أصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين بحالات اختناق، اليوم الخميس، جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي صوب المواطنين في مخيم "الفوار" جنوب مدينة الخليل. واندلعت المواجهات بين الشباب وجنود الاحتلال على المدخل الرئيسي لمخيم "الفوار" وأطلق جنود الاحتلال خلالها قنابل الصوت والغاز السام والرصاص المغلف بالمطاط، مما تسبب بإصابة عشرات المواطنين بحالات اختناق عولجوا ميدانيا. وأضافت مصادر من داخل المخيم أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز على منازل المواطنين بشكل متعمد واستفزازي. وفي سياق منفصل، قال محامي هيئة شئون الأسرى والمحررين كريم عجوة، إن محكمة "عسقلان" مددت توقيف الأسير المصاب ماهر الهشلمون من مدينة الخليل. وقال عجوة - في بيان صادر عن الهيئة اليوم - إن المحكمة التي عقدت هذا اليوم دون حضور الأسير نظرا لخطورة وضعه الصحي، قررت توقيفه ثمانية أيام. يذكر أن الوضع الصحي للأسير المصاب ماهر الهشلمون، خطير وبالغ الصعوبة وهناك خطورة حقيقية على حياته. ومن جهة أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم شابا من قرية "اللبن الشرقية" جنوب مدينة نابلس. وأفاد شهود عيان بأن عددا من المركبات العسكرية، اقتحمت مدخل قرية "اللبن الشرقية" واعتقلت الشاب بلال صالح حسن (27 عاما) من سكان القرية. ومن جهة أخرى، أكد أمين مقبول، أمين سر المجلس الثوري الفلسطيني، اليوم، أن المجلس الثوري التابع لحركة "فتح" عقد اجتماعا طارئا في تمام الساعة الثانية عشر. وقال مقبول، إن المجلس الثوري ناقش بندا واحد وهو قضية اعتقال عضو المجلس الثوري "بسام زكارنة" وقرار توقيف عضو المجلس الثوري "إبراهيم خريشة" بالرغم من أن القرار الأخير لم يتم حتى اللحظة. ورفض مقبول الإادلاء بمزيد من التفاصيل حول القضية، إلا أنه قال إن من صلاحيات المجلس الثوري عقد جلسة طارئة حتى بالرغم من أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) يتواجد حاليا في عمان لبحث الملفات السياسية مع القيادة الأردنية ومع وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري". ومن جانب آخر، دعت اللجنة الشعبية في مدينة "أم الفحم" في المثلث بالداخل المحتل، الجماهير العربية للمشاركة الحاشدة في المظاهرة التي قررت تنظيمها غدا الجمعة، تنديدا بجريمة إعدام الشاب "خير الدين حمدان" بكفر "كنا" الجمعة على أيدي شرطة الاحتلال الإسرائيلي. وعقدت اللجنة اجتماعا مساء أمس لبحث آخر الاستعدادات للمظاهرة المزمع تنظيمها تعبيرا عن سخط الجماهير العربية عن الجريمة. وأكد رئيس اللجنة الشعبية في "أم الفحم" "عدنان عبد الهادي" في تصريح صحفي أنه يتوقع حضورا كبيرا ومشاركة واسعة من الجماهير العربية. وقال إنه "لا شك أن هذه الجريمة أثرت فينا جميعا دون استثناء، كما وأنها تعتبر استمرارا للممارسات الصهيونية ضد أبناء الداخل الفلسطيني ونحن نؤكد رفضنا وتصدينا لمثل هذه المحاولات الصهيونية". وأضاف "يجب على كل كبير وصغير أن يشارك في هذه المظاهرة، فما حدث للشهيد خير الدين حمدان يمكن أن يحدث لأي شخص منا حيث يعتبر هذا الشهيد ال 48 الذي يقتل على يد الشرطة الإسرائيلية منذ عام 2000". وتابع قائلا إنه "لقد حان الوقت لأن نتحرك وأن نقوم بخطوات احتجاجية لنوصل رسالة إلى الشرطة الإسرائيلية ووزير الأمن الداخلي العنصري بأن الدم العربي ليس رخيصا". وستنطلق المظاهرة بعد صلاة الجمعة من أمام مسجد "أبو عبيدة" والتي ستعبر خلالها الجماهير إضافة لاحتجاجها على جريمة إعدام "حمدان" أيضا على الأحداث البربرية المتتالية في القدس والأقصى والضفة الغربية من قتل وتشريد وهدم بيوت وقلع للأشجار ومصادرة للأراضي، وفق بيان اللجنة. وتأتي هذه التظاهرة بالرغم من محاولات بعض المسئولين الإسرائيليين تطويق الأوضاع المتوترة منذ الجمعة في الداخل الفلسطيني، فيما لا تزال قيادة إسرائيل ممثلة برئيس حكومتها بنيامين نتنياهو تطلق التهديدات والإجراءات ضد المتظاهرين وترفض إجراء تحقيق في الجريمة أو محاكمة من أطلق النار على "حمدان". وفي الجهة المقابلة، شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم بوضع تحصينات وكتل إسمنتية على محطات وقوف المستوطنين بمناطق متفرقة من محافظة "سلفيت" شمال الضفة الغربيةالمحتلة خشية تنفيذ عمليات دهس أو طعن قد يقدم عليها فلسطينيون. وقال شهود عيان - حسبما ذكرت وكالة "صفا" الإخبارية - إن الاحتلال أحضر ثلاث شاحنات تحمل مكعبات وكتل إسمنتية مستطيلة ووضعها على محطات وقوف وانتظار المستوطنين على مفترق مستوطنات "أريئيل" و"بركان" ووبيت اريه" و"كريات نظافيم" ومستوطنة "ياكير" المقامة على أراضي "سلفيت". وذكروا أن الاحتلال كثف من وضعه للكتل الإسمنتية بحيث لا تسمح للمركبات بالاصطدام أو الدخول لمحطة الانتظار نفسها وإقامة طوق إسمنتي حول المظلة المقامة على المحطة. وأشار الشهود إلى أن الاحتلال كثف من تواجده على مفترقات الطرق في قرى "الزاوية" و"حارس" وعدد من القرى الغربية لمحافظة "سلفيت" والانتشار بين حقول الزيتون وذلك من أجل توفير الحماية للمستوطنين. وتأتي تلك الإجراءات بعد تنفيذ سلسلة عمليات دهس وطعن لمستوطنين على محطات الانتظار بالضفة الغربية كان آخرها قتل مستوطنة وجرح اثنين آخرين على مفترق مستوطنة "غوش عتصيون" قرب مدينة "الخليل". وفي السياق نفسه، تجمع عدد من المستوطنين ظهر اليوم على مدخل البؤرة الاستيطانية "نفي تسوف" المجاورة لمستوطنة "حلاميش" غرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربيةالمحتلة، مدعين تعرضهم لعملية دهس من قبل مركبة فلسطينية. وأفادت وسائل إعلام عبرية - حسبما ذكرت وكالة "صفا" الإخبارية - بتعرض مستوطنين لعملية دهس من قبل مركبة فلسطينية على محطة انتظار قرب البؤرة الاستيطانية المذكورة. وقال سائق مركبة فلسطينية تواجد في المكان إن دوريتين من شرطة الاحتلال حضرت إلى المكان، بينما شرع المستوطنون بالتجمهر دون القيام بأعمال عدائية ضد المركبات الفلسطينية حتى هذه اللحظة، فيما أكدت المصادر العبرية أن الشرطة تقوم بالتحقيق في الحادثة. ويشتكي مواطنون فلسطينيون باستمرار من تصرفات المستوطنين القاطنين في البؤرة الاستيطانية من تصويب الأسلحة الرشاشة التي بحوزتهم على المركبات الفلسطينية وإطلاق الألفاظ النابية. وتقع مستوطنة "نفي تسوف" على أراضي قرية "النبي صالح" وتضم عدد من "الكرفانات" المقامة على تلة صغيرة شرق مستوطنة "حلميش" ويقطنها عشرات المستوطنين المتطرفين. وفي السياق ذاته، قدر قائد جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربيةالمحتلة "نيسان ألون" بأن الأحداث في الضفة الغربية سوف تتصاعد ولكنها لن تصل للأحداث التي اندلعت عام 2000 وذلك وفقا لما نشره موقع القناة السابعة للتلفزيون الإسرائيلي. وذكرت وكالة "معا" الإخبارية اليوم أن أقوال "ألون" جاءت أثناء اجتماع مع قادة المستوطنات والتجمعات الاستيطانية في الضفة الغربية، والذي جاء على خلفية تصاعد الأحداث والعمليات الأخيرة وجزء من تقدير الموقف الميداني وكذلك في سياق التعاون مع قادة المستوطنين ورجال الأمن في المستوطنات لمواجهة ما وصف بتصاعد العنف. وأشار إلى وجود مظاهر تشير إلى تصاعد العمليات في الضفة الغربية، ولكنها لن تصل لمرحلة أحداث عام 2000 كون الجيل الذي واكب عملية "السور الواقي" لا يريد العودة إلى هذه المرحلة، ومع ذلك فإن الجيش الإسرائيلي نشر مزيدا من القوات على الطرق الرئيسية والمناطق التي تشهد تصاعد للعمليات "ونحاول الاستفادة من كافة العناصر الأمنية ووقف التصعيد في الضفة الغربية".