قال الدكتور حسين الشافعي، مستشار وكالة الفضاء الروسية في مصر، إن القمر الصناعي المصري للاستشعار عن بعد "إيجيبت سات 2" الذي أطلق في أبريل الماضي، قادر على مساعدة مصر في مراقبة حدودها والتصدي لعمليات تدفق الإرهابيين. وأضاف الشافعي أن "مصر بإطلاقها هذا القمر، أكدت عزم الإدارة المصرية الحديثة على امتلاك قراراتها دون تدخل من أي جانب خارجي، وأن تمتلك بالعمل الأدوات التي تسمح برسم حدودها ومحافظاتها، بالإضافة إلى رسم خطة تنموية شاملة وضبط حدودها، ناهيك عما يقدمه القمر من إمكانية حصر كميات الأتربة الناجمة عن حفر الأنفاق، مما يعطي قوات التدخل إمكانية حصر هذه الأنفاق ومعرفة حجمها وطولها وتدميرها". وأشار إلى أن "مصر كانت في حاجة ماسة على مدى عشرات الأعوام لتوفير صور صناعية عالية الدقة لحدودها وثرواتها الطبيعية من دول أوروبية تمتلك أقمارا صناعية، حيث كانت تشتري هذه الصور بمبالغ ضخمة من دول لا تعطيها جميع التفاصيل". وأكد الشافعي أن "الجهات المختصة، التي تهتم بمستقبل مصر والحفاظ على حدودها ضد أي انتهاكات، فكرت في إنشاء منظومة الأقمار الصناعية لتغطية احتياجات مصر والدول الأفريقية والعربية الصديقة من صور عالية الدقة لأراضيها بتكلفة أقل، حيث وضعت خطة بضرورة غزو مصر في مجال الفضاء". وتابع: "بدأ العمل الجاد والدؤوب عبر اختيار عدد من الشباب المتميزين على مستوى الجمهورية، وهم أوائل الكليات العلمية، حيث استهلكنا عشر سنوات كاملة في عمليات التأهيل المعقدة لهذه المجموعة وتمت تصفيتهم، وكان معظمهم حاصلا على درجات علمية متميزة كالماجستير والدكتوراه كل في مجاله، وبدأنا في عام 2007 في تكثيف تلك البرامج أكثر، وكانت نتائج اختباراتهم مبهرة، خاصة عندما انضموا لعدد يماثلهم من العلماء الروس". وأشار إلى أنه "عقب صياغة هذا البرنامج، تمت دعوة العديد من الدول المشهورة في عالم الفضاء لتقديم خبراتها والمساعدة في إطلاق القمر الصناعي، وبالفعل تم الاستقرار على دولة روسيا، حيث تم توقيع بروتوكول تعاون بين مصر وروسيا يشمل معاونة روسيا مصر في التدريبات والتأهيل الكامل للمصريين المشاركين في كل مراحل إنتاج وتكوين الأقمار الصناعية بدءا من وضع المواصفات الفنية للقمر بما يتوافق مع المتطلبات المصرية". وقال الشافعي إنه "باطلاق "إيجيبت سات-2 "وهو ثاني قمر صناعي مصري للاستشعار عن بعد من قاعدة بايكونور الروسية بجمهورية كازاخستان يوم 16 أبريل 2014، فتحت مصر آفاق العمل في الفضاء وبفضل عمل عشرات المهندسين المصريين الذين أبدعوا وحققوا هذا العمل الضخم دون ضخب إعلامي وبعيدًا عن ضوضاء أي تغطية إعلامية تناسب هذا الحدث الذي يمثل نقطة فاصلة تؤكد أن مصر دولة عريقة هدفها الأول والأخير الانتقال من دولة متخلفة إلى دولة رائدة كما كانت في منتصف القرن الماضي". وأضاف أن "مكتب تمثيل الشرق الأوسط لوكالة الأنباء الروسية المعنية بالمشروعات بين روسيا والمنطقة العربية من اتصالات واستشعار عن بعد والذي اتخذ مصر مقرًا له، مُنح شرف مرافقة برنامج صياغة وإطلاق القمر الصناعي منذ 15 عامًا عندما كان حلمًا يراود الكثير لكنه أصبح يوم 16 أبريل نموذجًا تقدمه مصر للدول العربية لمساعدتها في مراقبة حدودها والتصدي لعمليات تدفق الإرهابيين". ولفت إلى أن "سنوات العمل المشترك بين روسيا ومصر أدت إلى الوصول إلى تفاهم كامل في مجال الفضاء وأصبح القمر المصري حقيقة وواقعا، كما أصبح الشباب المصريون قادرين على العمل في هذا المجال وإدارته بشكل كامل ومؤمن لحمايته من أي اعتداء أو تشويش". وقال الشافعي :"بدأنا في تصنيعه منذ سنوات وتمت إحاطته بالكتمان منذ البداية لضمان تنفيذه في موعده المحدد بالمواصفات المطلوبة دون إبطاء، وفق المعايير الدولية". وذكر أن الصور التي يحصل عليها القمر الصناعي ونظرًا لجودتها ودقتها العالية التي تقرب من واحد متر، دفعت بعض الدول الأفريقية والعربية الصديقة إلى شرائها والحصول عليها.