- صوت "أحمد سالم" يبدأ عصر الإعلام العربي - احتفالات صامتة بعيد الإعلاميين بعد ازمات ماسبيرو وتكهنات الهيكلة - الأمير يطمئن العاملين بالاعلام الرسمي ويطالبهم ببذل الجهد والتصدي للمشكلات - رئيس الإذاعة: سنحتفل من قناة السويس "هنا القاهرة".. بهذه الإشارة التي أصبحت من كلاسيكيات الأثير الإذاعي العربي ، بدأ "أحمد سالم" أول مذيع مصري عصرا جديدا وانطلاقة اذاعية عربية أولى في 31 مايو عام 1934 والذي أصبح عيدا للاعلاميين المصريين ، ولازالت تلك الجملة الخالدة تتألق بها إذاعة البرنامج العام وخاصة عندما يقولها المذيعون والمذيعات قبل بداية البرامج وفي الفواصل بكل حماس وبكل إنتماء ومن أعماق قلوبهم يهتفون هنا القاهرة. وبدأ البث الإذاعي في مصر في عشرينات القرن العشرين وكانت عبارة عن إذاعات أهلية، وبدأ بث الإذاعة الحكومية المصرية بالإتفاق مع شركة ماركوني، وتم تمصيرها في عام 1947 وإلغاء العقد مع شركة ماركوني، وكان عدد محطات الإذاعة المصرية في بدايتها أربع محطات حتى تخطت الآن 20 محطة. وعرفت مصر الإذاعة في مراحل متقدمة عن الدول العربية وبالتحديد في سنة 1925 م - أى بعد ظهور أول محطة إذاعية في العالم بخمسة سنوات ، من خلال محطات أهلية يملكها بعض الهواة وتعتمد في تمويلها على الاعلانات التجارية ومن أمثلتها في لك الوقت راديو فاروق، راديو فؤاد، راديو فوزية، راديو سابو. وفى بداية مايو 1926 م صدر المرسوم الملكى يحدد شروط استخراج تراخيص الأجهزة اللاسلكية طبقا للاتفاقيات الدولية، وبدأت هذه المحطات الأهلية تذيع بالعديد من اللغات كاللغة العربية وللأجانب في مصر كانت تذيع بالإنجليزية والفرنسية والإيطالية. وكانت إذاعة "مصر الجديدة"، هي أول إذاعة أهلية، وبعد عامين افتتحت محطة أهلية أخرى أوروبية هي إذاعة "سابو"، وفي العام 1932 افتتحت "محطة راديو الأمير فاروق" وفى الإسكندرية افتتحت إذاعتان أشهرهما "محطة راديو فيولا". وهذه الإذاعات كان يقوم بتشغيلها هواة، لذلك استخدموها كما يحلو لهم، فبعضهم استخدمها لبث رسائل الغرام، والبعض الآخر في الاعلان عن البضائع وايضا للرسائل الخاصة والموجهة إلى اصدقائهم ولقد حاولت الحكومة المصرية، آنذاك، تنظيم الإذاعات الأهلية والسيطرة عليها، لكن تلك الاذاعات قاومت بشدة وكانت تهدأ أحيانا وتمتنع عن بث رسائل الغرام، ثم تعود مرة أخرى للعبث. و كان معظم اصحاب تلك الاذاعات من التجار الذين استغلوها للترويج لبضائعهم وتحقيق الربح من وراء إذاعة الإعلانات التجارية، مثل محطة راديو فؤاد التي أنشأها عزيز بولس، ومحطة راديو فاروق التي أنشأها تاجر أجهزة الراديو الياس شقال، كما كانت معظم هذه المحطات شركات بين عدد من الأفراد، وكانت ضعيفة الإرسال لا تغطي أكثر من الحي الذي تذيع منه، ومعظمها أقيمت في غرفة أو شقة صغيرة، وتتعرف علي رغبات مستمعيها عن طريق الخطابات والمكالمات، حيث كان يحمل البريد يوميا الي بعض هذه المحطات ثلاثين أو أربعين خطابا. وكانت هذه المحطات تجيب طلبات مستمعيها في التو واللحظة ويتراوح إرسال معظم هذه المحطات الأهلية ما بين2 4 ساعات يوميا، سواء علي فترة ارسال واحدة أو على فترتين. ومن عشرينات القرن الماضي الى عصر النانو تكنولوجي يتضح لنا كيف اسهمت الإذاعة والإعلام في بناء وتثقيف الشعوب ، وكيف تمادت سلطتها وقوة تأثيرها الذي دفع العقول البشرية لتطويرها الى الحد الذي أصبح الإعلام جزء لا يتجزأ من حياة الشعوب بداية من أيقونات الراديو بالهواتف المحمولة والاذاعات الإلكترونية وحتى الفضائيات ومواقع التواصل الإجتماعي. ويأتي عيد الإعلاميين هذا العام وسط حالة من الاستياء بعد شائعات "الهيكلة" التي طالت ماسبيرو والتي أصحبها تكهنات بالاستغناء عن بعض العاملين بالتلفزيون الرسمي بالدولة ، وكذلك انقطاع البث مرتين عن التليفزيون لأسباب غير معلومة. و في هذا الصدد توجه عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون التهنئة للعاملين بالاتحاد بمناسبة عيد الإعلاميين وتوجه إليهم قائلاً: "كل الثقة فيكم، كونوا أقوياء فأنتم قوة ماسبيرو وبدونكم تفقد مصر كثيراً من قوتها الناعمة، فأبناء ماسبيرو هم من تركوا بصمة فى قلوب ووجدان المشاهد المصري والعربي بإبداعاتهم على مر الأجيال، ومازلوا يسهمون بخبراتهم في بناء ونجاح الإعلام المصري سواء العام أو الخاص وأكد الأمير أن الدولة تدعم وبقوة خطط الإصلاح والتطوير بالاتحاد لتعظيم موارده وتفعيل العمل به حتى يعود ماسبيرو وبقوة إلى سابق عهده". وطالب الأمير القيادات والعاملين بالاتحاد أن يبذلوا كل الجهد لإنجاح العمل وأن يعملوا بروح الفريق الواحد وأن يمتلكوا الجرأة للتصدي لكافة المشكلات والعمل على حلها ، وان يقدم الإعلاميين إعلاماً يتمتع بالمصداقية والحرية المسئولة ويسهم فى توعية المواطن المصري بالتحديات التي يواجهه الوطن ويُسهم في عملية التنمية لتحقيق مستقبل أفضل لمصرنا الحبيبة. و قالت نادية مبروك، رئيس الإذاعة المصرية، إن "الإذاعة المصرية تصل لكل أرجاء مصر من خلال شبكتها وموجاتها المختلفة، وكل جمهور مصر نستهدف الوصول إليه وتقديم ماده إيجابية له". وأضافت مبروك ل «صدى البلد»، أنها تحزن من هجوم البعض على الإذاعة المصرية متجاهلين أن دور الإذاعة المصرية يختلف عن الإذاعات الخاصة. وأوضحت أن احتفال الإذاعة المصرية العام الحالي سيختلف عن الأعوام الماضية، وسيكون الاحتفال من قناة السويس مع العاملين بالقناة والعاملين على تنفيذ قناة السويس الجديدة.