* أكبر "مجمع إستخباراتي إسرائيلي" بصحراء النقب قرب الحدود المصرية * يضم 32 ألف جندي احتياطي و12 وحدة عسكرية و7 آلاف جندي نظامي * يرصد اتصالات الحكومات والمنظمات والشركات والأفراد بالبحر الأبيض المتوسط * بناء شبكة قيادة وسيطرة باسم "سيلغ " من طراز "سي 2" مغلقة من الناحية التكنولوجية أكد موقع "إسرائيل ديفنس"، المتخصص في الشئون الأمنية الإسرائيلية، أن الأجهزة الأمنية في إسرائيل تقوم في هذه الأيام بعمل مكثف لإنشاء مجمع استخباراتي عسكري كامل في منطقة كبيرة بالقرب من مدينة بئر السبع في الجنوب، وأن الحديث يدور عن أكبر محطة تجسس وتنصت وأضخمها في العالم، وتتمثل مهمة محطة التجسس في اعتراض المكالمات الهاتفية والرسائل والبيانات الإلكترونية، التي يتم إرسالها عبر الأقمار الصناعية وكابلات الاتصالات البحرية الموجودة في البحر الأبيض المتوسط، كما أن لديها القدرة على جمع المعلومات الإلكترونية، ورصد اتصالات الحكومات والمنظمات والشركات والأفراد على حد سواء. وأفادت صحيفة "القدس العربي اللندنية" بقيام الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بعمل أكبر قاعدة استخبارات بالنقب لتكثف مراقبة الحدود مع مصر بسبب الأحداث الأخيرة في القاهرةوسيناء وبهدف التجسس على مصر ودول أخرى. وبحسب المخطط، ستقام القاعدة الجديدة في المنطقة الواقعة بين مدينة بئر السبع وقرى اللقية وأم بطين، وستمتد القاعدة العسكرية على أكثر من 5 آلاف دونم، وتشمل مباني بمساحة أكثر من 600 ألف متر مربع وستضمن 32 ألف جندي احتياطي و12 وحدة عسكرية و7 آلاف جندي نظامي بتكلفة 19 مليار شيكل. وقال الموقع الأمني الإسرائيلي، نقلاً عن مصادر غربية وأمريكية، إن "الحديث يدور عن شبكة قيادة وسيطرة يطلق عليها اسم سيلغ، وهى من طراز شبكة الاتصالات سي 2 مغلقة جدا من الناحية التكنولوجية، وتُمكّن المقاتلين من إجراء اتصالات من دون أي مشاكل، كما أنه لا يمكن اختراق المحادثات التي تجري من خلالها". وفي ما يتعلق بالأسباب والدوافع التي دفعت الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ هذا القرار، أي نقل المجمع إلى النقب، فقد قالت المصادر الأمنية في إسرائيل، بحسب الموقع، إن "حركة حماس تسلّمت شبكة اتصالات صينية متقدمة جدًا من إيران تشبه بدقتها وتكنولوجيتها المتطورة شبكة اتصالات حزب الله". وأضاف أن "عناصر حركة حماس في غزة غير الملمين بالتكنولوجيا الحديثة، يواجهون مشكلة في استخدام هذه الشبكة حتى الآن، ولذلك فهم يريدون منع التعلم عليها من قبل حزب الله ومنع دخول أجهزة شبيهة، مضافًا إلى ذلك، يدّعي جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" أن مهربي الأسلحة في سيناء يعملون من دون حسيب أو رقيب، كما يدعي أنّ الوسائل القتالية التي جرى تهريبها في الآونة الأخيرة إلى قطاع غزة أصبحت تشمل مئات الصواريخ التي يتراوح مداها بين 20- 30 كيلو مترا، وألف قذيفة هاون، وعشرات الصواريخ المضادة للدبابات، وأطنانا من المواد المتفجرة والمواد الخام التي تُستعمل في تصنيعها، لافتا إلى أنه يريد وقف تدفق تلك الأسلحة". وأشار الموقع أيضا إلى أن "المجمع الاستخباراتي يتجسس على عدد من الدول، من بينها ما أسمتها المصادر "الدول المعادية للدولة العبريّة"، وأخرى تعتبر صديقة لها، كما أن القاعدة التي تقع بمنطقة أوريم بجنوب دولة الاحتلال على بعد 30 كيلومترا من سجن مدينة بئر السبع، تعترض الاتصالات الصادرة من الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا وآسيا، وتشرف على تشغيلها وحدة 8200، التابعة لشعبة الاستخبارات العسكريّة في الجيش الإسرائيلي". ولفت الموقع أيضا إلى أن "المعلومات التي تجمعها القاعدة ترسل للوحدة 8200، وتخضع القاعدة لحماية أمنية مشددة، فتبدو أسوارها عالية، وبواباتها كبيرة ومحمية بالعديد من كلاب الحراسة"، كما قال إن "الحدود مع مصر ترسم خطا يكاد يكون مستقيما يفصل بين شبه جزيرة سيناء وأراضي صحراء النقب، ويبدأ خط الحدود من رفح على البحر المتوسط إلى طابا على خليج العقبة، وترى إسرائيل في تلك الحدود أهمية كبرى لحماية أمنها، كما أنه من الأهميّة بمكان الإشارة إلى أن الأطماع في شبه جزيرة سيناء في تزايد، والحديث عن ذلك زاد، حيث تُحاول الدولة العبريّة فرض معادلات جديدة فيها وزيادة الطوق والحراسة الأمنية خشية من تنفيذ عمليات معادية، لذلك فهو سيحاول توسيع نطاق الحماية من خلال ذلك المجمع". ومع أن المصادر لم تقم بتسمية الدول الصديقة التي تسعى من خلال هذه القاعدة إلى التجسس عليها، فإنه من غير المستبعد بتاتا أن تسعى إسرائيل من خلال ذلك المجمع الاستخباراتي للتجسس على مصر، خاصة بعد الثورة المصرية، لاسيما وأن الحديث يدور عن انتشار دور كبير للإخوان المسلمين في مصر، الأمر الذي ترى فيه الدولة العبريّة أن ذلك يشكل خطورة عليها. وفي السياق ذاته، قال رئيس تحرير الموقع إن شعبة الاستخبارات العسكريّة زادت في الآونة الأخيرة مراقبة الحدود مع مصر، وصرح رئيس الشعبة، الجنرال إيلي بولاك، في حديث خص به الموقع، بأنّ السبب الرئيسيّ الذي دفع الشعبة إلى التركيز على الحدود مع مصر، يعود إلى التطورات الأخيرة في مصر، وإمكانية سيطرة المتشددين الإسلاميين على مقاليد الحكم في القاهرة، كما لفت إلى أن تقوية المراقبة على الحدود تعود أيضا إلى استخلاص العبر من الفشل المدوي للجيش الإسرائيلي في العدوان على لبنان عام 2006، إذ أن القادة في الميدان لم يتمكنوا من تلقي الأوامر من القيادة المركزية والعكس صحيح، الأمر الذي أدى إلى الفشل الكبير، على حد تعبيره. وتختص الوحدة 8200 التابعة لجهاز المخابرات العسكریة الإسرائيلية بمراقبة المواقع الإلكترونية، وتعد الأكبر والأهم في الجيش الإسرائيلي والتي تقوم بالتجسس الإلكتروني، وتتألف من آلاف الجنود والمجندات يراقبون الدول، ويقومون باختراق شبكات الاتصال والإنترنت في الدول والقرى والمدن، وأعضاء هذه الوحدة يعملون على مدار 24 ساعة في اليوم، وفيهم من يجيد التحدث باللهجة المصرية بكل براعة.