سخر متمردو جماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية اليسارية (فارك) من الفرحة التي انتابت خصومهم ورفضوا نداء لإلقاء أسلحتهم بعد مقتل زعيمهم ألفونسو كانو الذي كان بمثابة أكبر انتصار عسكري للرئيس خوان مانويل سانتوس. ويأمل الكثير من الكولومبيين في أن يكون مقتل القائد اليساري البالغ من العمر 63 عاما في هجوم على مخبأه بالأدغال يوم الجمعة، إيذانا بنهاية نحو خمسة عقود من الحرب الأهلية التي عصفت بالدولة الواقعة في منطقة الأنديز. ودعا الرئيس الكولومبي سانتوس على وجه الخصوص المتمردين إلى إلقاء أسلحتهم، لكن أحدا لا يتوقع أن الجماعة التي يتم تمويلها من تجارة المخدرات ستستسلم سريعا، وتعهد المتمردون بدلا من ذلك بمواصلة قتالهم. وأعلنت "فارك" في بيان لها "لن تكون هذه هي المرة الأولى التي ترثي فيها (الحركة) التي تتعرض للظلم والاستغلال في كولومبيا واحدا من أعظم قادتها" - وفقا لموقع أنكول الإخباري. وأضاف البيان: "ولن تكون أيضا المرة الأولى التي يعوضون فيها عن ذلك بالتحلي بالشجاعة والقناعة المطلقة بالنصر، السلام في كولومبيا لن يتحقق بإلقاء المتمردين للسلاح ولكن بالقضاء التام على أسباب الانتفاضة". وبدأت "فارك" كانتفاضة مزارعين تستلهم الفكر الشيوعي للمطالبة بوضع حد للتفاوت الكبير في الثروات، واعتمدت بشكل متزايد على تجارة الكوكايين لتمويل أطول تمرد في أمريكا اللاتينية. وقتل عشرات الآلاف من الكولومبيين، رغم أن الحملة العسكرية التي تقوم بها الحكومة منذ عام 2002 وبدعم أمريكي بالتمويل والخبرات أضعفت المتمردين بشكل كبير.