اختبرت باكستان بنجاح الأربعاء صاروخا متوسط المدى قادرا على حمل شحنة نووية، بعد بضعة أيام على إجراء الهند، الدولة المجاورة المخاصمة لها، أول تجربة لصاروخ بعيد المدى كما أعلن الجيش. ولم يحدد الجيش مدى الصاروخ لكن الجنرال المتقاعد طلعت مسعود وهو محلل في شؤون الدفاع قال لوكالة فرانس برس إن الصواريخ البالستية المتوسطة المدى يمكن أن تصل إلى أهداف على بعد 2500 أو ثلاثة الآف كلم، ما يجعل الهند في مرماها. وجاء في بيان الجيش الباكستاني أن "باكستان قامت اليوم بنجاح بتجربة صاروخ بالستي متوسط المدى من نوع حتف-4 شاهين-1ايه". والخميس أعلنت الهند عن أول تجربة لصاروخ بعيد المدى "اغني 5" ذي قدرة نووية ما شكل نجاحا تكنولوجيا كبيرا. يشار إلى أن الهند خاضت ثلاث حروب مع باكستان، القوة النووية العسكرية الوحيدة في العالم الإسلامي، منذ استقلال البلدين الجارين في 1947. وأكد الجيش الباكستاني أن الصاروخ الذي اطلق في البحر يعتبر نسخة محدثة عن شاهين-1 ويمكنه حمل رؤوس نووية وتقليدية. وتقوم باكستان بانتظام بتجارب لصواريخها القصيرة والمتوسطة المدى. وقال الجنرال المتقاعد مسعود لوكالة فرانس برس "هذا جزء من برنامج باكستان لتطوير قوة ردع نووية وصاروخية. لديها سلسلة صواريخ في ترسانتها، هذا قد يكون الصاروخ الابعد مدى في برنامجها". وأضاف "الهدف الأساسي هو الهند في حين أن برنامج الهند موجه نحو الصين. باكستان ملتزمة بتحسين نظامها الصاروخي فيما تواصل الهند تعزيز قدراتها". واشاد مدير دائرة الأسلحة الاستراتيجية الجنرال خالد أحمد كيداوي بعمل العلماء في انجاح تجربة الأربعاء مؤكدا أن الصاروخ بلغ بدقة هدفه في البحر. وأضاف أن هذه النسخة المحدثة لصاروخ حتف تتيح لباكستان ترسيخ قدراتها على الردع النووي. وتضم ترسانة باكستان صواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى. وامتلكت الهند وباكستان رسميا السلاح النووي في نهاية التسعينيات وتخوضان منذ ذلك الحين حرب بيانات في كل مرة تختبران فيها صاروخا جديدا. وفي الأشهر الماضية استأنف البلدان عملية سلام صعبة بدأت في 2004 لكن علقتها نيودلهي في نهاية 2008 بعد هجمات بومباي المنسقة التي نفذها كوماندوس من الناشطين الإسلاميين الباكستانيين وأوقعت 166 قتيلا في العاصمة الاقتصادية الهندية. وأظهرت دراسة نشرت الثلاثاء أن أكثر من مليار شخص عبر العالم قد يعانون من المجاعة إذا أطلقت الهند وباكستان أسلحة نووية كما أن حربا نووية محدودة ستتسبب في حال حصولها بتقلبات مناخية كبرى. وكانت الهند قد أجرت الخميس تجربة إطلاق صاروخ بعيد المدى يمكن تزويده بقدرات نووية ويستطيع أن يبلغ الصين ودولا غير آسيوية. وأعلنت وكالة تطوير التقنيات العسكرية الهندية أن الصاروخ "أغني 5" الذي يبلغ مداه خمسة آلاف كيلومتر وينتمي إلى فئة الصواريخ البالستية "المتوسطة" (آي آر بي ام) أطلق من قاعدة في عرض البحر قبالة ولاية أوريسا (شرق). وقال الخبراء إن الصاروخ الذي يزن 50 طنا ويبلغ ارتفاعه 17 مترا، يمكن أن يصيب أهدافا في الصين وفي كل آسيا بالإضافة إلى بعض دول أوروبا. وطورت الهند الصاروخين اغني 1 و2 (حتى 2500 كلم) وعينها على باكستان لكن الصاروخين اغني 3 و4 (حتى 3500 كلم) صمما كوسيلتي ردع في مواجهة الصين. وتجربة الهند الأسبوع الماضي لم تواجه برد فعل دولي فيما عمدت الصين إلى التقليل من أهميتها مشددة على أن البلدين شريكان وليسا متنافسين فيما دعت واشنطن إلى "ضبط النفس". وهذا يتناقض مع ردود الفعل المنددة التي آثارتها تجربة كوريا الشمالية غير الناجحة لصاروخ بعيد المدى في 13 ابريل.