أقيم مساء الثلاثاء على مسرح الجمهورية ضمن فعاليات مهرجان الموسيقي العربية صالون ذاكرة الطرب العربي حضره كل من الموسيقار حلمى بكر, والموسيقار فاروق الشرنوبي, والموسيقار محمد على سليمان. بدأ الصالون بعرض مقطوعات غنائية لكل من زكريا أحمد, والسنباطي, ومحمد القصبجي, ومحمد فوزى, وليلي مراد، ثم تحدث الموسيقار محمد على سليمان عن نشأة الموسيقار زكريا أحمد وكونه أحد عمالقة الموسيقى فوالدته تركية وتربي على عالم التواشيح الدينية مما أكسبه حس الاستمتاع بالموسيقي, وحسنت تذوقه لها, وقد درس بالأزهر وذاع صيته كقاريء, ودرس الموسيقي على يد الشيخ درويش الحريري كبير عائلة الحريري, وإلتحق ببطانة على محمود . وعام 1919 بدأ رحلته فى التلحين فدائمًا الثورات ما تنجب فنانين عظام خاصة لو كات ضد محتل أجنبي فيها كفاح أما بالنسبة لثورات يناير ويونيو لأنها ثورة ضد نظام داخلى . وتحدث فاروق الشرنوبي وأكد إن ما يميز أسلوب زكريا إنه يجمع بين التعبير الموسيقي الشرقي, والتعبيرية من خلال النغمات ووظف التعبيرات والإيقاعات للتعبير عن المعنى, وقد تميز أيضًا فى الشكل الكلاسيكي والبدوى مثل أغنية " غنى لى شوية شوية ", وأكثر من تأثر بزكريا أحمد الفنان سيد مكاوى . وحدث فاصل غنائى للفرقة الموسيقية بقيادة حازم القصبجي لأجمل ألحان واغانى زكريا أحمد أعقب ذلك الحديث عن الموسيقار محمد القصبجي وأكد محمد على سليمان بكر إن أبيه كان عازف عود قوى, وملحن عبقري وتعلم على يديه عزف العود, ودرس بالأزهر وعمل مدرس ثم عمل كملحن ولحن لمجموعة كبيرة من الأصوات منها أسمهان, وليلي وغيرها ولحن أغنية لوالد ليلي مراد زكى مراد, وقد ترك القصبجي صدى كبير عند الكثيرين منهم محمد الموجى وأكد أن أهم ما يميز القصبجى إنه مفكر ملحن . وتحدث الشرنوبي وأكد إن أول لحن له هو " وطن جمالك فؤادي " للشاعر أحمد عاشور وكان عاشق للعود وانضم لتخت العقاد الكبير وأعجب به مصطفى رضا رئيس معهد الموسيقي العربية, وقد أسس أكثر من فرقة موسيقية وقام بالتطوير فيها وادخل فيها التشيللو والكونترباص وهو أول من أسس فرقة موسيقية لأم كلثوم وتعاون معها, وينسب له التجديد فى المونولوج الغنائي وهو أول من وضع المقدمات الغنائية الطويلة عام 1946 والتى كانت بداية إنشقاقه عن أم كلثوم . وأكد الموسيقار حلمى بكر إن موسيقاه ليست لها خط واحد بل توجد خطوط خلفية هرمونية . وقال " سليمان " إن القصبجي قدم لمنيرة المهدية, وعمل مسرحية المظلومة, وكيد النسا,و قدم تجربة جديدة وهى اوبرا عايدة وتعتبر محاولة جيدة وأيقن إنه يحتاج إلى تعليم أكثر . وقد قدم أعمال سابقة لعصرها وجدد فى موسيقي ذات الألوان السريعة الحركة واشتهرت أعماله مع أم كلثوم وبلغا القمة معًا, وقدم شكل عالمى بحت, وله مكتبة تثقيفية موسيقًا حيث دمج بين الجزء الشرقي, والغربي . وأكد بكر إن ما جعل القصبجي, وزكريا أحمد يتركا العمل مع أم كلثوم هو الأجر . وتم عمل فاصل غنائي لأهم منها اغنية أنا قلبي دليلي للمطربة أكفان, و" رق الحبيب" وغنتها الفنانة حسناء . ثم بدأ محمد على سليمان الحديث عن الموسيقار رياض السنباطى وأكد إنه لحن ما يقرب من 600 قصيدة ومنها أوبريت والسكتش, والديالوج, والمنولوج فقد برع السنباطى فى كل الأشكال وغنى له كل العمالقة منها أسمهان, وفايزة أحمد, ونجاة الصغير وغيرهم . وقال إنه ولد فى دمياط ووالده كان عازف عود وإختلط بالمنبع عن طريق غنائه فى الريف وذلك فى بداية عهد سلامه حجازى, وبداسة عهد سيد درويش, وأكد حلمى إنه حينما أتى للقاهرة ليختبر كطالب فى معهد الموسيقي العربية عين مدرسًا فيه لما وجدته فيه لجنة التحكيم من براعة فى التعامل مع العود وسمته أم كلثوم العبقري, وأطلق السنباطى عليها قصة حياتى وأكد الشرنوبي إنه حدثت قطيعة بين رياض, وزكريا أحمد وبين أم كلثوم بسبب الأجر لمدة 12 سنة إلى أن جاء يوم جلس فيها عبد الوهاب محمد وحاول معها عمل صلح فقلت له إتصل به فإتصل به وبمجرد أن تحدث عن أم كلثوم قام السنباطى بالذم فيها فتحدثت إليه أم كلثوم وقالت له " البس وتعالى " فما كان منه إلا أن جاء لمنزلها وسألته عما يحضر له من أغانى فقدما معًا الأطلال . وحدث فاصل غنائي وغنت فيه الطفلة ولاء من مركز تنمية المواهب فى الأوبرا وغنت مين يشترى الورد منى, وغنت غادة آدم "إن كنت ناسي أفكرك, و " حيرت قلب ط وتحدث الشرنوبي عن الفنان الراحل محمد فوزى وأكد أنه جاء من طنطا وكان يستميله سماع القرآن الكريم, والتواشيح الدينية وكان له 25 أخ وأخت منهم الفنانة هدى سلطان, واخرى وزيرة رى إلتحق بفرقةمصر للتمثيل والغناء وفشل, وسمعت به فاطمة رشدي, ويوسف وهبي والمخرج محمد كريم فقدمه فى بطولة فيلم صاحب السعادة وأسس شركة إنتاج وهى أفلام محمد فوزى والتى تحولت بعد ذلك إلى صوت القاهرة . وهو من أفضل من قدم عمل ديالوج بين مطرب ومطربة وهو أبو السينما الغنائية الإستعراضية, وتمنى العمل مع فاتن حمامة وفى نهاية حياته قام بعمل شركة إسطوانات اسمها مصر فون وخفض ثمن الإسطوانة من 90 قرش إلى 35 قرش وكان دومًا متطور فى عمله إلى أن تم تأميمها وتوفي بسرطان الدم والعظام .