وصل إلى القاهرة، مساء الخميس الماضي، السفير الأمريكي الجديد "ستيفن بيكروفت"، سفير الولاياتالمتحدة الجديد لدى مصر، قادما من واشنطن لاستلام مهام عمله خلفا للسفيرة السابقة " آن باترسون" التي أنهت مهام عملها في مصر قبل أكثر من عام، وتحديدا في 30 أغسطس، وكانت باترسون قد بدأت مهمتها الدبلوماسية في 17 أغسطس 2011، وشهدت العديد من المواقف المثيرة للجدل التي جعلتها محطًا للتساؤل بين أوساط المصريين. وبالعودة بالذاكرة، لن ننسى أن باترسون واجهت انتقادات شديدة عقب لقائها بعدد من القوى السياسية في مركز بن خلدون والذي صرحت فيه بأنها لن تقبل بوجود الجيش في المرحلة المقبلة وأن أمريكا لا ترحب بعودة الجيش في المشهد السياسي المصري مما اعتبرته جبهة الإنقاذ تدخلا سافر في شئون مصر إضافة إلى قيام الجبهة باتخاذ تصريحات باترسون كذريعة لإثبات عدم استقلال القرار المصري في عهد مرسي، في حين رأت القوى الإسلامية أن اعتراض المعارضة ليس دفاعا عن الاستقلال الوطني ولكنه غضبا لأن الحديث "خالف هواهم". وعقب 30 يونيو لم تسلم باترسون من الهجوم عليها حيث تصدرت صورها مظاهرات 30 يونيو مع عبارة "ارحلي عن بلادنا" الأمر الذي اعتبرته الولاياتالمتحدة أمرا يستوجب الرد عليه. السفير الأمريكي الجديد، من المعروف عنه، أنه يتمتع بصداقة وثقة وعلى صلة وطيدة بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، وقد سبق له العمل بالتبشير في مختلف دول العالم. حصل ستيفن على درجة البكالوريوس من جامعتي "المورمون بريجهام يونج يوتا"، و"بيركلي كاليفورنيا"، وهو أحد أهم الدبلوماسيين الأمريكيين الذين عملوا خارج حدود بلاده، وشغل قبل ذلك منصب مساعد تنفيذي لوزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول، ولوزيرة الخارجية السابقة كونداليزا رايس، وعمل قبل ذلك قسيسا ومبشرا للمسيحية، ومحاميا بأحد المكاتب الدولية للقانون في سان فرانسيسكو، وشغل أيضًا مهام الأمانة التنفيذية في وزارة الخارجية ومكتب شئون الشرق الأدنى، وخدم بالسفارات الأمريكية في عمان ودمشق والرياض. شغل ستيفن منصب سفير واشنطن في الأردن، في الفترة ما بين أغسطس 2008 وحتى يونيو 2011، ثم انضم إلى السفارة الأمريكية في بغداد، وشغل نائب رئيس البعثة في يوليو 2011، وأصبح القائم بالأعمال بعد رحيل السفير، جيمس جيفري، في يونيو 2012، وفي 11 سبتمبر 2012، رشح الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ستيفن خلفًا للسفير جيفري، كسفير للولايات المتحدةالأمريكية إلى العراق.
ومنذ أسابيع، ذكرت صحيفة " نيو يورك تايمز" الأمريكية، أن مصادر البيت الأبيض، قالت إن "روبرت ستيفن بيكروفت" السفير الأمريكي الجديد في مصر، تم اختياره بحرص وعناية فائقة نظرا لخبراته الواسعة التي تؤهله للتعامل مع الأوضاع المعقدة في مصر. وأوضحت الصحيفة على موقعها الإلكتروني، أن الإدارة الأمريكية أكدت أن سفيرها الجديد في القاهرة الذي يشغل حاليا سفير واشنطن في العراق سيكون قادرا على التعامل مع مستجدات الأوضاع السياسية والاجتماعية في مصر. جاء اختيار ستيفن بيكروفت، بسبب قدراته الهائلة في التعامل مع الأوضاع السياسية المعقدة والشائكة... السؤال هنا، ما هي الأوضاع السياسية المعقدة والشائكة في مصر، التي ينتوي أن يتعامل معها السفير الأمريكي الجديد.. وهل سبب مجيئه يرتبط بمهمة أمريكية قومية في مصر في الفترة القادمة، وهل جاء لإشعال الأيام القادمة قبيل ذكرى 25 يناير؟ هذا ما سنعرفه، من خلال الأيام القادمة وستنكشف حتما نوايا واشنطن... والأيام ليست ببعيدة... وها نحن ننتظر!!!