* أربعة أيام حاسمة تحدد مستقبل وتوجهات تونس * تكتلات تؤيد السبسي ممثل النظام القديم في مقابل المرزوقي مرشح الثورة * آخر تجارب الربيع العربي تحاول الإفلات من مقصلة الفشل والانهيار تكتسب الانتخابات الرئاسية في تونس المزيد من الأهمية، إذ أن عملية الاصطفاف وراء احد المتنافسين في الدور الثاني من الانتخابات مستمرة ، وقد انخرطت فيها أحزاب سياسية وشخصيات وطنية وجمعيات ونشطاء في المجتمع المدني وجامعيون وفنانون ورياضيون وإعلاميون. إلا ان هذه الانتخابات حتى وإن مكنت الباجي قائد السبسي او المنصف المرزوقي من كسب نقاط انتخابية ، فإنها لن تمر في المقابل دون ان تحرك بعض المياه الراكدة داخل الأطراف المساندة لهذا المرشح أو ذاك . أربعة أيام فقط تفصلنا عن موعد 21 ديسمبر تاريخ إجراء الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية و الصورة شبه واضحة داخل المشهد السياسي بخصوص مساندة الباجي قائد السبسي او المنصف المرزوقي في ما بقي من مسار الوصول الى قصر الرئاسة بقرطاج ، الأول بات يسوق على انه تحول من مرشح حزب حركة نداء تونس الى مرشح وطني فوق الاحزاب ، و الثاني نصب نفسه مرشحا للثورة و متحدثا باسم الأطراف التي تحارب الثورة المضادة . حصل الباجي قائد السبسي على مساندة أحزاب الاتحاد الوطني الحر وآفاق تونس الخامس في قائمة الأحزاب الفائزة في الانتخابات التشريعية ، والمبادرة والانقاذ الوطني و المسار الديمقراطي و العمل الوطني الديمقراطي والحركة الدستورية و اللقاء الدستوري و حركة الديمقراطيين الاجتماعيين . في المقابل للمنصف المرزوقي مجموعة من المساندين تضم حزبه طبعا و أحزاب التيار الديمقراطي والبناء الديمقراطي وحركة وفاء والحزب التونسي و حزب الإصلاح والتنمية وحزب البناء المغاربي. هذه القائمة من المساندين للمرشحين قائد السبسي والمرزوقي تبقى مفتوحة و قابلة لانخراط مكونات جديدة صلبها مع قرب الموعد الانتخابي ، بالنظر الى أهمية الرهان الذي يحتم على المجموعة الوطنية بمختلف أطيافها التفاعل مع هذا الحدث الوطني الهام . الإ أن حركة النهضة، باتت موضع اتهامات من الاصدقاء و الخصوم و من ادارة الحملة الانتخابية للمتنافسين في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية ، الخصوم يتهمونها بانها تناور و ان اقرت خلال مجلس شوراها حيادا مزعوما، واستندوا في ذلك الى ما اسموه تقارير ملاحظيهم في الدور الأول من السباق الرئاسي ، التقارير بينت أن حركة النهضة وضعت كل إمكانياتها لإنجاح حظوظ المرزوقي في هذا السباق وأن ملاحظيها وماكينتها الانتخابية وقاعدتها الانتخابية وجهت بالكامل للمرشح المرزوقي. والخصوم يتهمونها أيضا ان وراء دعم المرزوقي ورقة ضغط على المرشح الباجي قائد السبسي لتحسين شروط التفاوض حول الحكومة في شكلها ورئاستها و مكوناتها ، و ان الحركة ارادت من وراء دعم المرزوقي بشكل كلي في الدور الأول إبراز قوتها لنداء تونس واعادة خلط اوراق التحالفات وفق إرادتها ، النهضة تنفي تماما كل هذه الاتهامات ، وتؤكد أنها قدمت لقواعدها حرية اختيار مرشحهم في الانتخابات الرئاسية.