صدر مؤخراً عن المركز العربي للإعلام كتاب حسنين كروم "التحركات السياسية للإخوان المسلمين 1971- 1987" ويضم مجموعة من الشهادات التاريخية والوثائق التي تؤرخ لنشاط جماعة الإخوان المسلمين خلال هذه الفترة. تشمل الشهادات التي جمعها حسنين كروم في هذا الكتاب شهادات شخصيات كانت داخل الجماعة أو اقتربت منها وتعاونت معها من ضمنها شهادة الشيخ صالح أبورقيق، شهادة مأمون الهضيبي، شهادة إبراهيم فرج، شهادة الشيخ صلاح أبو إسماعيل، شهادة مصطفي كامل مراد، شهادة الشيخ يوسف البدري، شهادة أحمد الصباحي، شهادة إبراهيم شكري. كتاب كروم والذي صدر في 147 صفحة يحتوي أيضاً علي نص وصورة خطاب الإخوان إلي مبارك بعد توليه الحكم. كما يسعي كروم في الفصل الأول من الكتاب إلي الإجابة علي عدد من الأسئلة المفصلية في تجربة الإخوان المسلمين السياسية مثل؛ لماذا تخلي الإخوان المسلمون عن مبادئ حسن البنا؟ لماذا طلب مبارك حصولهم علي موافقة أمريكا لتأسيس حزب؟ وعن الكتاب يقول محمود قرنى : تضمن الكتاب عددا من الشهادات الخطيرة وغير المسبوقة من أطراف الصراع السياسي مختلفة الأطياف التي مثلت جزءا رئيسيا من هذا الحراك فقد تضمن الكتاب شهادات لأعضاء بارزين من داخل الحركة ومن خارجها بينهم المستشار صالح أبو رقيق، مأمون الهضيبي، والقطب الوفدي وسكرتير عام حزب الوفد إبراهيم فرج، والشيخ صلاح أبو إسماعيل، مصطفى كامل مراد، الشيخ يوسف البدري، أحمد الصباحي، والمهندس إبراهيم شكري زعيم حزب العمل آنذاك . يشير المؤلف في مقدمته القصيرة إلى أن هذه الشهادات لم يسبق توثيقها، ولم تخرج إلى النور، رغم قيامه بجمع بعضها قبل أكثر من عشرين سنة من الآن، ويشير إلى أن أهم وأخطر ما في هذه الشهادات ما تضمنته شهادة المستشار صالح أبو رقيق لاحتوائها على عديد من أسرار اللقاءات التي دارت بينه مع مدير المخابرات العامة الأسبق فؤاد نصار، ومع المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة لمحاولة التوسط لدى الرئيس السابق مبارك لفتح قنوات اتصال قد تؤدي في النهاية الى إنشاء حزب طالما سعت الحركة إليه. يستعرض كروم في الفصل الأول ، التحول السياسي في خطاب حركة الإخوان المسلمين وكيف خرجت الجماعة على خطاب حسن البنا، الذي كان يرفض، في التأسيس الأول فكرة الأحزاب ويعتبرها خروجا على أصل الشرع باعتبارها تغرس الفرقة بين أبناء الأمة، ويعتبر كروم أن انتخابات مجلس الشعب عام 1984 كانت عاملا فاصلا في تاريخ الإخوان من هذه الزاوية حيث قرروا خوض الانتخابات على قوائم حزب الوفد للمرة الأولى، وكان الأمر يعد أول خروج حقيقي على فكر المؤسس حسن البنا، الأمر الذي اضطر عددا من أقطابهم إلى تسويغ الانتقالة المفاجئة بالانقلاب على المرجعية وإن حاولت الأسباب تأويل الخطاب التأسيسي ما لا يحتمل. ينشر المؤلف عددا من الشهادات المؤثرة لكل من مصطفى كامل مراد رئيس حزب الأحرار، الشيخ يوسف البدري، أحمد الصباحي مؤسس حزب الأمة، والمهندس إبراهيم شكري مؤسس حزب العمل الذي بدأ اشتراكيا وانتهى إسلاميا، وهي شهادات في مجملها ترصد التحولات ذات الطبيعة البرجماتية في خطاب حركة الإخوان المسلمين.