قالت مجلة نيوزويك الأمريكية إنه مع استقالة وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل من منصبه تتجه حاليا الأنظار إلى مستشارة الأمن القومي الأمريكية سوزان رايس واحد المقربين من الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وذكرت المجلة الأمريكية في مقال بعنوان "سوزان رايس يد اوباما اليمنى" أن رايس لها تواجد قوي في البيت الابيض، مشيرة إلى الصدام المتكرر الذي وقع بين رايس ووزير الدفاع المستقيل خاصة في الأشهر الاخيرة حينما انتقد هيجل سياسة أوباما تجاه سوريا وأبدى تباطؤا في اٍغلاق معتقل جوانتنامو وهو ما يعتبر أحد أولويات الرئيس الأمريكي. وتردد ان رايس بعثت بمذكرة شديدة اللهجة الى هيجل تأمره فيها بالاٍسراع في وتيرة نقل المعتقلين من جوانتنامو واعداد تقرير كل اسبوعين حول التقدم الذي تم اٍحرازه في هذا الشأن. وتقول المجلة الامريكية انه كلما يثار اي شكوك حول وضع رايس في البيت الابيض، يعمل اوباما سريعا على تبديده. و اشارت الى ان اوباما حضر ذات مرة اجتماعا لمجلس الامن القومي برئاسة رايس عقب استقالة هيجل واكد خلاله انه سيعتمد على هذا الفريق القائم خلال العامين القادمين لدعم السياسة الخارجية الامريكية. وتتميز رايس بالذكاء كما انها على درجة عالية من التعليم فهي حاصلة على دكتوراه في العلاقات الدولية وكانت احد الاعضاء البارزين في مجلس الامن القومي في عهد الرئيس الاسبق بيل كلينتون وشغلت منصب مندوبة الولاياتالمتحدة بالامم المتحدة قبل توليها منصب مستشارة الرئيس للامن القومي في يوليو 2013. وتقول مجلة نيوزويك ان رايس تتسم ايضا بحدة الالفاظ واستخدامها للغة جافة قد يراها البعض عدائية كما قد يفاجأ آخرون باسلوبها الفظ..وقد وصف مستشار الامن القومي الالماني كريستوف هوسجون اجتماعا له مع رايس حول الازمة السورية بانه "أسوأ اجتماع في تاريخه المهني." واضافت المجلة ان رايس تعتبر ايضا شخصية تصادمية ومثيرة للجدل كما انها تمكنت من التغلب على كثير من الشخصيات المعروفة في السياسة الخارجية الامريكية من بينهم ريتشارد هولبروك الممثل الامريكي السابق الخاص في افغانستان وباكستان. وقال ويليام جونسون احد كبار المسئولين السابقين في الخارجية الامريكية انه من الممكن تقدير اهمية اي شخص في وزارة الخارجية وفقا لمدى قربه من الوزير شخصيا وكان هولبروك من المقربين لوزير الخارجية ولكن بعد عام واحد من تولي اوباما الرئاسة اصبح هولبروك يعاني من تجاهل الوزارة له.. وبعد وفاة هولبروك بصورة مفاجئة عام 2010 ألغت الادارة الامريكية المنصب الذي كان يشغله وتولت رايس الدور الاكبر في السياسة الامريكية تجاه افغانستان. وارجعت المجلة قوة نفوذ رايس الى علاقتها الوثيقة بالرئيس الامريكي والتي ترجع الى تحالفهما منذ عام 2006 اثناء الاعداد لحملته الانتخابية الاولى والتي اصبحت على اثرها مستشارته للسياسة الخارجية منذ ذلك الحين.. واليوم تعتبر رايس احد الاطراف الرئيسية في المجموعة الصغيرة التي تدير البيت الابيض والتي تضم ايضا كبير موظفي البيت الابيض دنيس ماكدونوه ومستشارة السياسة الداخلية فاليري جاريت وبن رودس نائب رايس. ونقلت المجلة عن احد اعضاء مجلس الامن القومي سابقا والذي رفض ذكر اسمه ان اسباب ولاء اوباما لرايس هو انها كانت من الممكن ان تنضم بسهولة الى معسكر هيلاري كلينتون اثناء محاولتها للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي لها لخوض انتخابات الرئاسة عام 2008 غير ان رايس خاطرت وانضمت الى معسكر اوباما. وتتمتع رايس اليوم بنفوذ هائل في البيت الابيض واصبح لها مكانة لم يتمتع بها نظراؤها السابقون امثال هنري كيسنجر وبرنت سكوكروفت. فقد اثبتت تصريحات رايس ورحلاتها الخارجية للزعماء الاجانب انها حقا تمثل أذن اوباما ويده اليمنى.