◄الحج قبل الإسلام وأشهر الأناشيد في الطواف.. -العرب من قريش ومن دان بدينها كانوا يعظمون البيت -كانت لهم عادات خاصة في طوافهم وإفاضتهم -لم يتفقوا على ما يقولونه في مناسك الحج -لكل قبلية نشيد خاص بها أثناء الطواف -«نحن غرابا عك».. تلبية أهل اليمن -كانوا يطفون البيت الحرام «عراة» قال أهل التاريخ والسير إن العرب من قريش ومن دان بدينها كانوا يعظمون البيت الحرام يحجون إليه، وثبت في الأحاديث النبوية الصحيحة أنه كانت لهم عادات في طوافهم وإفاضتهم وغير ذلك من مناسك الحج، فمنها ما أبطله الإسلام، ومنها ما أبقى عليه.. ولم يكون أهل متفقين فيما بينهم على تلك الأفعال التي يؤدونها في حجهم. وروى البخاري ومسلم وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة، وكانوا يسمون الحمس، وكان سائر العرب يقفون بعرفات، فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها فذلك قول الله: ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس». وفي صحيح البخاري عن هشام بن عروة قال عروة: «كان الناس يطوفون في الجاهلية عراة إلا الحمس. والحمس قريش وما ولدت. وكانت الحمس يحتسبون على الناس، يعطي الرجل الرجل الثياب يطوف فيها وتعطي المرأة المرأة الثياب تطوف فيها فمن لم يعطه الحمس طاف بالبيت عريانا. وكان يفيض جماعة من عرفات ويفيض الحمس من جمع». وروى مسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن الأنصار كانوا يهلون في الجاهلية لصنمين على شط البحر يقال لهما إساف ونائلة ثم يجيئون فيطوفون بين الصفا والمروة ثم يحلقون، فلما جاء الإسلام كرهوا أن يطوفوا بينهما للذي كانوا يصنعون في الجاهلية، قالت فأنزل الله عز وجل: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ. وكانت لكل قبيلة تلبية خاصة بها أثناء الطواف، ف«عك» اليمنية ولها نشيد نسمع كثيرًا في الأفلام الدينية القديمة، فعندما تحج كانت تقدم عبدين أسودين يقودان القبيلة ويسمونهما «الغرابان الأسودان» وكانا يصيحان نحن غرابا عك عك فتجيب القبيلة من خلفهم.. عك إليك عانية «عانية أي تقربا وإخلاصًا» عبادك اليمانية.. أي عبيدك من اليمن وكان هذا دأبهم وشعيرتهم كلما كانوا يحجون. أما تلبية قريش فكانت: «لبيك اللهم لبيك! لبيك لا شريك لك وتملكة وما ملك»، أما تلبية بنى أسد فهى: لبيك اللهم لبيك! يارب أقبلت بنو أسد أهل التوانى والوفاء والجلد». وكانت تلبية بنى تميم: «لبيك اللهم لبيك! لبيك لبيك عن تميم قد تراها قد أخلقت أثوابها وأثواب من وراءها، وأخلصت لربها دعاءها». فبعث الله سبحانه وتعالى أشرف المرسلين محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم- برسالة الحق الإسلام وأخرج الناس من الظلمات إلى النور بعبادة الواحد القهار الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفو أحد، وحارب الظلم والعبودية في الجزيرة العربية وبلاد فارس وبلاد الروم إلى أن وصلت الفتوحات الإسلامية إلى أوربا وحدود الصين بنصر من الله سبحانه. وخصص الإسلام تلبية عند الحج يقولها المسلمون: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ».