ذكر موقع "مونيتور" الأمريكي، اليوم الأربعاء، أن تنظيم داعش المسلح يختلف عن سابقيه من الجماعات المسلحة في امتلاكه "لجهاز استخبارات" قوي للغاية يتمتع بخبرات أمنية حصل عليها من ضباط استخبارات سابقين في النظام العراقي، بهدف التخلص من معارضيه. وذكر الموقع في سياق تقريره أن جهاز استخبارات داعش ينفذ عمليات مشابهة لتلك التي تقوم بها أجهزة الاستخبارات في شتى أنحاء العالم، وأهم تلك العمليات تكون بهدف رصد وتحديد خصوم التنظيم، والقضاء عليهم فورا فضلا عن الحيلولة دون تكمين الحكومة العراقية أو الأحزاب المعارضة من السيطرة على الأراضي التي يمتلكها التنظيم بالعراق. وأشار التقرير إلى أن العمليات التي يقوم بها التنظيم تستهدف أشخاص بعينهم، من بينهم شيوخ القبائل الذين تعاونوا مع الحكومة وحركة الصحوة التي شاركت في القتال ضد الجماعات الجهادية سابقا وأيضا رجال الدين الذين يعارضون تطرف التنظيم، بالإضافة إلى أي شخص يشتبه في قيامه بإرسال معلومات أمنية للأحزاب الحكومية أو المتعاونة معها. ولفت التقرير إلى أن سياسة التخلص من الخصوم هي منهج يتبعه التنظيم حال قيامه بالسيطرة على مساحات واسعة من الأراضي، حيث تم تبني ذلك المنهج من قبل التنظيم وقت بزوغ نجمه في العراق بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، وترجع أهمية ذلك المنهج لأسباب أمنية ومبادئ سلفية متطرفة تهدف لتطهير الأراضي من أية حركات معارضة. وأورد التقرير روايات أحد النشطاء في مدينة "هيت" العراقية، حيث أكد أنه بعد سقوط المدينة بيومين في أيدي "داعش"، قام التنظيم بالتخلص من أي شخص يقوم بالتحريض ضده أو يعمل مع الجيش أو أي من القبائل المعارضة لسياسات التنظيم، مضيفا أن عدد ضحايا داعش كبير وأن التخلص منهم يتم بمنتهى القسوة. وأضاف الناشط أنه قد تم التخلص من عدد من زملاءه المعارضين لسياسات التنظيم وتدابيره المتطرفة والتعسفية داخل المدينة، ثم يقوم مقاتلو التنظيم برفع العلم المميز به على منازل الضحايا حتى يعلم الآخرون أن هؤلاء تمت معاقبتهم لمعارضتهم، لافتا إلى أن الإعدامات تحدث يوميا وبشكل مستمر. وعزا التقرير تخلص داعش من معارضيه بتلك القسوة والعنف إلى خوفه من قوة المعارضة الناشئة داخل المجتمعات السنية، كما سبق وأن حدث عام 2008 بعد تأسيس حركة الصحوة، حيث فقدت دولة العراق الإسلامية أراضيها بسبب الهجمات العنيفة من قبل مقاتلي الحركة، ما دفع "داعش" لأن يدرك أن ظهور المعارضة العسكرية السنية داخل الأراضي التي يحتلها، أمرا ينذر بالخطر. وألمح التقرير أيضا إلى أن التنظيم سبق وأن نفذ فصلا دينيا في المناطق التي يحتلها، وذلك من خلال التخلص من كل العناصر غير السنية كالشيعة والأقليات الدينية الأخرى، بهدف إنهاء جميع العلاقات الاجتماعية بين القبائل، والقضاء على إمكانية وجود قوة سنية قد تتعاون مع الشيعة في أية معركة ضده .. ومن ناحية أخرى، فإن تلك السياسة تؤدي لفرار خصوم التنظيم من المناطق، التي يسيطر عليها أو على الأقل بقاءهم صامتين. ورجح التقرير عدم صعود أية قوة سنية فاعلة ضد داعش نتيجة ما يقوم به التنظيم تجاه معارضيه يساعده في ذلك عدم وجود إجراءات حاسمة وعجز حكومة بغداد على تغيير المعادلة العسكرية في المناطق السنية، ما يعطي مؤشرا بأن التنظيم سيظل مسيطرا لفترة طويلة على المناطق السنية.