وجه العاهل المغربى الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، إلى قادة الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن ومديري وكالات دولية ورؤساء دينيين، رسائل بشأن التطورات الخطيرة في مدينة القدس، بفعل تمادي السلطات الإسرائيلية في تنفيذ مخططها الرامي إلى تغيير الوضع القانوني، والمعالم التاريخية والروحية والإنسانية للمدينة المقدسة. وأكد العاهل المغربي - في الرسائل حسبما ذكرت مساء أمس وكالة الانباء المغربية - أن قضية القدس، باعتبارها عنصرًا جوهريًا وحاسمًا في تفاعلات الصراع المرير بمنطقة الشرق الأوسط، صدرت بشأنها قرارات أممية، تؤكد ضرورة المحافظة على الطابع القانوني الخاص للقدس الشرقية، كأرض محتلة، وتعتبر كل الإجراءات التي من شأنها تغيير هويتها والمساس بوضعيتها الحالية لاغية. وأعرب عن إدانته للاجراءات اللامشروعة والأحادية الجانب، وغيرها من الانتهاكات التي تمس بحقوق الفلسطينيين، وتتنافى، جملة وتفصيلا، مع القانون الدولي والإنساني، موضحًا أن هذه السياسة الممنهجة التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية ترمي بالأساس إلى طمس هوية القدس العربية، الإسلامية والمسيحية على السواء، وإحاطتها بطوق من المستوطنات، بهدف عزلها عن محيطها الفلسطيني في الضفة الغربية. وحذر ملك المغرب من أن استمرار تنفيذ هذه السياسة سيزيد من حدة التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة. بل قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، لا يمكن التكهن بنتائجها، في ظل الأوضاع العامة التي تعيشها المنطقة برمتها، مما سيفضي، لا محالة، إلى تقويض كل فرص السلام في المنطقة، مشددًا على أن المملكة المغربية، التي تؤمن إيمانًا راسخًا ومطلقًا بخيار السلام، لواثقة من أن فرض الأمر الواقع بالقوة، لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوتر والعنف واليأس.