الإحصاء: 5.9 مليار دولار التبادل التجاري بين مصر والسعودية خلال النصف الأول من 2025    يديعوت أحرونوت العبرية: وفد إسرائيلي قد يتوجه إلى الدوحة قريبا لاستئناف مفاوضات غزة    بعد مفاوضات.. تل أبيب تستعيد إسرائيليا محتجزا بلبنان منذ عام    محافظ سوهاج يعتمد نتيجة الدور الثاني للإعدادية بنسبة نجاح 92.3%    حملات الدائري الإقليمي تضبط 15 سائقا متعاطيا للمخدرات و1123 مخالفة مرورية    وزيرة التنمية المحلية تتابع مع محافظ أسوان مشروعات الخطة الاستثمارية    محافظ المنوفية: النزول بدرجات القبول ببعض مدارس التعليم الفني للتدريب والتعليم المزدوج    نقيب الصحفيين: تقديم بلاغ ضد «ڤيتو» مؤشر يجب التوقف أمامه في ظل غياب آليات واضحة لتداول المعلومات    الكشف عن امتلاك كوريا الشمالية قاعدة عسكرية سرية تنذر بخطر نووي على شرق آسيا والولايات المتحدة    "الأونروا": 1من كل 3 أطفال يعاني سوء التغذية في قطاع غزة    «نتنياهو» يصعّد هجومه ضد رئيس وزراء أستراليا    الشباب والرياضة تبدأ تعميم الترتيبات التنفيذية بعد تصديق الرئيس على تعديلات قانون الرياضة    مواجهات مرتقبة في إفتتاح دوري المحترفين    شرط هويلاند للرحيل عن مانشستر يونايتد    جامعة بنها الأهلية تطلق احتفالية أسبوع الابتكار وتدشن منصة «Inoventre Gateway»    «عبداللطيف» يلتقي وزير الخارجية الياباني (تفاصيل)    حالة الطقس اليوم الخميس 21 أغسطس في القاهرة والمحافظات.. درجات الحرارة تصل ل43    النيابة تسلمت نتيجة تحليل المخدرات.. تجديد حبس السائق المتهم بدهس 9 أشخاص بكورنيش الإسكندرية    بسبب خلافات أسرية.. زوج يتخلص من زوجته ويصيب نجلته في الدقهلية    بسمة داوود صحفية في مسلسل «ما تراه ليس كما يبدو» (صور)    وزير السياحة: مصر أصل علم المصريات ومهد الحضارات.. ويجب استعادة صدارتها في هذا المجال    وكيل وزارة الصحة تُفاجئ وحدة طب أسرة الشهيد خيري وتحيل المقصرين للتحقيق    نائب وزير الصحة يتفقد مستشفى رأس الحكمة ويوجه بسرعة تشكيل فرق عمل لرفع كفاءتها    ندوة حول التأمين الصحي الشامل وتطوير الخدمات للمواطنين في بورسعيد    لترشيد استهلاك الكهرباء.. تحرير 126 مخالفة لمحال غير ملتزمة بمواعيد الإغلاق    خلال 24 ساعة.. ضبط (385) قضية مخدرات وتنفيذ (84) ألف حكم قضائي    رابيو يعرض نفسه على يوفنتوس    من حريق الأقصى إلى مواقع غزة.. التراث الفلسطيني تحت نيران الاحتلال    رفضه لجائزة ملتقى الرواية 2003 أظهر انقسامًا حادًا بين المثقفين والكتَّاب |السنوات الأولى فى حياة الأورفيلى المحتج    تكريم المخرجة والكاتبة الإسبانية مرسيدس أورتيغا في مهرجان الإسكندرية السينمائي المقبل    دار الإفتاء: سب الصحابة حرام ومن كبائر الذنوب وأفحش المحرمات    صعود مؤشرات البورصة هامشيا بمستهل تعاملات جلسة نهاية الأسبوع    «الكنيسة القبطية الأرثوذكسية»: الأعياد مناسبة لمراجعة النفس والتقرب إلى الله    وزير الإسكان يعلن الانتهاء من إجراء القرعتين 17 و18 للمواطنين الذين تم توفيق أوضاعهم بالعبور الجديدة    ريبيرو يمنح لاعبي الأهلي راحة سلبية ويستكشف المحلة    هندسة بنها تحصد المركز الأول على مستوى الجمهورية في مسابقة "صنع في مصر"    هل يوجد زكاة على القرض من البنك؟.. أمين الفتوى يجيب    رئيس الوزراء يصدر قرارًا بإسقاط الجنسية المصرية عن شخصين    3 وكلاء جدد بكلية الزراعة جامعة عين شمس    إجازة المولد النبوى .. 3 أيام متتالية للموظفين    تشمل 21 مستشفى.. تعرف على خطة "الصحة" للتوسع في خدمات زراعة الأسنان    هل يجوز سؤال الوالدين عن رضاهم عنا؟.. أمين الفتوى يجيب    القبض على البرلماني السابق رجب هلال حميدة سببه قضايا شيكات بدون رصيد    وصول قيادات الجامعات لافتتاح معرض التعليم العالي بمكتبة الإسكندرية |صور    كامل الوزير يتفقد المجمع المتكامل لإدارة المخلفات بالعاشر من رمضان    عاجل- مصر تدعو اليابان لإنشاء منطقة صناعية كبرى والتعاون في تحلية المياه واستضافة مؤتمر "جيدا" الدولي    القاهرة الإخبارية: مصر ترسل قافلة المساعدات الإنسانية العشرين إلى قطاع غزة    دعاء الفجر| اللهم اجعل هذا الفجر فرجًا لكل صابر وشفاءً لكل مريض    أذكار الصباح اليوم الخميس.. حصن يومك بالذكر والدعاء    نجم الأهلي السابق: عمر الساعي كان «ضحية» كولر.. وأتمنى انضمامه للمنتخب    توقعات الأبراج حظك اليوم الخميس 21-8-2025.. «الثور» أمام أرباح تتجاوز التوقعات    "تجارة أعضاء وتشريح جثة وأدلة طبية".. القصة الكاملة وآخر مستجدات قضية اللاعب إبراهيم شيكا    بعد التحقيق معها.. "المهن التمثيلية" تحيل بدرية طلبة لمجلس تأديب    بعد معاناة مع السرطان.. وفاة القاضي الأمريكي "الرحيم" فرانك كابريو    ليلة فنية رائعة فى مهرجان القلعة للموسيقى والغناء.. النجم إيهاب توفيق يستحضر ذكريات قصص الحب وحكايات الشباب.. فرقة رسائل كنعان الفلسطينية تحمل عطور أشجار الزيتون.. وعلم فلسطين يرفرف فى سماء المهرجان.. صور    الإسماعيلي يتقدم باحتجاج رسمى ضد طاقم تحكيم لقاء الاتحاد السكندرى    الجنائية الدولية: العقوبات الأمريكية هجوم صارخ على استقلالنا    شراكة جديدة بين "المتحدة" و"تيك توك" لتعزيز الحضور الإعلامي وتوسيع نطاق الانتشار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد إدراج كنيسة المهد كأول موقع فلسطيني علي قائمة التراث العالمي رياح الربيع العربي تجتاح اليونسكو
نشر في القاهرة يوم 17 - 07 - 2012

- انسحبت أمريكا من تمويل المنظمة العام الماضي احتجاجاً علي انضمام فلسطين ففقد حلفاء إسرائيل أهم أوراق الضغط علي الأعضاء وانفتحت أبواب تسجيل المواقع الفلسطينية هي رحلة طويلة عمرها أربعون عاماً منذ نشأة مركز التراث العالمي التابع لليونسكو عام 1972 قضاها العرب في شد وجذب لمحاولة إثبات الوجود وإقرار الحق العربي الفلسطيني "ثقافياً" بعد تعثر إقراره "سياسياً" وتم تتويجه بموقعة تسجيل "كنيسة المهد" ضمن مواقع التراث العالمي.. وأخيراً يحقق الحق التراثي الحضاري نصراً تاريخياً لفلسطين والعرب ولكل داعمي العدل الإنساني.. ويفتح الباب ويمهد الطريق لنصرة سياسية آتية لامحالة. وبالطبع فلم يكن الوصول لهذه المرحلة سهلاً أو مفروشاً بالورد، لكنه كان وعراً وعورة أمريكية إسرائيلية غربية كما هو معتاد.. لهذا وقبل الحديث نصر كنيسة المهد نستعرض بعضاً مما جري في كواليس المنظمة ومهد لهذا الإنجاز الكبير. بدأ المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو اجتماعاته التي تنعقد كل عامين، ومن أبرز ما طرح في الدورة السادسة والثلاثين له عام 2011 هو انضمام فلسطين كدولة كاملة العضوية إلي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة. بعد أن وافق المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو علي انضمام فلسطين إلي اليونسكو كدولة كاملة العضوية قام المؤتمر العام بدراسة هذا الطلب في ظل استمرار الفلسطينيين علي التقدم بطلبهم بدعم عربي كبير في مواجهة ضغط أمريكي وغربي. فهنالك الكثير من الضغوطات التي مورست هنا وهناك، وهنالك الكثير من الإشاعات التي أطلقت حسب الدكتور ناصيف حتي، ممثل جامعة الدول العربية لدي المنظمة، والذي يؤكد بعض الثوابت قائلا: "إننا في ذهابنا إلي الأمم المتحدة في نيويورك للحصول علي العضوية الدائمة في الأمم المتحدة لدولة فلسطين، فإن ذلك ليس بديلاً عن المفاوضات. والطرف الفلسطيني مستعد في كل لحظة للعودة إلي المفاوضات ضمن المرجعيات المعروفة وضمن إطار زمني محدد، وهو وقف الاستيطان. كذلك نحن نقول الشيء ذاته : ذهبت القيادة الفلسطينية إلي اليونسكو ومعها كلياً المجموعة العربية والعديد من الأصدقاء رغم الطروحات التي قدمت هنا وهناك، والتي لم تف حقيقة بالحد الأدني الممكن. بل إنها مجرد ضغوط هدفها هو التأجيل في المطلق". ويضيف الدكتور ناصيف حتي "لقد أكدنا حق دولة فلسطين التي تعترف بها أكثر من 120 دولة في العالم بأن تنضم كدولة إلي اليونسكو، وعليها واجبات كل الدول الأعضاء في هذه المنظمة، ولها حقوق كل تلك الدول في اليونسكو". كانت هناك ضغوطات غربية أمريكية باتجاه ثني العديد من الدول، خصوصاً الافريقية منها ودول في أمريكا اللاتينية من التصويت لصالح الطلب الفلسطيني والولايات المتحدة الأمريكية هدّدت بحجب التمويل عن اليونسكو، حيث ان حصة الولايات المتحدة من ميزانية اليونسكو تبلغ 22 بالمائة. إذاً كان هناك نوع من التخوف لدي إدارة اليونسكو نفسها ولدي الدول المستفيدة من البرامج التعليمية والتثقيفية والتربوية وحماية الأسرة والبيئة وخلافه، وهي علي وجه الأخص دول افريقية ودول العالم النامي. وبالتالي فإنها كانت تعتبر أنها إذا صوّتت لصالح الطلب الفلسطيني، فكأنها تعاقب نفسها بنفسها. فضلاً عن ذلك، كانت هناك ضغوط فرنسية غربية علي دول افريقية، لأن فرنسا مثلاً تعتبر أن الفلسطينيين بدأوا من حيث يجب أن ينتهوا، أي أنه كان يتوجب بداية حسم موضوع الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وبعد ذلك يمكن التوجه إلي المنظمات المتفرّعة عنها، إن كانت اليونسكو أو منظمة الصحة الدولية، أو منظمة التجارة الدولية وما إلي ذلك " لا بد من التذكير أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد انسحبت من اليونسكو ولفترة 19عاما وحجبت التمويل عنها بحجة اعتراضها علي سياسة المنظمة الدولية لكنها عادت مرة أخري عام 2003 . أمريكا تكرر وقف التمويل بادرت الولايات المتحدة بإعلان أنها قررت وقف تمويل منظمة التربية والثقافة والعلوم (يونسكو) التابعة للامم المتحدة بعد تصويت الجمعية العامة للمنظمة لصالح قبول "دولة فلسطين" في المنظمة كدولة كاملة العضوية في أكتوبر 2011 . وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند إن بلادها لم يكن أمامها أي خيار سوي وقف تمويل اليونسكو بسبب القانون الأمريكي الذي يحظر تمويل اليونسكو اذا قبلت عضوية فلسطين. وأوضحت نولاند أنه سيتم وقف تحويل مالي بقيمة 60 مليون دولار كان من المقرر أن تتلقاها المنظمة الدولية. وكانت السفيرة الأمريكية لدي الامم المتحدة سوزان رايس قد أكدت في وقت سابق أن منح اليونسكو العضوية الكاملة للفلسطينيين "سيضر بشدة" المنظمة ولا يمكن ان يمثل بديلا لمحادثات السلام مع اسرائيل. وكان الفلسطينيون قد رحبوا بقرار اليونسكو التصويت لصالح قبول "دولة فلسطين" كعضو كامل. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أمام اجتماع الجمعية العامة للمنظمة إن "هذا التصويت ازال جزءا بسيطا من الظلم الذي تعرض له الفلسطينيون". وفي رام الله أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن القرار يشكل "انتصارا للحق والعدل والحرية" معربا عن شكره لكل الدول التي صوتت لصالح هذا الانضمام. وأصدرت حركة فتح بيانا قالت فيه إن "اعتراف اليونسكو بدولة فلسطين انتصار لرموز شعبنا الثقافية والتاريخية في القدس عاصمة دولتنا المستقلة". كما رحبت حركة حماس بقرار اليونسكو، واعتبرته "خطوة ايجابية تؤكد علي الحق الاصيل للشعب الفلسطيني في ارضه ومقدساته وتراثه". وفي المقابل، قال نمرود بركان السفير الاسرائيلي لدي اليونسكو إن الدول التي أيدت القرار" ستضعف قدرتها علي ان يكون لها تأثير علي موقف اسرائيل"، لا سيما فيما يتعلق بعملية السلام. كما أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانا اعتبرت فيه أن هذا الإجراء يضر بفرص استئناف محادثات السلام في الشرق الأوسط. وجاء في البيان أن "هذه مناورة فلسطينية أحادية الجانب لن تجلب اي تغيير علي ارض الواقع بل من شأنها ان تبعد احتمال اي اتفاق سلام". وصوتت 107 دولة لصالح قبول عضوية فلسطين، بينما عارضته 14 وامتنعت 52 دولة. وبين الدول التي عارضت القرار الولايات المتحدة والمانيا وكندا ولاتفيا ورومانيا بينما امتنعت ايطاليا وبريطانيا عن التصويت. بينما أيدت القرار روسيا والصين وجميع الدول العربية، وتقريبا كل الدول الافريقية والأمريكية اللاتينية. وكان لافتا تأييد فرنسا برغم أنها سبق وأبدت تحفظات جدية علي المسعي الفلسطيني في اليونسكو. وينظر الفلسطينيون الي انضمامهم لليونسكو باعتبار ذلم نصرا معنويا يعزز مطلبهم بعضوية كاملة في الامم المتحدة. وتلك اول منظمة تابعة للامم المتحدة تقر عضوية كاملة لفلسطين منذ تقدم الفلسطينيون بطلب العضوية الكاملة للأمم المتحدة في 23 سبتمبر 2011. قانون أمريكي يشار إلي أن الولايات المتحدة تملك حق النقض (الفيتو) في الامم المتحدة واعلنت بالفعل انها ستستخدمه ضد طلب فلسطين عضوية كاملة في المنظمة الدولية. وتقدم الولايات المتحدة ما يزيد علي 60 مليون دولار إلي اليونسكو أي ما يقدر بنحو 22 في المائة من ميزانية المنظمة. يشار إلي أن الولايات عادت إلي عضوية منظمة اليونسكو عام 2003 بعد ان انسحبت منها في عام 1984 بسبب ما وصفته الخارجية الأمريكية بتعارض بين اهداف المنظمة والسياسة الخارجية الأمريكية. ويحظر قانونان أمريكيان اعتمدا في مطلع التسعينات تمويل وكالة متخصصة في الأمم المتحدة تقبل فلسطين كدولة كاملة العضوية. وتقر مصادر في اليونسكو بانه "ليس هناك اية فرصة أن يقوم كونغرس يسيطر عليه جمهوريون بتعديل هذا القانون". كما أن ادارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما محرجة لانها تنظر إلي اليونسكو باعتبار أنها تشكل قسما من المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة. ولهذه الغاية زارت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون المنظمة في نهاية مايو 2011 لكي تدعم مبادرة حول تعليم النساء والفتيات. اليونسكو تضغط نفقاتها أعلنت ايرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) تعليق برامجها حتي نهاية عام 2012 بعد قرار الولايات المتحدة وقف تمويلها علي ضوء انضمام فلسطين للمنظمة الأممية. وقالت بوكوفا في الكلمة التي ألقتها في ختام المؤتمر العام لليونسكو الذي انعقد في باريس منذ شهور أن قرار تعليق الأنشطة من شأنه أن يوفر ما يقرب من 35 مليون دولار مما سيسمح بالمساهمة في تغطية العجز الذي تواجهه المنظمة مع استخدام 30 مليونا من صندوق المنظمة سيسمح بتغطية عجز الموزانة لهذا العام والذي يبلغ 65 مليون دولار. ووصفت بوكوفا الوضع (المالي) لليونسكو بانه "صعب". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند إن قبول اليونسكو للعضوية الفلسطينية "سيحرك قيودا من الكونجرس قائمة منذ فترة طويلة حول تمويل منظمات الأمم المتحدة التي تعترف بفلسطين كدولة قبل التوصل إلي اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين". وأضافت نولاند أن الولايات المتحدة سوف تتراجع عن دفع مبلغ 60 مليون دولار كانت قد خططت لتقديمه إلي اليونسكو في أواخر عام 2011 ،غير أنها أكدت في الوقت ذاته أن واشنطن سوف تحتفظ بعضويتها في اليونسكو. كما أعلنت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا سلسلة إجراءات لخفض النفقات للعامين 2012-2013 لمواجهة وقف التمويل الأمريكي بعد قبول عضوية فلسطين في المنظمة الأممية. وقالت بوكوفا في بيان صحفي إن موازنة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ستخفض لهذين العامين (2012/2013) بنسبة 29% لتصبح 465 مليون دولار وفقا للعرض الذي قدمته أمام الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي للمنظمة المجتمع في باريس. وأضافت أن هذه القرارات تأتي في أعقاب إعلان الولايات المتحدة في 31 أكتوبر الماضي تعليق مساهماتها لليونسكو اثر قبول عضوية فلسطين التي أصبحت العضو ال 159 في اليوم نفسه، مشيرة إلي خفض 15% من إجمالي التكاليف الإدارية من الآن وحتي نهاية 2013 وزيادة 10% عدد الشراكات العامة والخاصة من الآن وحتي نهاية 2012 لإيجاد موارد جديدة. وقررت بوكوفا عدم التجديد ل 200 وظيفة ميدانية وفي المقر العام للمنظمة في باريس في هذه الفترة، مضيفة أن هذه القيود المالية تشكل أيضا فرصة لتطبيق "ثقافة مسئولة" و"فعالة" في اليونسكو التي تواجه في أغلب الأحيان انتقادات بالتبذير. موقع فلسطيني علي قائمة التراث العالمي وفي أول تفعيل لقرار انضمام فلسطين لعضوية اليونسكو قررت لجنة التراث العالمي في دورتها ال 36 في سان بطرسبورج بشمال غربي روسيا الشهر الماضي إدراج عدد من المواقع علي قائمة التراث العالمي لليونسكو ومن ضمنها: مهد ولادة يسوع المسيح (كنيسة المهد وطريق الحجاج) ببيت لحم بفلسطين. تم إدراج الموقع علي قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر بسبب الخراب الحاصل من جراء تسرب المياه. ويقع هذا الموقع علي مسافة 20 كيلومترا من مدينة القدس ويوجد عند المنطقة التي يعترف بها أبناء الديانة المسيحية، منذ القرن الثاني، علي انها مكان ولادة يسوع المسيح. وبنيت الكنيسة في العام 339 وقد حافظ البناء الذي أعيد تشييده في القرن السادس بعد الحريق الذي أصاب الكنيسة، علي بقايا الفسيفساء الأصلية علي الأرض. ويشمل الموقع أيضا كنائس وأديرة، يونانية ولاتينية وأرثوذوكسية وفرنسيسكان وأرمن، وكذلك أجراسا وحدائق متنوعة علي طول طريق الحجاج. أُدرج "مهد ولادة المسيح" الذي يضم أيضا مسار الحج بغالبية 13 صوتاً من أصل 21 مقابل ستة أصوات معارضة وامتناع اثنين عن التصويت اثناء جلسة تصويت اعضاء لجنة التراث المجتمعين في مدينة سان بطرسبورج. وكنيسة المهد هي أول موقع فلسطيني يدرج ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو. وتقدم الفلسطينيون في إجراء "عاجل" بطلب ادراج الموقع بعد حصولهم علي عضوية منظمة اليونسكو في اكتوبر 2011 . وكانت اسرائيل قد أكدت أنها لا تعترض علي إدراج الموقع في التراث العالمي، لكنها احتجت علي استخدام الاجراء العاجل معتبرة انه "طريقة للتلميح الي ان اسرائيل لا تحمي الموقع". ومدينة بيت لحم، التي ولد فيها المسيح تعتبر من ابرز أماكن الحج لدي المسيحيين لوجود كنيسة المهد المبنية في القرن الرابع إبان عهد الامبراطور الروماني قسطنطين، وهي تاريخيا منطقة مسيحية.
وبفعل الهجرة المستمرة في القرنين الماضيين من بيت لحم الي أمريكا اللاتينية، بات معظم سكان المدينة من المسلمين، ولكنها مازالت مركزا مهما للطوائف المسيحية. وقد شكر وزير الشئون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي "الدول الصديقة التي صوتت لمصلحة القرار الفلسطيني في إضافة كنيسة المهد ومسار الحجاج في بيت لحم علي قائمة اليونسكو للتراث العالمي المهدد بالخطر." واكد المالكي، خلال كلمته أمام اجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو المنعقد في مدينة سانت بطرسبورج في روسيا الاتحادية، "أن التراث الثقافي والطبيعي الفلسطيني مهددان بخطر التدمير من قبل آلة الحرب الإسرائيلية"، "وممارسات المستوطنين الإرهابية"، "التي تضع التراث والإنسان الفلسطيني تحت خطر الاندثار". ودعا وزير الخارجية الدول الاطراف في اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي للعام 1972 الي "حماية فلسطين من الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة ضد الاماكن التراثية والمقدسات الفلسطينية" وقال " أدعوكم لحماية فلسطين أرض الحضارات والثقافات والديانات." وطالب المالكي الدول الاعضاء في لجنة التراث العالمي الأخذ بعين الاعتبار قري جنوب القدس، ومنطقة "بتير" المهددة بخطر مصادرة أراضيها لبناء الجدار العنصري، وما سيخلفه ذلك من تدمير للقيمة الطبيعية والتاريخية لهذه المنطقة التي تمتد إلي 4 آلاف سنة. إدانة إسرائيلية وترحيب فلسطيني وقد لاقي قرار اليونسكو معارضةً من قبل الولايات المتحدة الامريكية و(اسرائيل) بشأن اعتبار كنيسة المهد ضمن قائمة التراث العالمي فيما وصفه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه "قرار سياسي". ودعا النائب المقدسي المبعد أحمد عطون لجنة التراث في "اليونسكو" إلي الاستمرار بمثل تلك الخطوات التي تعزز الاعتراف بالموقف الفلسطيني مطالباً إياها باستكمال إدراج باقي المقدسات إلي قائمة التراث العالمي وعلي رأسها المسجد الأقصي. وأشار إلي أن هناك تعاطفا كبيرا من قبل المجتمع الدولي مختلف تماماً عن السنوات السابقة، بحكم التغيرات التي تشهدها مناطق الشرق الأوسط إلي جانب صمود الفلسطينيين أمام عنجهية الاحتلال (الاسرائيلي). قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة "إن قرار لجنة التراث العالمي لليونسكو، اعتراف من العالم بحقوق الشعب الفلسطيني وتأكيد انتصاره لقضيته العادلة". وأضاف أبو ردينة "أن هذا يوم تاريخي للعدالة، وأن العالم أكد مرة أخري رفضه للاحتلال، ووقوفه إلي جانب الحق والعدل والشرعية الدولية، واعترافه بحقوق الشعب الفلسطيني ودولته المستقلة علي حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية". وأعرب أبو ردينة عن شكره العالم علي تصويته لصالح فلسطين قائلا إنه قرار يأتي في طريق طويل تجاه اعتراف العالم أجمع بدولة فلسطين .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.