أكد الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس الفلسطيني للشئون الدينية والعلاقات الإسلامية على أن موقف الأردن بشكل عام والملك عبدالله الثاني بشكل خاص تجاه مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك يعبر عن الأصالة الإسلامية والعربية ، ويعكس الاهتمام الأردني بهذا المقدس العظيم وأيضا بالمدينة المقدسة. وقال الهباش – في مقابلة مع برنامج (عين على القدس) بالتلفزيون الأردني عبر الأقمار الاصطناعية الليلة الماضية – إن هناك تواصلا مستمرا بين القيادتين الأردنيةوالفلسطينية لتنسيق المواقف والعمل والتأكيد على الرعاية والوصاية الهاشمية للمقدسات التي تضمنتها الاتفاقية التاريخية التي تم توقيعها في 31 مارس 2013 بين العاهل الأردني والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأضاف "أن هذا الجهد المبارك من الملك عبدالله الثاني ومن الأردن ومن الجانب الفلسطيني سيستمر ولن يتوقف ، ولكن نود أن يكون هناك رفد وإسناد عربي وإسلامي لهذه الرعاية الأردنية وللصمود الفلسطيني الأسطوري بوجه محاولات الأسرلة والتهويد للقدس والأقصى". وردا على سؤال حول مدى مصداقية التطمينات التي صرح بها رئيس الحاخامات اليهودي ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بأن السلطات الإسرائيلية لا تنوي السماح لليهود بالصلاة في الأقصى ولا تغيير الوضع القائم..قال الهباش "إننا من حيث المبدأ لا نثق في أي مما يقوله الجانب الإسرائيلي وبالذات نتنياهو وحكومته لأننا جربنا تصريحاتهم وأقوالهم ووجدنا في أكثر من مناسبة وباستمرار منذ الاحتلال وحتى اليوم تناقضا فاضحا وواضحا بين ما يقولون ويفعلون". وأشار إلى أنه في نفس اليوم الذي صرح فيه نتنياهو بأنه لن يجري أي تغيير في الوضع القائم في الأقصى ، خرج أحد وزرائه وهو وزير الإسكان وصرح بأن الهدف النهائي الذي يسعون إليه هو هدم المسجد وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه ، وفي اليوم التالي تم اقتحامه من قبل المتطرفين وعلى رأسهم نائب رئيس الكنيست. ونبه الهباش إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول أن يفجر صراعا دينيا في فلسطينوالقدس ، قائلا " لو حدثت هذه الحرب - لا قدر الله - فإنها ستأكل الأخضر واليابس وستقضي على كل شيء وعلى أية إمكانية لتحقيق أي نوع من السلام والاستقرار سواء في فلسطين أو في المنطقة أو في العالم"..مضيفا "أننا لا نريد الانجرار لهذه الحرب الدينية إلا أن التصرفات الإسرائيلية سوف تؤدي إلى تفجر المنطقة". ودعا العالم بأسره إلى التدخل لوقف هذا العبث وهذه الانتهاكات وهذه الحماقة وهذا الجنون الإسرائيلي الذي يجر المنطقة لمثل هذه الحرب التي لن تبقي ولن تذر..لافتا في الوقت ذاته إلى أن الموقف العربي والإسلامي لا يرتقي إلى آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني. وقال الهباش إن المسئولية تجاه القدس والأقصى لا تقع فقط على عاتق الأردنيينوالفلسطينيين وحدهم وإنما على كل العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها..داعيا المسلمين والعرب إلى شد الرحال إلى القدس وحمايتها بالأجساد والتأكيد على هويتها من خلال الثوابت. ولفت إلى أن بيانات الشجب والاستنكار باتت لا تكفي تجاه ما يحدث في الأقصى..مؤكدا على أن القدس باتت في أشد الحاجة إلى الدعم السياسي والمعنوي والاقتصادي والإعلامي..مشيرا في الوقت ذاته إلى أن النضال الفلسطيني الذي بدأ منذ عام 48 وحتى اليوم لن يتوقف حتى تحرر الأرض الفلسطينيةالمحتلة.