طالبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة الفلسطينية بوقفة جذرية لمراجعة كل التجربة في العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي والتحلل من كل قيود اتفاق أوسلو والاتفاقيات التي وقعت وصولا إلى اعتماد استراتيجية وطنية تعتمد المواجهة الشاملة مع الاحتلال بكل مكوناته. وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول - في تصريحات أذاعها القسم الإعلامي للجبهة اليوم /الأحد/ - "نحن أمام كيان تتنامى فيه العنصرية والفاشية بتغطية من قبل حكومة نتنياهو التي يتسابق أعضاؤها في التحريض على قتل الفلسطينيين، وهو ما أدى إلى إنفلات في القتل المتعمد كما جرى مع الشهيد المناضل زياد أبو عين، وإلى اعتماد أساليب فاشية كما جرى في حرق الطفل محمد أبو خضير وغيرها من أساليب التعذيب والتنكيل بالفلسطينيين". ودعا إلى وقف التنسيق الأمني وصولا إلى الفكاك من قيود الاتفاقيات الموقعة مع دولة العدو، خاصة وأنه قد أصبح واضحا للجميع أنها لا تسعى بأي حال من الأحوال إلى التسليم بحقوق الفلسطينيين الوطنية بل تعمل على استثمار الوقت والاتفاقيات المقيدة لتعميق احتلالها للأراضي الفلسطينية بالترافق مع استخدام كل وسائل الإرهاب المنظم والقتل المتعمد ضد الشعب الفلسطيني. وأضاف "نريد موقفا من القيادة الفلسطينية يرتقي إلى الحدث، ويتصادم مع الإجراءات الصهيونية القائمة على الأرض، ويؤسس لسياسة بديلة تمكننا بالانتقال من إدارة الأزمة إلى الهجوم على العدو وفق استراتيجية وطنية واضحة تعيد الإمساك بكامل حقوق شعبنا، وتفتح كل الخيارات لاستعادتها، فضلا على ضرورة المسارعة لإعادة بناء مؤسساتنا الوطنية بشكل ديمقراطي يضمن الشراكة في رسم السياسة واتخاذ القرار، وفي تحمل مسئولية تجسيدها في إطار مقاومة الاحتلال". واعتبر الغول أن اللقاء المقرر بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري في إيطاليا غدا سيكون أحد أهدافه الاتفاق على كيفية إعادة المفاوضات الثنائية في إطار عملية تضليل جديدة للمجتمع الدولي توحي بأنه يمكن الوصول هذه المرة من خلالها لاتفاق حول إقامة دولة فلسطينية بهدف قطع الطريق على تزايد الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية، وفي خداع الفلسطينيين من جديد بوعود سيكون مصيرها التبخر. ودعا القيادة الفلسطينية إلى عدم الانخداع بهذه الوعود ورفض أية ضغوطات قد تمارس عليها بهدف العودة إلى المفاوضات، والإعلان عن القطع النهائي مع هذا المسار.