صعّدت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) دعمها إلى الأردن وبلدان الإقليم الأخرى المتضررة من جراء الأزمة الإنسانية التي دخلت عامها الخامس في سوريا المجاورة. ونقلت "فاو"، في تقرير لها وزع في القاهرة اليوم الثلاثاء، عن المدير العام لمنظمة "فاو" جوزيه غرازيانو دا سيلفا إعلانه البدء في ثلاث مشروعات للنهوض بمعلومات الأمن الغذائي والتغذية من خلال تحسين مستوى البيانات المتاحة لصنّاع القرار، ومنع انتشار الأمراض الحيوانية عبر الحدود. وقال غرازيانو دا سيلفا أن "المنظمة ستتمكن بفضل منحة مقدارها 1.6 مليون دولار أمريكي قُدمت في إطار برنامج الغذاء مقابل السلام (FFP) التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، من إتاحة مساعدة تقنية للشركاء في كل من سورياوالأردن ولبنان والعراق، بغية إنشاء شبكة معلومات شاملة للأمن الغذائي من شأنها أن تدعم الإحاطة بقضايا الأمن الغذائي وتحليلها على نحو أفضل". ووفقاً لمصادر الأممالمتحدة، فر نحو 3.9 مليون نسمة في وجه الصراع الجاري في سوريا، وباتت الغالبية العظمى منهم لاجئين في البلدان المجاورة. والمقدّر بفضل النهوض المنشود بتحليل وتبادل البيانات بين وكالات الأممالمتحدة، والمنظمات غير الحكومية، والحكومات حول الأمن الغذائي أن تسمح شبكة المعلومات المعتزمة بعمليات تدخل أعلى كفاءة لصالح المجموعات السكانية المستضعفة وضمان أن توجَّه الموارد المحدودة بدقة إلى المجالات المطلوبة. وأكد الممثل الإقليمي لمنظمة "فاو" في الأردن د. نصر الدين حاج الأمين، أن "الموارد المتوافرة استجابةً للأزمة في سوريا تعد محدودة بالتناسب إلى الاحتياجات القائمة، ولذا فمن الأهمية بمكان أن تحدد وكالات الأممالمتحدة والشركاء مساعداتها الاستراتيجية بدقة مع الأخذ بعين الاعتبار شدة، وحجم، وأسباب هذا الضعف". وأضاف، أن "توافر معلومات الأمن الغذائي حينياً يعتبر حاسماً لتوجيه هذا الجهد، ولسوف يساعد ذلك وكالات الإغاثة ويعزز مرونة اتخاذ القرار السليم بشأن التدابير والإجراءات اللازمة، لدعم السكان المتضررين في سوريا والبلدان المجاورة التي تستضيف اللاجئين السوريين". واستكمالاً لهذا الجهد الأوسع نطاقاً، ينفِّذ برنامج "فاو" للتعاون الفني (TCP) مشروعاً بقيمة نصف مليون دولار لمساعدة المؤسسات الوطنية في الأردن ولبنان والعراق على الاستجابة الأفضل لشواغل الأمن الغذائي وتعزيز قدرة التجاوب السكاني من جانب المجتمعات المحلية في مواجهة الصدمات. وبالفعل وقع المدير العام لمنظمة "فاو" والحكومة الأردنية اتفاقية ترمي إلى تحسين توافر البيانات وتبادلها حول سبل المعيشة وتعزيز قدرات البلدان الشريكة في عمليات الإنذار المبكر، إزاء التهديدات الماثلة على أمنها الغذائي. وحتى قبل تفجر الأزمة الراهنة في سوريا عانى كل من سوريا ولبنان والعراق من تحديات بالغة في مواجهة الجوع وسوء التغذية. وبطبيعة الحال فاقمت أثار الصراع الجاري من هذه التحديات وطرحت المزيد منها، لا سيما بالنسبة إلى مساعيها الرامية إلى بلوغ أهداف الألفية الإنمائية في مجالات التغذية، والأمن الغذائي، وتسخير موارد المياه، وتحسين الصرف الصحي، وأيضاً تقليص معدلات هلاك الأطفال والأمهات. وتمخض انهيار الخدمات البيطرية العامة في سوريا عن تهديدات إضافية، بسبب تزايد أعداد رؤوس الماشية التي تعبر الحدود إلى البلدان المجاورة واحتمال انتشار الأمراض الحيوانية نتيجة لذلك. وبغية احتواء تسرب الأمراض الحيوانية عبر الحدود اتفقت "الفاو" والحكومة الأردنية على تنسيق الدعم للسلطات المحلية والمختبرات البيطرية في تصعيد عمليات الكشف المبكر ومكافحة الأمراض الحيوانية، مع تقييم الآثار الاجتماعية والاقتصادية لهذه الأمراض على المجتمعات الرعوية في عموم الأردن. وأوضح د. نصر الدين حاج الأمين، أن "الثروة الحيوانية هي مصدر الرزق الرئيسي لكثير من المجتمعات الرعوية في الأردن ومصدر تغذية أساسي للأردن ككل"، مضيفاً "وبالتالي فالتمكن من التدخل في وقت مبكر لحماية القطعان من الأمراض هو خطوة حاسمة لحماية الأمن الغذائي وسط الأزمة الراهنة". كذلك تضررت الأسر الأردنية واللاجئون السوريون الذين يعيشون في شمال الأردن أشد الضرر من الأزمة السورية في مجال الأمن الغذائي والتغذية. ومن خلال مشروع بتمويل قيمته نصف مليون دولار قدم كمنحة من صندوق الأممالمتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ (CERF)، ستطلق المنظمة بالتعاون مع وزارة الزراعة الأردنية مشروعاً تجريبياً لدعم الفئات الأشد ضعفاً في هذه المناطق عن طريق إنشاء الحدائق الصغيرة والتدريب المتعمق في مجال التغذية. ويتمثل الهدف في تحسين وزيادة متحصل المجتمعات المحلية من المغذيات الدقيقة عبر زيادة فرص الحصول على أغذية صحية ومغذية وتعزيز أساليب الطهي المعززة للتغذية السليمة. يذكر ان المدير العام لمنظمة "فاو" يقوم حاليا بزيارة للاردن يبحث مع المسئولين فيها دعم الجهود المشتركة لمواجهة تداعيات الازمة السورية واغاثة اللاجئين الذين فروا الى الدول المجاورة ومن بينها الاردن التى تضم اكثر من نصف مليون لاجىء سورى.