حوار جرىء اجراه رئيس تحرير صحيفة "ليبرتيه" الجزائرية الناطقة بالفرنسية مع سفير مصر بالجزائر عمر أبوعيش الذى يقوم بنشاط إعلامى بارز منذ توليه مهام عمله فى الجزائر فى شهر أكتوبر الماضى ... لم يتردد السفير فى المصرى عند سؤاله بشأن عدم قيام الجامعة العربية بدورها فى توحيد القادة العرب وإن اختلافات الرؤى تكون السمة الغالبة فى كل اجتماعاتها وقممها فى التأكيد على أن قطر هى المصدر الرئيسى لتفاقم مشاكل الدول العربية . واكد السفير عمر أبوعيش أن المشكلة ليست فى الجامعة العربية رغم تأييده لضرورة إصلاحها لتكون ذات قيمة وفعالية كبيرة وتتمكن من توحيد العرب ولكن فى ضرورة توقف الدول العربية مثل قطر عن اختلاق المشاكل مؤكدا أن هذه الدولة هى السبب فى تفاقم مشكلات الدول العربية بسبب مواقفها من الصراعات الدائرة حاليا وهى تمثل جزءا من المشكلة فى هذه الصراعات التى تعصف بالعالم العربى وليس جزءا من الحل . وقد أكد السفير المصرى ل /أ ش أ/ أن هذه التصريحات كان لها تأثيرا كبيرا لدى الاعلاميين واعضاء السلك الدبلوماسى .. كما ازعجت السفير القطرىبالجزائر الذى حاول التخفيف من تأثير هذه التصريحات خاصة وان الكلمات جاءت مباشرة للدور الذى تقوم به قطر فى المنطقة .. مشيدا برئيس تحرير صحيفة "ليبرتيه" لشجاعته فى نشر الحديث دون تغيير . من جهة أخرى، نفى السفير المصرى فى حديثه ل "ليبرتيه" وجود اختلاف بين مصر والجزائر بشأن المسألة الليبية وقال إن هناك اتفاقا منذ فترة طويلة بين البلدين على ضرورة اجراء حوار بين جميع الفصائل الليبية باستثناء الجماعات الإرهابية معربا عن اعتقاده فى هذا الصدد ان ليبيا بحاجة إلى حكومة تكنوقراط تكون قادرة على الاضطلاع بمسؤولياتها خلال هذه الفترة الصعبة للبلاد... وكان من المهم دعم حكومة طبرق المعترف بها دوليا كى تشارك بصورة فعالة فى توحيد ليبيا . واضاف أن مصر ضد تقسيم ليبيا وتنوى مساعدتها لمكافحة الإرهاب وإلا لن يكون هناك دولة اسمها ليبيا ومن هنا يتعين تقديم الدعم اللوجيستى لليبيا حتى تتمكن من دحر الإرهاب وهناك شىء واحد مؤكد هو تطابق وجهتا النظر المصرية والجزائرية بشأن الارهاب وهو ضرورة اقتلاعه من جذوره . وعن داعش ، قال السفير المصرى إن هذا التنظيم لايمثل تهديدا لمصر فقط بل جميع دول المنطقة الغربية لشمال أفريقيا بما فى ذلك الجزائر وتونس ومن هناك كان لابد من إيلاء الاهتمام لما يحدث فى ليبيا وتقديم الدعم اللوجيستى اللازم للحكومة الشرعية فى طبرق التى تتمثل مهمتها فى انقاذ ليبيا حتى تتكلل مهمتها بالنجاح مشيرا إلى أنه ومن السهل التحكم فى كيفية استخدام المساعدات العسكرية التى ستقدم لها مؤكدا أن الاخفاق فى حل الأزمة الليبية سيؤدى إلى تكرار سيناريو العراق وسوريا. وعن كيفية عودة العلاقات المصرية الجزائرية إلى سابق عهدها بعد المشكلة الرياضية فى عام 2009 ، قال السفير عمر أبوعيش إن هذه المشكلة ليست حقيقة ولكنها نتاج بعض وسائل الإعلام فى كلا البلدين من خلال مواقفها غير المسؤولة ... ورغم التجاوزات الاعلامية إلا إنه كانت هناك إرادة سياسية لتهدئة الوضع بالنظر إلى العلاقات التاريخية بين البلدين ... مذكرا بهذا الصدد أن الرئيس الاسبق حسنى مبارك توجه إلى الجزائر عقب هذه الازمة لتقديم التعازى إلى الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة فى وفاة شقيقه ... كما ان قيام الرئيس عبد الفتاح السيسى بأول زيارة رسمية خارجية له إلى الجزائر هى أبلغ دليل على قوة العلاقة بين البلدين الشقيقين. وعن العلاقات الاقتصادية ، اشار سفير مصر بالجزائر إلى أن حجم التبادل التجارى بين البلدين بلغ 1,2 مليار دولار ومن المتوقع أن يصل إلى 2 مليار دولار خلال العام الحالى خاصة مع واردات الغاز الجزائرى إلى مصر ... كما أن حجم الاستثمارات المصرية فى الجزائر بلغ حوالى 2.5 مليار دولار فيما بلغ حجم الاستثمارات الجزائرية فى مصر حوالى 109 ملايين دولار ... ويتوقع خلال الفترة القادمة تشكيل شركة مختلطة بين شركة "سوناطراك" الجزائرية الحكومية البترولية و "بتروجيت" المصرية وهى فى مرحلة الاعداد حاليا . كما تطرق سفير مصر بالجزائر إلى المشاركة البارزة لعلى الحداد رئيس منتدى المؤسسات الجزائرية فى المؤتمر الاقتصادى الذى عقد فى شرم الشيخ مؤخرا .. مشيرا فى هذا الصدد إلى أنه بخلاف الاتفاقات التى أبرمت فى هذا المؤتمر إلا انه شكل دعما سياسيا كبيرا وهاما لمصر خاصة مع تغير مواقف بعض الدول تجاه مصر مثل المانيا على سبيل المثال .