تسعى جمعية (عطيرت كوهنيم) الاستيطانية الإسرائيلية للسيطرة على 5 دونمات و200 متر مربع في حي الحارة الوسطى ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى. وذكر مركز معلومات "وادي حلوة – سلوان" أنه حصل على خارطة وصور جوية توضح أحد مخططات "عطيرت كوهنيم" في الحارة الوسطى بالبلدة تكشف محاولتها السيطرة على حوالي 5 دونمات و200 متر مربع، بحجة ملكيتها ليهود من اليمن منذ عام 1881.(الدونم يعادل 1000 متر مربع). وتم تقسيم الدونمات إلى 6 قطع من الأراضي، وبينما تدّعي الجمعية أن المحكمة الإسرائيلية العليا أقرت ملكية المستوطنين من اليمن لأرض "بطن الهوى". وأوضح المركز أن الأراضي المهددة بالمصادرة مقام عليها ما بين 30-35 بناية سكنية، يعيش فيها حوالي 80 عائلة مؤلفة من حوالي 300 فرد، وجميع السكان يعيشون في الحي منذ ستينات القرن الماضي، بعد شرائهم الأراضي والممتلكات من أصحابها السابقين بأوراق رسمية. وأضاف مركز المعلومات أن ملكية الأرض والمباني المقامة عليها تعود لعدة عائلات فلسطينية (جميعهم يملكون أكثر من شقة)، وهم: عائلات أبو ناب، والرجبي، وسرحان، وأبو رموز، وغيث، وشحادة، وبصبوص، ودويك، والسلوادي، وحسب الصورة الجوية فإن بعض المنازل أجزاء منها مهددة بالمصادرة والتي تقع ضمن المساحة المحددة في الخارطة. وسلم محامي الجمعية الاستيطانية مؤخراً عائلة الرجبي بلاغاً يطالب بالأرض المقامة عليها بنايتهم السكنية والتي تضم 8 شقق، بحجة أن الأرض تعود ملكيتها للمستوطنين. وقال المواطن زهير الرجبي، الذي استلم بلاغ المطالبة بالأرض: "حسب البلاغ الذي استلمناه يتوجب علينا الرد خلال 30 يوما على ادعاءات المستوطنين للمحكمة، والتي تدعي أن الأرض تعود لثلاثة يهود من اليمن، كان يعيشون ويملكون الأرض قبل عام 1948". وأوضح الرجبي أن البلاغ سجل ضد أشقاءه السبعة وزوجاتهن، مشيراً إلى أن حوالي 40 فرداً يعيشون في البناية السكنية، منوهاً إلى أن والده اشترى الأرض من صاحبها وهو (أبو غالب بدران حلوة عام 1966)، حيث كان مقام عليها غرفتين، وتم البناء والتوسع فيها. وأعرب الرجبي عن استغرابه من ادعاءات المستوطنين بعد 50 عاماً من شراء الأرض والعيش فيها، لافتا إلى أن بلدية الاحتلال قامت بفرض مخالفة على العائلة بحجة البناء دون ترخيص، كما جرت العديد من المعاملات مع الدوائر الإسرائيلية المختلفة والتي لم تشكك يوما في ملكيتنا للأرض. وقال "لن نخرج من الأرض إلا على جثتنا، فهي أرض آبائنا وسنصمد وسنثبت حقنا فيها". وبدأت محاولات المستوطنين الاستيلاء على الأراضي والعقارات في حي بطن الهوى منذ حوالي 8 سنوات، بطرق متعددة وملتوية، وسلمت بعض العائلات (المذكورة أعلاه) "إخطارات إخلاء"، وتمكن معظمهم من الحفاظ على عقاراتهم حتى اليوم، في حين تمكنت الجمعيات الاستيطانية من الاستيلاء على بعضها. ومن الأساليب المستخدمة للاستيلاء على عقارات حي "بطن الهوى" ادعاء الجمعيات الاستيطانية قيام السكان بالبناء أو تغيير البناء وعليه تسقط عنهم "صفة المحمي"، كما تحاول الاستيلاء عليها بدعوى ملكيتها للأرض المقام عليها المنازل، أو من خلالها تسريبها من بعض السماسرة وأصحاب النفوس الضعيفة. وأوضح المركز أن بناية عائلة الرجبي تقع بالقرب من منازل عائلة أبو ناب التي تم الاستيلاء عليها مؤخرا بحجة أنها كانت كنيسا، كما تقع بالقرب من البؤرة الاستيطانية "بيت العسل" و"بيت يوناثان"، وعلى بعد أمتار من البنايتين اللتين تم تسريبهما للمستوطنين أواخر العام الماضي. وحذر مركز معلومات وادي حلوة من خطورة المحاولات الإسرائيلية للسيطرة على مساحات واسعة من حي بطن الهوى ببلدة سلوان، وبالتالي تحويله إلى حي يهودي ملاصق للأحياء العربية في البلدة، مما سيشكل عامل توتر دائم في المنطقة بسبب التواجد الدائم للمستوطنين وحراسهم المسلحين وقوات الاحتلال عند البؤر الاستيطانية. ونوه إلى أن ازدياد البؤر الاستيطانية مؤخراً زاد من التوتر ورفع وتيرة المواجهات في أحياء البلدة، بسبب استفزازات المستوطنين وحراسهم لأهالي البلدة وبشكل خاص للأطفال أثناء لعبهم. كما زاد من عدد المعتقلين في أحياء البلدة علما أن قوات الاحتلال اعتقلت منذ مطلع العام الجاري حوالي 100 مقدسي من أحياء بلدة سلوان نصفهم من الأطفال، ووجهت لمعظمهم تهمة (إلقاء الحجارة أو الزجاجات الحارقة) باتجاه البؤر الاستيطانية. ولفت المركز أن سكان بلدة سلوان يعانون بشكل كبير من حراس المستوطنين المسلحين المتواجدين داخل البؤر الاستيطانية، حيث يهددون حياة السكان بشكل دائم، ويلجأون في كثير من الأحيان للاعتداء على السكان بالشتائم والضرب أو بإطلاق الرصاص دون رادع، بينما يتدخل الحراس خلال المواجهات في البلدة قبل وصول قوات الاحتلال الى المنطقة، إضافة الى تدريباتهم داخل الأحياء السكنية في ساعات الليل المتأخرة. كما رصد المركز حالات دهس لأهالي البلدة من قبل حراس المستوطنين بسبب السرعة الزائدة أو بصورة متعمدة، ورصد المركز عدة حالات لاحتجاز أطفال في البؤر الاستيطانية قبل نقلهم الى مراكز الشرطة. في حين يعيق وجود المستوطنين داخل أحياء بلدة سلوان حياة سكان البلدة، ففي كثير من الأحيان تغلق طرقات وحارات البلدة ومحيط البؤر الاستيطانية لتأمين احتفالات خاصة للمستوطنين أو لتأمين "زيارات" لشخصيات معينة لتلك البؤر، ناهيك عن استفزازاتهم وتصرفاتهم على مدار الساعة.