ينظم بيت السناري الأثري يوم الخميس المقبل ندوة لمناقشة كتاب "القربان البديل" للمؤلف الشاعر فتحي عبد السميع ، ويدير الندوة الشاعر محمد الحمامصي، وبمشاركة الدكتور عمار علي حسن، والدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة. و يتناول كتاب "القربان البديل" موضوع المصالحات الثأرية في صعيد مصر بوصفها طقوسًا متوارثة من زمن بعيد ،كما يعيد الكتاب طرح ظاهرة الثأر في الصعيد بشكل مختلف تمامًا حيث تم التركيز على القتل الثأري باعتباره مرادفًا لكلمة الثأر، أما الكتاب فيقدم الثأر باعتباره منظومة متكاملة، والقتل الثأري مجرد وجه واحد من وجهي العملة، أما الوجه الآخر فهو القتل الرمزي. عن طريق طقوس المصالحات الثأرية. تقول الدكتورة نهلة إمام أستاذ العادات والتقاليد بالمعهد العالي للفنون الشعبية أن الكتاب رائد من حيث الموضوع، وأسلوب التناول الذي يعد تطبيقًا مثاليًا للتفاعلية الرمزية كما يضع طقوس المصالحات الثأرية في إطار يتجاوز المكان المحلي، ليحلق في فضاء إنساني رحب، كما يتجاوز مشكلة الثأر في صعيد مصر، ليتناول مشكلة العنف الإنساني بشكل عام، حيث يركز الكتاب على منهج اللا عنف باعتباره وسيلة فعالة لمواجهة العنف بدلًا من العنف المضاد، وهو يتخذ من المصالحات الثأرية وسيلة للكشف عن ملامح ذلك المنهج كما تظهر في الثقافة الشعبية. جاء الكتاب في مقدمة وخمسة فصول، تناولت المقدمة منهج اللا عنف في الثقافة الشعبية، كما تناول المصالحات الثأرية باعتبارها طقسًا، يعتمد على استبدال القتل الثأري، بقتل رمزي يستهدف تصفية جذور الشر في القاتل مع تركه على قيد الحياة وذلك من خلال إجراءات معينة تنتهي بالعفو عنه بعد تطهيره من نجاسة القتل. ويعد "القربان البديل" هو الكتاب الثامن الشاعر فتحي عبد السميع الذي أصدر من قبل ست مجموعات شعرية هي (خازنة الماء - فراشة في الدخان - الخيط في يدي - تقطيبة المحارب - تمثال رملي - الموتى يقفزون من النافذة)، بالإضافة إلى كتاب نقدي بعنوان الجميلة والمقدس هذا فضلًا عن عدد كبير من الأبحاث التي شارك بها في المؤتمرات وتتجاوز العشرين بحثًا، والتي نشرت في كتب الأبحاث الخاصة بتلك المؤتمرات.