سيتساءل الجميع، لماذا نطلب كل شيء من الرئيس السيسي؟ ألا توجد حكومة أو وزراء أو قيادات أخرى فى الدولة المصرية، ولكن الإجابة واضحة، كل الشواهد تؤكد أن دعم الرئيس للإصلاح هو المحرك لجميع القيادات، وبالتالى هو الجهة الوحيدة التي نستطيع سؤالها وطلب دعمها لأهم قضية تخص مستقبل مصر وهو الشباب وضرورة توظيف حماسهم وقوتهم فى بناء مصر الجديدة. مصر والشباب كلاهما في حاجة للآخر والتنمية المنتظرة والنهضة الموعودة والمستقبل الواعد لن يكون سوى بعقول وأفكار شابة تبدع من أجل إنقاذ وتطور مصر في جميع المجالات، وعلى المخلصين الوطنيين الشرفاء من أبناء مصر دعم مبادرات تمكين ودعم الشباب للمشاركة في الجهاز التنفيذي للدولة ونكرر ونؤكد المبادرات كثيرة والحلول الواقعية متعددة ولكن تحتاج لإرادة سياسية. لابد من دمج الشباب فى مؤسسات الدولة لمكافحة الفساد وضخ دماء جديدة تعيد الحيوية والنشاط والانضباط لجميع المؤسسات التي شاخت وترهلت وأدمنت الفساد الإداري الذى حوَّل كل عمليات التنمية وصناعة الخدمات لتحسين حالة المواطنين إلى فشل في كل المجالات، مما جعل الدولة مريضة عاجزة عن كل محاولات الإنقاذ التي تجري الآن، فتخيلوا نوعية الموظفين الحالية والقوانين الإدارية والسياسات التنموية هل تصلح، فحان الوقت للاستعانة بالشباب لبناء الدولة المصرية.
جهادى في قضية تمكين الشباب ودمجهم في الجهاز التنفيذي للدولة ينطلق من إيماني وثقتي في قدرة الشباب على إحداث تحول حقيقي ونوعى، فهم من استطاعوا خلع نظامي مبارك ومرسي والقادرون على صناعة المستقبل وإقناع الشعب بأفكارهم وطموحاتهم، فهم المعبر الحقيقي عن مشاعر وآلام المصريين وهم وقود عمليات التنمية الحقيقية، فهم من ذاقوا مرارة البطالة والفقر والإقصاء والتهميش والتعليم الفاشل وعدم وجود منظومة صحية حقيقية ولا حياة حزبية سياسية تستوعب أفكارهم وطموحاتهم. هناك استراتيجية واضحة في قضية تمكين الشباب هي العمل على إحداث نقلة نوعية في نظام الدولة ككل بداية من أصغر هيئة أو إدارة في جميع الوزارات والهيئات وصولا لمؤسسة رئاسة الجمهورية فتخيلوا بناء جيل جديد من القيادات وأثره في التطور والتنمية المطلوبة والأهم الرسالة لكل شباب مصر حان دوركم وجاء وقتكم للعمل والتنمية، فننتظر منكم الكثير ومستقبل الدولة المصرية أمانة بين يديكم ووقتها سنجد الإبداع والتفوق وسيتم استيعاب طاقات هؤلاء الشباب بدلا من وقوعهم فريسة لليأس والتطرف ويصبحون قنابل موقوتة تنفجر في وجه المجتمع. تمكين الشباب يحتاج لإرادة سياسية حقيقية، وسبق أن نشرنا أنا وغيرى الكثير من المبادرات من أجل تمكين شباب مصر إحياءً لمستقبل الدولة المصرية وتحقيقا لمطالب ومكتسبات ثورتى يناير و30 يونيو، وأعلم أن هذه المبادرات تم إحباطها في أدراج بعض المسئولين نتيجة للفكر البيروقراطي العقيم وسياسة إهدار موارد مصر البشرية، وكل الأفكار التى يتم طرحها قابلة للتنفيذ ومستعدون للنقاش والحوار حولها، فقط نريد شفافية وإصرارًا على الاستفادة من طاقات الشباب المصري، وهذه القضية يجب أن تكون هي الهدف الحقيقي لكل وطني مخلص يعشق تراب هذا الوطن يجاهد من أجلها من أجل إنقاذ الدولة المصرية وتطورها الحقيقي. عملية الوصول للكوادر الشابة المحترفة الكفء القادرة على الإبداع والإدارة من أصعب المهام في مصر لعدم وجود صلة قوية بالإعلام ولم يكونوا ضيوفا على شاشات التوك شو وحملات النفاق السياسي ولم يكونوا من نشطاء السبوبة ولكنها ليست مستحيلة، وهي بوابة التنمية الحقيقية لمصر، فقط تحتاج برنامج عمل ومعايير محددة وإرادة سياسية وسنظل نناضل ونكتب، فقضية تمكين شباب مصر من الحكم هي قضيتنا لأن مصر تستحق أن نقاتل من أجلها. الشباب يا سيادة الرئيس السيسي هم طوق النجاة لكم وهم أيقونة نجاحكم فاستعينوا بهم وكونوا لهم خير معلم ومرشد فصناعة دولة عظمى لن يأتى سوى بشباب قادر على العمل والتنمية والإبداع الحقيقي.