الجار الله: - زعيم تاريخي أعاد لبلاد النيل وجهها الحضاري - السيسي بحضوره القداس ساوى بين كل أبناء وطنه ليس فقط في الحقوق والواجبات إنما أيضا بالكرامة والانتماء - أول رئيس مصري يشارك في قداس عيد الميلاد ويزور الكنيسة في مناسبة - تدخل مصر مرحلة جديدة مع زعيم سيكون له في التاريخ مكانة كبيرة - ضربة المعول الأولى لهدم مشروع القتل والتدمير أثار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بزيارته أمس، الكاتدرائية وتقديمه التهنئة إلى أقباط مصر بعيد الميلاد المجيد، ردود فعل عربية وعالمية واسعة، وتتسم جميعها بالإشادة بهذا التصرف الذي اعتبروه بالفعل رسالة جديدة بل سياسة جديدة تنتهجها إدارة السيسي للبلاد، يؤكد فيها المساواة بين جميع المصريين مسلميها ومسيحييها دون أي تفرقة، ومن هذا المنطلق كانت افتتاحية الكاتب الكويتي أحمد الجارالله.. وإلى نص افتتاحية الجارالله: السيسي.. زعيم السنن الوطنية نعم، إنه تاريخ جديد لمصر كتب سطره الأول الرئيس المشير عبدالفتاح السيسي في زيارته الكاتدرائية المرقسية في القاهرة للمشاركة بقداس ميلاد السيد المسيح (عليه السلام) وقوله "إننا اليوم نكتب تاريخا جديدا امام العالم"، فهذا الزعيم التاريخي أعاد إلى بلاد النيل وجها حضاريا طمسته لعقود عدة غلواء التهميش التي شعرت بها أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط. السيسي بحضوره القداس ساوى بين كل أبناء وطنه، ليس فقط في الحقوق والواجبات، إنما أيضا بالكرامة والانتماء، وفي هذا نفض غبار النسيان عما فعله الصحابي عمرو بن العاص أول الولاة المسلمين على مصر برده رئيس الكنيسة، آنذاك، البابا بنيامين، إلى كرسيه البطريركي بعدما طرده الروم منه، بل إنه زاد في منح الاطمئنان للأقباط بزيارته الكنيسة، مرسخا في موقفه هذا أوضح معاني التسامح التي قام عليها الإسلام. ما فعله عمرو بن العاص كرس تعاونا وطنيا طوال قرون، أنتج العديد من الشواهد الحضارية على العيش المشترك بين الديانات السماوية الثلاث، وهو ما أفشل كل محاولات شق الصف الوطني، وأحبط الغزوات الأجنبية التي تعرضت لها هبة النيل حتى اوائل القرن العشرين، حين استطاعت شرذمة "الاخوان" يومذاك نشر مرض التفرقة بين ابناء المجتمع الواحد، وفرض رؤية سوداء على الحياة السياسية أدت لاحقا إلى نشوء تمييز لم تألفه مصر من قبل. ولأن مواقف الرجال هي التي تكتب تاريخ الأمم، فقد أصاب الرئيس السيسي في موقفه، فهو أول رئيس مصري يشارك في قداس عيد الميلاد، ويزور الكنيسة في مناسبة عظيمة كهذه، وإذا كانت ميزة جمال عبدالناصر أنه أول مواطن مصري يحكم بلاده، فإن السيسي اول رئيس يرسخ المعنى الحقيقي للمواطنة في بلاده. هذا التاريخ الجديد لن يبقى مقتصرا على تلك الناحية من العالم العربي، فمن حيث ولدت آفة الارهاب والتطرف المسماة جماعة الاخوان المسلمين جاء الرد بهذه الخطوة؛ لتنحي جانبا صفحات سوداء من تهميش الاقباط بسبب ممارسات من نصبوا انفسهم اوصياء على الناس، زاعمين أنهم وحدهم أحباب الله، متناسين ان اصل مصر قبطي، ليس في التسمية فقط، إنما في التاريخ ايضا، ولا فضل لاحد على غيره الا بالعمل لمصلحة الوطن وسلامة واستقراره وأمنه. جماعة الإفك والعدوان تلك هي من أطلق وحش القتل والاغتيال وحرق اماكن العبادة، ساعية بذلك إلى إشعال نيران حرب طائفية، لكن كما امتزج دم المصريين بمختلف أطيافهم في التصدي للعدوان الخارجي, منذ الحملات الفرنسية وما قبلها، وما بعدها، جددوا العهد بأوضح صور التعبير عن الانتماء للوطن الواحد، في ثورة 25 يناير حين كان الاقباط يحرسون المسلمين اثناء صلاتهم في ميدان التحرير. اليوم، تدخل مصر مرحلة جديدة مع زعيم سيكون له في التاريخ مكانة كبيرة، فهو ترجم رد التحية الوطنية بأفضل منها للبابا تواضروس الثاني الذي كان عض على الجرح حين أقدم رعاع "الإخوان" على حرق الكنائس، فقال: "لن ننجر إلى الفتنة حتى لو أحرقوا كل كنائسنا فحينها سنذهب إلى المساجد لنصلي". مبادرة السيسي هذه ترجمة لروح الزعامة الوطنية، وهي ضربة المعول الأولى لهدم مشروع القتل والتدمير والإرهاب المتستر بعباءة التدين، والعقاب الحقيقي لكل عصي سحرة النفاق والتدجيل والتعصب، أولئك الذين أفرغوا مخزون تخلفهم وتعصبهم في ليل الجهل؛ تعبيرا عن حقدهم في محاولة منهم لتضليل الناس من جديد. زعيم مصر عبدالفتاح السيسي، يفاجئنا دائما بما سيسجله له التاريخ من مواقف وأفعال، فهو يسن للرؤساء القادمين سننا حميدة لن يستطيعوا الحيدة عنها، ولذا فهو الكبير الذي قصده البابا تواضروس الثاني بقوله:"اللي ما عندوش كبير يشتري كبير".