لن تجد فرقاً بين جولات الرئيس معمر القذافي وبين جولات بشار الأسد بين جنوده، ولن تجد فارقاً أيضاً بين هذه الجولات بين طريقة كلام وحركة صدام حسين وهتلر وكل الطغاة الذين أذاقوا شعوبهم الويلات. فعلى أنغام أغنية المطرب الأشهر عبد الحليم حافظ "خلي السلاح صاحي" أذاع التليفزيون الحكومي جولة لبشار بين جنوده. وكان بالطبع يحفزهم ويحرضهم ضد الثوار في سوريا فهم كما كان يقول لهم في معركة من اجل الوطن "الشهيد يسقط من اجل قضية ونتيجة"، هكذا كان يقول لهم بحماس، وأضاف القاتل المجرم " القوات المسلحة هي التي تنقذ الوطن وتحسم الموقف على الأرض". وكان لابد أن يرد عليه القائد الميداني "احنا وراك حتى آخر قطره من دمنا". هذا الحماس الاستثنائي لبشار وجيشه الوطني لم نشاهده أبداً في مواجهة العدو الإسرائيلي الذي يحتل أرضاً سورية. وهذه الحماسة الوطنية لم نشاهدها من قبل أبيه حافظ الأسد، ليس فقط عندما احتلت إسرائيل الجولان، ولا حتى عندما احتلت لبنان، وكان الجيش السوري قد احتل هذا البلد الجميل من قبلها. لكن الآن دارت الأيام وكشفت هذه الأنظمة الدموية عن وجهها الحقيقي، والآن الجيوش التي تسيطر عليها تقتل بوحشية الثوار الأبرياء المطالبين بالحرية. فمتى يعتذر لنا أحباء بشار ووالده حافظ الأسد في مصر، متي يعلنون توبتهم عن الاستبداد، متى يكتب الأستاذ فهمي هويدي، وهو منهم، اعتذاراً يتبرأ فيه من قتلة الشعب السوري؟!