أكد أمين عام جامعة الدول العربية د.نبيل العربي، مساء اليوم "الخميس" أن القمة العربية الثالثة والعشرين التي عقدت في بغداد كانت ناجحة بمعنى الكلمة، وجيدة من حيث مستوى التمثيل في ظل الظروف الراهنة، مشيرًا في رده على احد الأسئلة في مؤتمر صحفي الى أن الصواريخ التي قصفت أحد المواقع القريبة من انعقاد القمة لم تؤثر في معنويات القادة وقراراتهم. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده ووزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في قاعة القدس بالقصر الجمهوري ببغداد في ختام أعمال القمة التي عقدت على مستوى القادة والزعماء العرب. وقال العربي إن القمة بحثت كل القضايا التي تهم المنطقة العربية وفي مقدمتها ما يجري في فلسطين، والأوضاع الصعبة في سوريا، وأن القمة اتخذت قرارات مهمة بشأن مختلف المسائل التي أثيرت. وحول الجدوى من اتخاذ قرارات مكررة بشأن القضية الفلسطينية، التي لم تحل منذ عقود طويلة، رد العربي: مشكلة فلسطين مستمرة منذ عام 1945 وليست بيد الجامعة العربية، بل لدى الدول التي تحمي إسرائيل، ونحن ندعم الحقوق الفلسطينية بقوة. وأضاف: استمعنا إلى كلمة للرئيس الفلسطيني محمود عباس والتقيته لغرض التشاور، والخطوات التي سيتخذها سندعمه بها، وهو أرسل خطابا واضح المعالم لرئيس الوزراء الإسرائيلي، والمتوقع أن تعقد لجنة المتابعة خلال الأسابيع القادمة حتى تتحدد المعالم التي يرغب الفلسطينيون بأن يتخذها العرب. وتابع العربي: مؤتمر القمة هذه تاريخي، ووجد اهتماما كبيرا بتطوير الجامعة العربية، وميثاق الجامعة العربية صيغ في اكتوبر عام 1944، والمواضيع الجديدة التي دخلت في مبادئ الأممالمتحدة عام 1945 يجب أخذها بالحسبان في جهدنا لتطوير ميثاق الجامعة العربية. وحول الدعم الذي تقدمه الجامعة العربية لدول الربيع العربي، قال: ما طلبته من هذه الدول قمنا به والجامعة لا تفرض نفسها، وعندما طلب الإخوة في لبيبا مكتب تمثيل قمنا بذلك ويرأس المكتب رئيس وزراء سابق، أما مصر وتونس لم تطلبا شيئا، كما أن هناك 100 مراقب سيتوجهون بداية مارس إلى الجزائر للمشاركة في الإشراف على الانتخابات. وأضاف: موضوع سوريا اخذ جهدا كبيرا من الجامعة العربية وما زلنا بمنتصف الطريق وظهرت بارقة أمل وتتمثل بقبول الحكومة السورية بالنقاط الست التي تقدم بها كوفي عنان، والتنفيذ يجب أن يكون بأمانة وحتى الآن لم يحدث وإن شاء الله سيتم. وأردف: المبعوث الأممي والعربي كوفي عنان زار الصين وروسيا لغرض التنسيق والتفاهم مع الدولتين والوزير الروسي شارك في اجتماع لمجلس الجامعة العربية ونأمل إيجاد آلية مناسبة للإشراف على وقف اطلاق النار في سوريا. وقال: موضوع سوريا انتقل إلى مجلس الأمن، وكوفي عنان هو من قدم أفكارا لحل الأزمة السورية، والأممالمتحدة عندما ترسل مراقبين لوقف إطلاق النار سيتم وقفه بشكل جدي. وذكر أن هناك تعاونا مستمرا بين الجامعة العربية والأممالمتحدة، وأنه خلال إعداد المراقبين العرب إلى سوريا حضر خبراء دوليون وأرشدونا واستفدنا من خبراتهم، ونقيم غرفة عمليات مشتركة مع الجامعة العربية كما حصل سابقا مع الاتحاد الإفريقي. وشدد العربي على أهمية عقد هذه القمة نظرا للظروف التي تمر بها الأقطار العربية، مضيفا: عقد القمة كان حتميا، وفي ضوء هذه القمة يتضح ان العراق قد استعاد مكانه الرئيسي والمحوري في الامة العربية وهذا انجاز كبير له. وأشار إلى أن المنطقة العربية تبحث اقامة منطقة جمركية حرة، معربا عن أمله في أن يصبح ذلك واقعا ملموسا على الأرض، وأن يتم التنقل بين الدول الأعضاء في الجامعة العربية بحرية على غرار تجربة الاتحاد الأوروبي. من جهته، أكد وزير خارجية العراق هوشيار زيباري، أن القمة كانت ناجحة وموفقة بكل المعايير والمقاييس، مضيفا: وهذا ما سمعناه من كل الوفود العربية والاجنبية، وبذلك نجح العراق من العزل إلى القمة وهذا أكبر إنجاز لهذا البلد الذي عوقب وحوصر، وأهم شيء ان الحكومة نجحت بهذه العملية من النواحي الادارية والأمنية وكل هيئات الدولة عملت كخلية نحل. وأشار زيباري إلى أن ما يميز هذه القمة أنها بحثت قضايا جديدة ولم تكن مطروحة سابقا على مستوى القمة، من ضمنها: التداول السلمي وحقوق الانسان وحقوق المرأة والحفاظ على كرامة المواطن العربي، وقال: ما تحقق ليس بالشيء الهين، وكانت القمة ناجحة بحضورها وقراراتها وبأداء حكومة الوحدة الوطنية في العراق. وبشأن إعلان بغداد، أجاب زيباري: هي الوثيقة الأساسية التي عكست وجهة نظر العراق وأخذنا وجهة نظر الوفود الشقيقة، وهذا الاعلان كان عليه إجماع وطني وهو يعكس رؤية العراق حول مجمل التطورات. وأضاف: القمة خرجت بقرارات مهمة بخصوص فلسطين والأزمة السورية، وأخذ هذا الموضوع نقاشات طويلة إلى أن توصلنا إلى صيغة مقبولة للجميع، والمهم أن القمة سادها جو أخوي في الاجتماعات الوزارية واجتماعات القمة، والعراق لم يتحسس من مستوى تمثيل أي دولة. وقال: علاقات العراق والكويت جيدة وتتطور كل يوم ومشاركة أمير الكويت بعثت برسائل طيبة وإيجابية وكانت زيارة تاريخية وسيكون لها تأثيرات ايجابية لمعالجة كل القضايا بروح إيجابية.