عبد الله غنايم من قرية كفر مالك برام الله"، مشيرا إلى "أن ذلك لن يثني شعبنا عن مواصلة النضال من أجل نيل الحرية والخلاص التام من الاحتلال الإسرائيليَّ وإقامة الدولة المستقلة". وأضاف "إننا ماضون بعزم وثبات وبالتفاف أبناء شعبنا، وبدعم الدول الصديقة والشقيقة نحو تحقيق أهدافنا في تجسيد الهوية الوَطنية في كُلِ شِبر من أرض وطننا، وكما أكد الرئيس محمود عباس، فإننا َنحملُ قضيَتنا العادلةِ إلى كافة المحافل الدولية لضمان إنجازِ حقوقنا الوطنية، وفي مقدمتِها إقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة، على حدود عام 1967، والقدس عاصمتها الأبدية". وأعرب رئيس الوزراء الفلسطيني عن شكره وتقديره لكافة الجهود الدولية والوطنية التي تضافرت لعقد هذا المؤتمر الهام، ولكافة الوفود الدولية التي حرصت على الحضور وزيارة فلسطين عن كثب، مؤكدا مواصلة العمل الدؤوب من أجل زيادة السياحة الوافدة، ولتثبيت اسم فلسطين في خارطة السياحة الدولية.