2014 عام التضامن الدولي مع الشعب الفلسطينيوأمريكا تخرق التضامن وتزعم مساندة فلسطين 2014 عام التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وعود أمريكية جوفاء بتقديم 212 مليون دولار لإعادة إعمار غزة أمريكا تستخدم الفيتو 60 مرة لعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية الولاياتالمتحدة لم تصوت على حق الفلسطينيين في تقرير المصير أوصت شخصيات سياسية واعتبارية وممثلون عن مختلف القطاعات المجتمعية خلال جلسة سياسات عامة، عقدت في مقر المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية مفتاح، برام الله، بتشكيل لجنة وطنية، وفق مرسوم رئاسي يصدره الرئيس محمود عباس، مهمتها العمل على تجسيد القرار الأممي الصادر في 26 نوفمبر تشرين الثاني 2013 الذي اعتبر عام 2014 عاما للتضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني. وأكد المشاركون في الجلسة على ضرورة، أن تتشكل اللجنة من عضوية الدوائر المعنية في منظمة التحرير الفلسطينية، والوزارات ذات الصلة، والقوى السياسية والمجتمعية، بما فيها التنظيمات والاتحادات، ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، على نحو يعكس التنوع في المجتمع الفلسطيني داخل الوطن وفي المنافي وأماكن اللجوء، وأن ترصد موازنة خاصة لعمله اللجنة والفعاليات التي ستنفذها بموجب احتياجات تلك اللجنة. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت في 26 من شهر نوفمبر تشرين الثاني 2013، قرارا تضمن، في جملة أمور، إعلان الجمعية العامة عام 2014 "عاما دوليا للتضامن مع الشعب الفلسطيني". وفي المداخلات التي أدلى بها المتحدثون، ومن بينهم مسؤولون في منظمة التحرير الفلسطينية وأمناء عامون لبعض الفصائل، جرى التأكيد على أهمية استثمار هذا القرار بأبعاده المختلفة، والاستفادة منه سياسيا، وكذلك استثمار التطورات العالمية التي يمكن من خلالها تصويب صناعة القرار، وتقوية الموقف الفلسطيني، وإحداث التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعزز هذا الموقف، وفق رؤيا استراتيجية، تؤثر في صناعة القرار عالميا، خاصة على ضوء اختلال ميزان القوى، بما في ذلك، استخدام أساليب أخرى لتعرية المخطط الكولونيالي الاستيطاني الإسرائيلي وإضفاء البعد القانوني للقضية الفلسطينية، وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني. ودعا المتحدثون إلى الإسراع في تشكيل لجنة وطنية جبهوية بمشاركة جميع الأطراف والقوى، وتتمثل فيها جميع الدوائر الرسمية والوطنية، لمواكبة هذا التطور الإيجابي في الموقف الدولي من القضية الفلسطينية، وتجسيد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن اعتبر عام 2014 عاما دوليا للتضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني على المستوى الدولي رسميا وشعبيا، وذلك من خلال تشكيل اللجنة الوطنية التي ستنبثق عن عنوان رسمي، حيث بإمكان هذه اللجنة، القيام بمهام رديفة لعمل اللجنة الرسمية لتقوم بمخاطبة اللجنة المعنية في الأممالمتحدة بتجسيد قرار التضامن مع الشعب الفلسطيني، ووضع خطة للتحرك في هذا المجال بمشاركة جميع القوى السياسية، ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاعات المجتمعية المختلفة، بحيث يتركز عمل اللجنة من خلال خطة عملها على قضايا مثل: الاستيطان، تعزيز حملة المقاطعة لإسرائيل، وإنهاء الاحتلال، وتحميل إسرائيل المسؤولية عن الطريق المسدود الذي آلت إليه عملية السلام، وكذلك تجنيد الجاليات الفلسطينية في مختلف أنحاء العالم لتنخرط في هذه الحملة في كل البلدان التي بإمكانها أن تساهم في تعزيز الموقف الفلسطيني، وتجسيد الحق الفلسطيني واقعا على الأرض. وجرى التأكيد على أهمية توحيد الجهود الأهلية والرسمية في حملة التضامن، والقيام بجهود مشتركة من خلال تنفيذ سلسلة من الفعاليات الاحتفالية التي تجعل القضية فاعلة وحاضرة على الدوام، أو من خلال الجانب الوظيفي المتضمن برنامجا واستراتيجيات عمل لا تكون مرهونة بالعام 2014 وحده، بل تتواصل لاحقا. ودعا المتحدثون، إلى إنهاء الانقسام، لأن استمراره يضر على نحو كبير بدور الجاليات الفلسطينية في الخارج، وبوحدة رسالتها الموجهة إلى شعوب العالم وهيئاته المختلفة، في حشد الدعم والتأييد لقرار الأممالمتحدة الخاص بتعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني. وتعهدت الولاياتالمتحدة بصفتها دول مشاركة في مؤتمر إعادة إعمار غزة بتقديم 212 مليون دولار لإعادة إعمار القطاع وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه الوقت قد حان لوضع خطة سلام دائم تضمن الكرامة للفلسطينيين والأمن للإسرائيليين. وفي الوقت نفسه اختارت الولاياتالمتحدة من جديد، أن تعلن العداء للفلسطينيين وللعرب وللشرعية الدولية وحقوق الإنسان، ولكل قيم الحق والعدالة باستخدام الفيتو ضد مشروع قرار إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية على جزء من الأرض الفلسطينية في غضون سنتين . هذا الموقف ليس مفاجئاً بالطبع، بل هو تأكيد جديد على مدى الترابط والتحالف الاستراتيجي بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وما يمثله الكيان في المنطقة من دور وعلاقات عضوية بين الطرفين . وللتذكير فقط، فإن الموقف العدائي الأمريكي للقضية الفلسطينية ليس جديداً، فقد لجأت الولاياتالمتحدة إلى الفيتو في مجلس الأمن ضد القضية الفلسطينية منذ العام 1948 حتى الآن أكثر من 60 مرة، ما أعاق وعطل قرارات الشرعية الدولية الخاصة بحل القضية، وساهم في سعار العدوان والعنصرية الصهيونية، ووفر للكيان حاضنة الحماية والدعم والتأييد . ومع ذلك تصرّ الولاياتالمتحدة على احتكار القضية الفلسطينية وإبقائها رهينة في يدها، وترى أن إعادتها إلى الأممالمتحدة أي إلى الشرعية الدولية المولجة بإيجاد حل لها وفقاً لقراراتها، باعتبارها المرجع الوحيد الصالح، يفقد واشنطن ورقة طالما استخدمتها لمصلحة إسرائيل لمنع الفلسطينيين من ممارسة حق تقرير المصير واسترداد بعض حقوقهم، ومنها إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس على جزء من أرضهم . ولا تريد الولاياتالمتحدة انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة، ولا تريد قيام "دولة فلسطينية"، ولا تريد تحديد سقف زمني ينهي الاحتلال وكل ما تريده أن تبقى قابضة على القضية الفلسطينية، وإبقائها أسيرة مفاوضات عبثية إلى الأبد، وهذا الأمر يفسر أسباب الغضب الأمريكي والتهديد بالانتقام من الشعب الفلسطيني ومعاقبته من خلال سلطته، لأن واشنطن ترى في خطوة السلطة بالتوجه إلى مجلس الأمن استفزازاً وتحدياً لها . ومع أن كل ما تسعى إليه السلطة الفلسطينية هو إقامة "دولة" على جزء من أرض فلسطين، من أجل جزء من الشعب الفلسطيني، ومع أن هذه الخطوة لا توفر حلاً عادلاً وشرعياً لأنها تنكر حق كل الشعب الفلسطيني في كل أرضه، فإن الولاياتالمتحدة تتخذ موقفاً معادياً تجاه هذه الخطوة المنقوصة . يبقى ألا يُترك الشعب الفلسطيني وحيداً في مواجهة إسرائيل والولاياتالمتحدة، لأن ردود فعلهما قد تكون غاية في العدوانية والحقد، ولعل الدول العربية تدرك أن وضع كل البيض في السلة الأمريكية يفقدها حرية القرار، ويقيد حركتها إذا ما أرادت الوقوف إلى جانب قضية العرب المركزية ودعم الشعب الفلسطيني .