يحيي العالم الإسلامي، ذكرى ميلاد الشيخ محمد متولي الشعرواي إمام الدعاة، وصاحب الشهرة الواسعة والقدم الراسخ في العلم والدعوة، نال تلك المكانة لإخلاصه وتجرده. وحظى الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- بشهرة كبيرة فكان حتمًا أن يحدث تقارب ولقاءات بينه وبين حكام مصر المتعاقبين، فلقد تمتع الشيخ الشعراوي بطبيعة ثائرة في صباه ورغبة في الصياح في وجه الفساد، وكان رحمه الله مهتما بالسياسة، وعندما كان في معهد الزقازيق رئيس اتحاد الطلاب، ولما تفجرت ثورة الأزهر 1934م خرج الشعراوي وأنشد بعض الأبيات التي اعتبرت عيبًا في الذات الملكية فقُبض عليه. ونروي ما حدث على لسانه كما ورد بمذكراته: «كنت الوحيد الذي ظل طليقًا لفترة طويلة؛ فقد كان رجال الحكومة يأتون للقبض عليّ ولكنهم كانوا يخطئونني ويقبضون على أناس غيري! فاضطروا إلى القبض على أبي وأخي فسلمت نفسي إليهم، وأخذوني إلى مأمور الزقازيق الذي اصطحبني إلى وكيل النيابة فقلت له: لن أتكلم حتى يخرج المأمور، ثم قلت: الحقيقة إنها مصيبة أمة التي يعمل فيها بوليس جاهل، يسوي بيننا وبين اللصوص، وكان القاضي فيه وطنية تحكمه وكان يمد حبسنا كل أربعة أيام حتى حكم علينا بسجن شهر وكنا قد قضينا شهرًا في السجن وبذلك أفرج عنا». علاقته بمحمد نجيب كان الرئيس السابق "محمد نجيب" على صلة دائمة بالشيخ "الشعراوي"، وكان الشعراوي دائم التردد عليه في منفاه الإجباري بالمرج – الذي فرضه عليه مجلس قيادة ثورة مصر بعد عام 1954 - حتى في مرضه كان الشعراوي هو الزائر الوحيد له. علاقته بجمال عبد الناصر أما الرئيس "جمال عبد الناصر" فقد كان للشعراوي معه قصة، فبينما كان الناس في مصر في شبه مأتم وقلوبهم دامية وعيونهم باكية في ذلة وانكسار بسبب انتصار اليهود الساحق على مصر في هزيمة يونيو 1967م؛ سجد الشيخ "الشعراوي" شكرًا على الهزيمة التي رأى أنها جاءت لتصويب الأخطاء التي ارتكبها "عبد الناصر" ومن معه، إلا أن الكثيرين عاتبوه على هذا الفعل، فمن مات على يد الإسرائيليين هم مصريون، ومن هزمت هي بلده مصر. علاقته بالسادات وفي عهد الرئيس "محمد أنور السادات" كان "الشعراوي" وزيرًا للأوقاف؛ إلا أنه جرت بينهما العديد من المشاحنات. وظهر بعد ذلك حينما طالب بعض المسئولين الإسرائيليين منع الشعراوي من الحديث التليفزيوني؛ لأنه كان يتحدث عن آيات الجهاد بشكل مفصل، وهو أمر أثار حساسية، لكن "السادات" لم يقم بتنفيذه بطبيعة الحال. علاقته بمبارك أما لقاء "مبارك" و"الشعراوي" فقد كان الأقوى بين مقابلات الشيخ مع رؤساء مصر، وفي هذا اللقاء قال "الشعراوي" لمبارك بعد نجاة الأخير من حادث الاغتيال في "أديس أبابا" عام 1995 قوله الشهير الذي علق بأذهان الكثيرين: "يا سيادة الرئيس؛ إني أقف على عتبة دنياي، مستقبِلاً آخرتي، ومنتظرًا قضاء الله؛ فلن أختم حياتي بنفاق، ولن أبرز عنتريتي باجتراء"، ثم جعل يتحدث عن الحُكْم، وكيف أن الإنسان ينبغي ألا يطلبه، وينبغي أن يُطلَب إليه؛ حتى يوفقه الله فيه، وفي النهاية قال قولته الشهيرة: «إذا كنتَ قدرَنا فليوفّقك الله، وإذا كنّا قدرَك فليُعِنْكَ الله علينا».