تزويج الصغيرة في اليهودية (2)

هل كانت "رفقة" زوج إسحاق عليه السلام بنت 3 سنوات حين تزوجها!!
كانت "رفقة" طفلة فائقة الجمال (التكوين 24 : 16), وكان سنّها 3 سنوات (!!) حين تزوجها إسحاق عليه السلام .
لم يقتنع مفسرون يهود كثر بأن رفقة في هذه السن الصغيرة كانت تقوم بأعمال البيت! فضلا عن أنها كانت تقود قطيعًا من الإبل إلى عين الماء لترويها كلها!
جاء في المِدْرَاش (الشروح): وإذا قلت كيف لصغيرة بنت 3 سنوات أن تخرج لجلب الماء فإن الإجابة هى أن بنت 3 سنوات في تلك الأجيال القديمة تعدّ أكبر من بنت العاشرة في الأجيال الحالية (المتحدث منذ 1500 سنة).
بحث الحكماء موضوع سن المرأة التي يجب على الكاهن الأكبر أن يتزوجها, كما يتبين من الفقرة التوراتية (وهو يكون رجلها في عذريتها يأخذها) لِيَتَزَوَّجْ مِنْ عَذْرَاءَ، لاَ مِنْ أَرْمَلَةٍ، وَلاَ مُطَلَّقَةٍ، وَلاَ زَانِيَةٍ مُدَنَّسَةٍ، بَلْ يَتَزَوَّجُ عَذْرَاءَ مِنْ سِبْطِهِ.) لاويين 21 : 13 – 14 , فتوصلوا في بحثهم إلى أن المقصود (بالمرأة : אישה) هى (البالغة : בוגרת), والمقصود (بالعذراء : בתולה) هى (الصغيرة : נערה), التي لم تصل إلى سن البلوغ بعد وهى (الفتاة الصغيرة). وزادوا على ذلك فقالوا : التي لم ينبت لها ولو شعرتان فقط في منطقة نمو الشعر السفلى.
يرى مفسرون آخرون طبقًا لحساب آخر يستنتج بناء على تساوي أيام حياة "رفقة" مع أيام حياة "قهات"؛ 133 سنة, وحسابات أخرى أن سن رفقة حين زواجها بإسحاق عليه السلام كان 14 عامًا.
وهناك رأي ثالث يرى أن تحديد عمر رفقه ب 3 سنوات حين زواج إسحاق منها كان له غرض آخر وهو تبرءتها من أي خبث أو دهاء تكون حملته من بيت عائلتها, وذلك تمهيدًا لما سيحدث فيما بعد في قصة دورها في خداع إسحاق والاحتيال على بكورية عيسو ومنحها ليعقوب!
وبذلك نكون ولجنا في متاهة جديدة من متاهات التوراة التي لا تنتهي.
الغريب في الأمر أن حكماء التلمود يصرّون على أن بنت 3 سنوات تزوج وتضاجع!! نفهم الحكمة من ذلك بعد أن نقرأ التشريع التالي:
(يباح للكهنة زواج البنت دون سن الثلاث سنوات)! بناء على نص سفر العدد:
(فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ، وَاقْتُلُوا أَيْضاً كُلَّ امْرَأَةٍ ضَاجَعَتْ رَجُلاً، وَلَكِنِ اسْتَحْيَوْا لَكُمْ كُلَّ عَذْرَاءَ لَمْ تُضَاجِعْ رَجُلاً) سفر العدد 31 : 17 - 18
ولذلك استثنى الحاخامات لأنفسهم وطأ الصغيرات من الأمم دون سن الثلاث سنوات، بل أكثر من هذا فعلى الرغم من أن نص سفر العدد يتكلم عن البنات المسبيات إلا أن الحاخامات أباحوا لأنفسهم بنات الأمم المتحولات لليهودية بشكل عام حتى وإن لم تكن من سبايا الحروب.
أمّا متوسط سن زواج الفتيات عبر العصور فكان اثنتي عشرة سنة ونص السنة, مع ضرورة ظهور علامات البلوغ, لكن ذلك لم يمنع من تزويج الأطفال - في بعض القرون والظروف - صغيرات, وليس لدينا دلائل مؤكدة هل كانت تضاجع الطفلة في هذه السن الصغيرة 3 سنوات, أو 6 سنوات؟ أو أنها كانت تحجز إلى سن البلوغ ثم تضاجع؟
عدا ذلك ذُكر أن نصوصًا بالتلمود تبيح للحاخامات زواج الصغيرات - المسبيات في الحرب - من بنات الشعوب الأخرى, حتى قبل سن البلوغ!!
ويحتاج هذا الموضوع لبحث موسّع - وحبذا لو كان بحثًا مقارنًا - لأني قرأت عن جواز العقد - في الإسلام - على الصغيرة قبل أن تبلغ, وهناك إشارات عن الاستمتاع بهن!!
وهو ما ستخصص له بحثًا مفصلا منفردًا بإذن الله.