طلاب مصر جالهم فرة.. وأصابتهم لعنة الظروف، ليرقدوا في مثواهم الأخير قبل أن يدخلوا الدنيا، فقد شهد أكتوبر 2014 وحده أكبر عدد لحوادث فردية في المدارس انتهت بإزهاق أرواح الطلاب المجني عليهم، ويظل القضاء والقدر والظروف، هو الجاني الذي تلفق له التهم. ومن ينظر لطلاب مصر يجد إن ضحايا اكتوبر لم يكونوا أول ضحايا، بل إن هناك حوادث مفجعة سجلتها ذاكرة التاريخ، لعل أبرزها مصرع خمسين طالبا "طفلا"، في حادث منفوط 17 نوفمبر 2012، و تلك المذبحة التي لا ينساها العالم في بحر البقر التي راح ضحيتها 30 طفلا، و لعلها رحلة الموت الوحيدة التي كان فاعلها كائنا لحما ودم وهو العدوان الإسرائيلي. والتقرير التالي يعرض لأبرز المحطات التي شيعت طلاب مصر إلى مثواهم الأخير: بحر البقر 1970 مجزرة بحر البقر هي هجوم شنته القوات الجوية الإسرائيلية في صباح الثامن من أبريل عام 1970 م، حيث قصفت طائرات من طراز فانتوم مدرسة بحر البقر المشتركة في قرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية في مصر، أدت إلى مقتل 30 طفلا وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة تماماً. نددت مصر بالحادث المروع ووصفته بأنه عمل وحشي يتنافى تماماً مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية واتهمت إسرائيل أنها شنت الهجوم عمداً بهدف الضغط عليها لوقف إطلاق النار في حرب الإستنزاف ، بينما بررت إسرائيل أنها كانت تستهدف أهدافاً عسكرية فقط ، وأن المدرسة كانت عبارة عن منشأة عسكرية مخفية. أثار الهجوم حالة من الغضب والاستنكار على مستوى الرأي العام العالمي، وبالرغم من أن الموقف الرسمي الدولي كان سلبياً ولم يتحرك على النحو المطلوب، إلا أن تأثير الرأي العام تسبب في إجبار الولاياتالمتحدة ورئيسها نيكسون على تأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة، كما أدى الحادث إلى تخفيف الغارات الإسرائيلية علي المواقع المصرية ، والذي أعقبه الانتهاء من تدشين حائط الصواريخ المصري في يونيو من نفس العام والذي قام بإسقاط الكثير من الطائرات الإسرائيلية، وانتهت العمليات العسكرية بين الطرفين بعد قبول مبادرة روجرز ووقف حرب الاستنزاف. قطار منفلوط 50 طفلا من البنين والبنات، كانوا هم محصلة الحادث الأليم اللذي شهدته مركز منفلوط بمحافظة أسيوط، في 17 نوفمبر 2012. وقع الحادث عندما اصطدم قطار منفلوط عند مزلقان سكة حديد قريةالمندرة بحافلة مدرسية يستقلها نحو 70 طفلاً، لقي خمسون منهم مصرعهم، وترك محمد رشاد المتيني وزير النقل آنذاك موقعه إثر الحادث. موسم 2014 - في أكتوبر 2014، وفاة الطفل يوسف بمدرسة عمار بن ياسر، التابعة لإدارة المطرية التعليمية بعد سقوط زجاج فصله على رقبته وإصابته بتهتك فى الأوعية الدموية أمس، أثناء اليوم الدراسى. - وفي الأربعاء 29 أكتوبر، لفظ طالب، بالصف الأول الإعدادي بمدرسة أحمد بهجت بمنطقة كفر الجبل بالهرم أنفاسه الأخيرة متأثرًا بإصابته إثر اختراق سيخ جسده أثناء تسلقه سور المدرسة. تم نقل الجثة إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة، التي أمرت بانتداب الطب الشرعي وتحرر محضر بالواقعة. - في 29 أكتوبر.. أي في نفس اليوم ولكن هذه المرة بمدرسة العبور الخاصة.. توفي الطفل يوسف سامح جرجس، وتبين من المعاينة أنه أثناء لهوه فى فناء المدرسة هو وبعض زملائه سقطت فوق رأسه ماسورة نافورة المياه بالفناء نتيجة عدم تثبيتها بشكل جيد - أما الطالب حسن هانى 6 سنوات بمدرسة عثمان ابن عفان في مدينة السلام فقد لقي مصرعه أيضا أثناء تزحلقه على درابزين السلم وسط غياب وإهمال المشرفين مما تسبب في كسر بالجمجمة. - كما حصد الإهمال روح الطفل أحمد صلاح من ضحايا التعليم والإهمال والذي وقع فريسة ل "عضة" كلب ضال ظل يطارد أنفاسه الصغيرة وسرعته المحدودة في الجري، حتى تمكن منه في أحد الشوارع المجاورة لمدرسته الكائنة في حي مساكن عين شمس. - الثلاثاء 21 أكتوبر، وفاة طالب وإصابة آخر بمدرسة أمين النشرتى الابتدائية بإطفيح، بعد أن صدمتهما سيارة التغذية أثناء نقلها الوجبات إلى المدرسة، الأمر الذي أودى بحياة طالب في الصف الثالث الابتدائى وتسبب في إصابة آخر. - وفي مطروح، 19 أكتوبر، لقي التلميذ يوسف سلطان زكي عبد العال، بمدرسة الزغيرات الابتدائية بحافظة مرسى مطروح مصرعه، إثر سقوط بوابة المدرسة على رأسه، وحاولت إدارة المدرسة نقله إلى المستشفى، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة، وقرر محافظ مطروح إحالة مسئولي التعليم للتحقيق عقب وفاة التلميذ. - كما لقيت 10 طالبات حتفهن في حادث تصادم سيارة ميكروباص بسيارة نقل، أثناء عودتهن من جامعة سوهاج الجديدة بطريق الكوامل، وأصيب في الحادث سائق الميكروباص، وقررت محافظة سوهاج تعويض أهالي الطلاب ب 2000 جنيه لأسرة كل متوف وألف جنيه للمصاب. المدرسة الفندقية 17 طالباً و يطل أكتوبر بحوادثه المؤسفة على نوفمبر، حيث لقي اليوم الأربعاء 5 نوفمبر، 17 طالبا مصريا حتفهم في حادث اصطدام شاحنة لنقل النفط وحافلة سياحية بمحافظة البحيرة شمال مصر. وقع الحادث في قرية أنور المفتى بدائرة مركز أبو حمص باتجاه الإسكندرية، وأسفر عن مقتل 17 طالبا حرقا وتفحم جثثهم، بالاضافة إلى إصابة 18 آخرين بجروح خطرة جدا، وتم نقل الضحايا إلى مستشفى دمنهور العام. وقد أمر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بإرسال طائرة الإخلاء الطبي لموقع الحادث من أجل المشاركة بنقل المصابين.