خبراء: قوة التنين الصيني الاقتصادية تكمن في وجود هدف قومي لبناء الوطن.. وعلى مصر الاستفادة منها في مجال العمالة المدربة

- الحماقي: يجب عدم ربط معونات الصين بعمالتها.. ونحتاج إلى خلق وظائف جديدة
- جزر: منتجات الصين "تغمر" نصف الكرة الأرضية
-رشاد عبده: 3 تريليونات دولار استثمارات الصين بالعالم.. وتدعيم علاقتنا مع "ثاني أكبر اقتصاد" ضرورة
طالب خبراء الاقتصاد، بضرورة استفادة الدولة المصرية من خبرات التنين الصيني خاصة فيما يتعلق بالشق الاقتصادي، معتبرين ان دولة الصين قامت بغزو العالم اقتصادياً، نظراً لما تتمتع به من تنظيم وتناغم بين العامل وصاحب العمل، تحت هدف واحد وهو بناء الوطن، مما ساعد علي وجود المنافسة عالمياً وفرض تواجدها الاقتصادي والثقافي علي مستوي العالم.
قالت الدكتورة يمن الحماقى استاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، إن الصين نجحت فى تحقيق اقتصاد قوي، وجعل ميزان المدفوعات بينها وأي دولة فى العالم لصالحها، لذا تكتسب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لها أهمية كبرى.
وأضافت الحماقي، أن الزيارة يجب أن تشمل تغييرا لوجهة نظر الصين فى التعامل مع مصر خاصة فى قطاعات المنح الاقتصادية، مشيرة إلى أنها تشترط لمنح أى معونة أو دعم اقتصادى لمصر أن توفر هى العمالة المطلوبة بينما تحتاج مصر توفير وظائف وفرص تشغيلية، ويجب أن يتم توفير عمالة مدربة للبرامج المختلفة التى يمكن أن تقدم لنا فيها دعم اقتصادى.
وأوضحت، الحماقي، أن زيارة الرئيس يجب أن تشمل كذلك مناقشة لأهم الاستثمارات التى يمكن أن تتبادلها الدولتان خاصة فى مجالات الطاقة الجديدة والالكترونيات التى برزت فيها الشركات الصينية، وكذلك تشجيع السياحة الصينية لمصر.
من جانبه قال هشام جزر، عضو المجلس المصرى الصينى، إن سر نجاح الصين اقتصاديا يرجع الى أن المنظومة الاقتصادية من عمال وأصحاب مصانع يعملون من أجل الوطن، ووجود برامج لدعم الصناعات عند الإنشاء وحتى التصدير للمنافسة عالميا.
وأضاف جزر أن الصين دولة يصل عدد سكانها إلى 1.5 مليار نسمة، وتصدر بكميات كثيرة لأكثر من مليار نسمة؛ لذا نجد أن المنتجات الصينية تصل إلى نصف سكان الأرض، بالإضافة الى الإنتاجية العالية التى تقلل من التكاليف الثابتة والمتغيرة، إذ إنها تضمن السوق داخليا وخارجيا؛ مما يجعلها تنافس الأسعار العالمية، وهذا ما تفقده أمريكا أوروبا، إذ أدى ذلك الى خفض تكلفة الوحدة المنتجة ومن ثم خفض تكلفة العمالة الكهرباء.
وتابع جزر، أن الصين دولة تشترى الخامات بكميات كبيرة وتتحكم فى اسعار الخامات على مستوى العالم، وفى حالة نشاط ورواج السوق الصينى ترتفع اسعار الخامات وفى حالة الكساد تنخفض.
وطالب جزر، بضرورة التعاون مع التنين الصيني فيما يخص الإنتاجية العالية، وتدريب العمالة المصرية لتحسن جودة الصناعة المصرية إذ إن مصر تتشابه مع الصين في انها سوق كبير وقوى فى منطقة الشرق الاوسط وإفريقيا وأوربا، وقادرة على الوصول الى سوق قدره 1.2 مليار نسمة من خلال الاتفاقيات التجارية المبرمة.
وأوضح عضو مجلس الاعمال المصرى الصينى، أن المنتجات الصينية منافسة قوية لمنتجات الوطنية ونحن بحاجة الى زيادة الاستثمارات الصينية مع فتح معاهد صينية متخصصة للتدريب العاملين المصريين داخل المصانع الوطنية على انتاج كميات كبيرة بجودة عالية، بالاضافة إلى الاستفادة منهم في تكنولوجيا الطاقة الشمسية الموجودة لديهم حيث إن ألمانيا وإسبانيا لديهما الآن مصانع لإنتاج الطاقة الشمسية.
وعلي نفس السياق أكد الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي، أن الصين تعد ثاني أكبر اقتصاد على العالم، وثاني أكبر ناتج عالميا، بالإضافة إلى أنها تتمتع بأكبر حجم تجاري عالميا.
وأشار إلى أن حجم استثمارات الصين بالعالم، يسجل نحو 3 تريليونات دولار، كما أنه يتمتع بوجود الصناديق السيادية مثل دول الخليج وروسيا والتي تعمل من خلالها على توفير جزء من الدخل للأجيال القادمة من خلال الاستثمار بهذا الجزء ووضع عوائده للأجيال المقبلة.
وأضاف عبده، أن الصين أكبر دولة دائنة لأمريكا، ومن ثم تعد قوة اقتصادية ضخمة استطاعت إنتاج منتجات حديثة متطورة بأسعار رخيصة الثمن غزت بها العالم أجمعه.
ونوه أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للصين لها أهمية كبيرة خلال الفترة المقبلة، في ظل قوة الصين الاقتصادية، مما يؤدي إلى جذب مزيد من الاستثمارات الصينية لمصر، كما أنها دولة نامية ومن الأسواق الناشئة ولكن سريعة النمو بشكل كبير، مما يؤكد ضرورة الانفتاح عليها والتعاون معها.
وأشار عبده، إلى أنه من خلال تدعيم العلاقات من الصين يمكن توريد منتجات جيدة حديثة ذي أسعار رخيصة لمصر، بالإضافة إلى أنها تتميز بسوق كبير حيث يصل تعدادها السكاني إلى 1300 مليون نسمة، ومن ثم يؤدي إلى زيادة حجم الصادرات المصرية للصين.
ولفت إلى أنه من الممكن مع زيادة العلاقات يؤدي إلى جذب مزيد من السياح إلى مصر؛ مما يعمل على تدعيم السياحة الصينية بمصر.