تسببت مادة كيميائية، يعتقد أنها بديل آمن لمادة أخرى محظور دخولها في صناعة منتجات من اللدائن، في مشاكل تتعلق بالنمو في تجارب على أجنة الأسماك، وفقا لما ذكرته نتائج دراسة وتوصل الباحثون في جامعة "كالجاري" في "ألبرتا " بكندا، في الدراسة التي أوردتها دورية تقارير الأكاديمية القومية للعلوم إلى أن مادة (بوليمير ثنائي الفينول. إس) - وهي المادة التي حلت محل (بوليمير ثنائي الفينول. أيه) التي ثبت ارتباطها بالإصابة بالبدانة والسرطان والقلق وفرط النشاط لدى الأطفال - تتسبب أيضا في تغيرات في نمو المخ لدى أسماك "حمار الوحش" علاوة على فرط النشاط حسبما ذكرت نيوز. وأخضعت الدراسة هذه الأسماك لمستويات متساوية من هاتين المادتين فوجدت أنهما تتسببان في إحداث تغيرات في نمو مخ أجنة أسماك "حمار الوحش". وقالت كبيرة المشرفين على هذه الدراسة من كلية الطب بجامعة كمينج، ديبرا كوراش: "اندهشت كثيرا في واقع الأمر لنتائجنا. كانت جرعة صغيرة للغاية، لذا فلم أكن أتصور أن استخدام جرعة بهذه الضآلة يمكن أن يكون له أي أثر". وتوجه هذه النتائج ضربة لشركات صناعة اللدائن التي تستخدم مادة (بوليمير ثنائي الفينول. إس) كبديل عن (بوليمير ثنائي الفينول. أيه)، وهي الشركات التي تكتب على منتجاتها من القوارير (خالي من بوليمير ثنائي الفينول. أيه). وكانت الإدارة الأميركية للأغذية والعقاقير حظرت إدخال مادة (بوليمير ثنائي الفينول. أيه) في تصنيع قوارير الأطفال عام 2012، لكنها قالت إنه لم تتوافر أدلة كافية تستدعي توسيع نطاق الحظر، ووجدت أن هذه المادة آمنة إذا استخدمت بنسب ضئيلة للغاية. وذكر المجلس الأميركي للكيمياء، وهو لجنة نقابية خاصة بقطاع الصناعة، أنه ربما تكون الدراسة بالغت في آثار (بوليمير ثنائي الفينول. أيه) على البشر. وقال ستيفن هنتجس الذي يعمل بمجموعة بولي كربونات جلوبال التابعة للمجلس الأمريكي للكيمياء في بيان: "جواز قياس هذه الدراسة المحدودة التي جرت على أسماك حمار الوحش على صحة الإنسان - وهو ما أكده مؤلفو الدراسة - غير واضح على الإطلاق". وأضاف "تبحث الدراسة في آثار التركيزات العالية نسبيا من (بوليمير ثنائي الفينول. أيه) على أجنة أسماك حمار الوحش في الماء، فيما يقول واضعو الدراسة إن النتائج مرتبطة بالبشر مباشرة لاسيما النساء في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل. ومن المفارقات أن البشر يتعرضون لمستويات ضئيلة للغاية من (بوليمير ثنائي الفينول.أيه) من خلال الأغذية... وسرعان ما يطردها الجسم". وأكد الباحثون بجامعة كالغاري إن الأمر يستلزم إجراء مزيد من البحوث للوقوف على ما إذا كانت مادة (بوليمير ثنائي الفينول. إس) تؤثر أيضا على أجنة الإنسان، لكنهم أوصوا بأن تقلل الحوامل من التعرض لمواد تحتوي على مادة (بوليمير ثنائي الفينول) بشكل عام.