أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة ، اليوم الأحد ، أن بلاده تثمن عاليًا مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، في التوفيق وتوطيد العلاقات بين مصر وقطر، والذي تبلور خلال الاجتماع الذي عقد في القاهرة أمس "السبت" . وأشاد جودة - في تصريحات على هامش اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة بين الإماراتوالأردن في عمان اليوم - بحكمة خادم الحرمين المعهودة وحرصه الدائم على تعميق التضامن العربي لما فيه خير ومصلحة الأمتين العربية والإسلامية. وقد ترأس وزير خارجية الأردن ونظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان اجتماعات اللجنة بمشاركة أمناء عامين وممثلين عن عدد من الوزارات وعن القطاع الخاص في كلا البلدين. وقال جودة - في افتتاح أعمال اللجنة - "إننا نؤمن في الأردن بأن أمن دول الخليج العربي هو جزء لا يتجزأ من أمننا الوطني وندعو إلى الالتزام بمباديء حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ونؤكد في هذا السياق على موقفنا الداعم للأشقاء في الإمارات ومساندتهم في المطالبة باستعادة السيادة الكاملة على الجزر الإماراتيةالمحتلة". وأضاف "إننا نؤيد كافة الدعوات السلمية الصادقة والمتكررة لدولة الإمارات للتوصل إلى تسوية عادلة لهذه القضية عبر المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية"، مؤكدًا على أهمية الدور الذي تقوم به الإمارات سواء في مجلس الأمن أو في المحيط العربي وعلى مختلف المستويات ودعمها للقضايا العربية والقضايا العادلة. وأكد على أن الأردن يؤمن بأن أي بحث أو نقاش حول مستقبل المنطقة لا يمكن أن يكون هادفًا أو موضوعيًا دون إيلاء القضية المركزية المتمثلة في حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه ودولته جل التركيز والاهتمام ، مشددًا على أن جهود العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تنصب في مختلف المحافل الإقليمية والدولية على إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية. وشدد على أن الأردن يرفض بشكل مطلق الإجراءات الإسرائيلية في القدس والرامية لطمس هويتها العربية الإسلامية والمسيحية من خلال إجراءات سلطات الاحتلال التعسفية بحق الأماكن المقدسة وبحق أبناء المدينة وسكانها العرب ضمن سلسلة إجراءات تهدف لتغيير الوضع القانوني والديموجرافي والجغرافي والمعماري لها، بما فيها الاستيطان وهي الممارسة المدانة والمخالفة للشرعية الدولية. وقال إن الأردن يدين بشدة التصعيد الخطير في الهجمات الممنهجة التي تقوم بها إسرائيل على الأقصى والقدس الشريف منذ بداية أكتوبر 2014، بهدف تقسيم المسجد زمنيا ومكانيا، وتهويد القدس الشريف وعزلها عن محيطها الفلسطيني والعربي. وفيما يتعلق بالأزمة السورية، أكد جودة على موقف الأردن بأن الحل يجب أن يكون حلاً سياسيًا شاملاً يشارك فيه جميع مكونات الشعب السوري وبالشكل الذي يضمن وحدة سوريا واستقرارها ويحقن دماء شعبها ويحقق الانتقال السياسي الذي يعبر عن تطلعاته وطموحاته. وأشار إلى أن الأردن وعلى الرغم من كل التحديات لايزال يقوم بواجبه القومي والإنساني تجاه الأعداد المتزايدة للاجئين والمقيمين السوريين على الأراضي الأردنية والذين يفوق تعدادهم اليوم 5ر1 مليون سوري. وأعرب عن تقدير الأردن للدعم المستمر الذي تقدمه الإمارات للاجئين السوريين المتواجدين على أراضي المملكة والذي يمكنها من مواجهة الأعباء الكبيرة الناجمة عن استضافتهم، مجددا الدعوة لقيام المجتمع الدولي بواجبه الإنساني لزيادة حجم الدعم الذي لم يرتق بعد إلى المستوى المأمول والذي يوازي الآثار والتبعات الكبيرة التي يتحملها الأردن جراء استضافة اللاجئين. وفيما يتعلق بالعراق..نوه جودة باستمرار الأردن في تقديم الدعم لمساعي أبناء الشعب العراقي لترسيخ أمن واستقرار العراق لما يشكله ذلك من ركيزة أساسية في ضمان أمن واستقرار المنطقة بأسرها. وقال "إننا نؤكد حرصنا على وحدة العراق ووقوفنا إلى جانب الأشقاء العراقيين في جهودهم المبذولة لبناء بلدهم وتحقيق الوفاق بين كافة مكونات الشعب العراقي وفقا لمباديء احترام التعددية والديمقراطية لتشارك جميعها في بناء حاضر ومستقبل العراق". وأضاف "إننا في الأردن ملتزمون بمحاربة كل ما من شأنه أن يمس الصورة الحقيقية لديننا الإسلامي الحنيف الداعي للسماحة والاعتدال ، كما أننا مستمرون في مكافحة التنظيمات الإرهابية التي تدعي الإسلام والإسلام منها براء وإننا معنيون بشكل مباشر في التصدي لقوى الظلام تلك التي تعمل على بث الكراهية وإشعال الحروب الطائفية في منطقتنا ، حيث إن الحرب ضد الإرهاب هي حربنا جميعا"..مؤكدا على أن الأردن يقوم بدوره وواجبه في مجلس الأمن الدولي بالتنسيق والتشاور مع مختلف الدول العربية بما فيها الإمارات. وبدوره .. ألقى وزير خارجية الإمارات كلمة خلال الاجتماع أكد فيها على أن بلاده تعتبر الأردن شريكا استراتيجيا على مختلف الصعد وعلى كافة المستويات..مشيدا بمستوى التنسيق بين الجانبين..ومؤكدا على أهمية موقف الأردن ومشاركته الفاعلة في التحالف الدولي ضد الإرهاب والتنظيمات الإرهابية التي تمثل تهديدا لكافة دول المنطقة والعالم بأسره. وأشاد بالدور الإيجابي الذي يلعبه الأردن في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف وصيانتها والتصدي للاستفزازات الإسرائيلية والاستيطانية التي ترمي إلى المساس بالمقدسات وتغيير المعالم الإسلامية والمسيحية والعربية في القدس. وقال وزير خارجية الإمارات إن بلاده تقدر الجهود الكبيرة التي يبذلها الأردن من خلال استضافته للاجئين السوريين على أراضيه ، وما يشكله ذلك من أعباء كبيرة على الدولة الأردنية. وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين الأردن والامارات بلغ 764 مليون دولار خلال عام 2013 بزيادة 12 % عن عام 2012 فيما بلغ عدد الشركات الإماراتية في الأردن أكثر من 250 شركة مستثمرة ..وتجاوز حجم الاستثمارات الإماراتية 13 مليار دولار.