استأنف مفاوضو الأممالمتحدة يوم الأربعاء محادثات مع مندوبين من الفصائل الليبية المتحاربة واجتمعوا على نحو منفصل مع الأطراف المتنافسة في أحدث محاولة لإنهاء الأزمة السياسية والتوصل لوقف لاطلاق النار. وبعد اربع سنوات من الاطاحة بمعمر القذافي تعاني ليبيا من صراع بين حكومة معترف بها دوليا وحكومة منافسة شكلت في طرابلس بعدما استولى فصيل مسلح على العاصمة الصيف الماضي. ويحظى كل طرف بدعم من كتائب لمقاتلين ساعدوا في الاطاحة بالقذافي في 2011 لكن تحولوا بعد ذلك ضد بعضهم البعض في صراع معقد يشمل قبائل وقوات سابقة للقذافي ومتشددين اسلاميين وقوى اتحادية. والتقى المبعوث الخاص للأمم المتحدة برناردينو ليون في مدينة غدامس الليبية قرب حدود الجزائر مع مندوبين من الحكومتين المتنافستين. ولكل حكومة منهما برلمان وقوات مسلحة خاصة بها في صراع تخشى القوى الغربية أن يتدهور إلى حرب أهلية أوسع. وأكد عبد المنعم الجراي المتحدث باسم مجلس النواب وهو البرلمان المعترف به دوليا أن اجتماعات منفصلة تعقد بين المشاركين في محادثات غدامس. ونشرت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا عبر حسابها على موقع تويتر صورا لليون مع المندوبين وقالت إن المبعوث الدولي أجرى "اجتماعات منفصلة مع الأطراف كحوار سياسي." وسعت الأممالمتحدة في البداية إلى اتفاق بشأن حكومة وحدة ووقف لاطلاق النار واخراج الجماعات المسلحة من المدن الرئيسية والمنشآت المهمة. لكن مسؤولي المنظمة الدولية يعترفون بأن تلك الأهداف ليست كافية لانهاء الأزمة. وتسبب القتال في اغلاق أكبر مرفأين للنفط في ليبيا وهما السدر وراس لانوف منذ ديسمبر كانون الأول مما قطع الايرادات النفطية الحيوية ووجه ضربة للاقتصاد. وتبلغ الطاقة المجمعة للمرفأين حوالي 600 ألف برميل يوميا. وتعقد الساحة السياسية المفككة في ليبيا فرص صمود اي وقف لاطلاق النار او تأمين اتفاق سياسي دائم. ويتشكك المحللون أيضا فيما إن كان المندوبون المشاركون في محادثات الأممالمتحدة سيمكنهم اقناع متشددين بالمشاركة من بين الجماعات المسلحة على الارض التي ما زالت تعتقد انها يمكن أن تحقق مكسبا أكبر من خلال القتال.