تسيل الدماء .. تتوالى المشاهد .. يتضاعف الألم .. تتنامى الدموع .. تصرخ الحناجر .. بأنين القلوب التي يفطرها الحزن، على أرواح شهداء الوطن الذين ضحوا بأرواحهم الغالية، دفاعا عن شرفه، وعن أبنائه على أرض سيناء التي كتب عليها أن تشهد كل معارك، العزة والفداء . تلك الأرواح الطاهرة، التي تم إزهاقهاعلى يد وحوش، لا تعرف الرحمة ولانعرف لهم دينا، ولا تعرف أخلاقهم إلا أقذر معاني الخسة والخيانة، ولكن بفضل الله تعالى، لن تهزم مصر، بل ستنتصر بإذن الله على ذلك الإرهاب الأسود الذي يحاول، أن ينال من كنانة الله في أرضه بيد شرذمة من، المأجورين الخونة. لقد نسى مدعوا الإيمان ما قاله سيد المرسلين، صل الله عليه وسلم لإن تهدم الكعبة حجرا حجرا أهون على اللهمن أن يراق دم أمرئ مسلم صدق رسول الله صل الله عليه وآله وصحبه وسلم. وحيث أن هؤلاء الخونة، لم يرقبوا فينا إلا و لا ذمة، فلم تعد لدمائهم علينا بعد ذلك أي حرمة هم ومن يعاونوهم، وعلى هذا فإنني أطالب كل مواطن مصري، وطني شريف، مسلم، مسيحي بأن نتكاتف ونقف جميعا، في خندق واحد مع رجال القوات المسلحة والشرطة البواسل، أمام ذلك الإرهاب الأسود الذي لو تهاونا معه لحظة، لإبتلع في طريقه الأخضر و اليابس . كماأنني أطالب كل مصري، بتنحية كل خلاف جانبا، فهذا ليس وقت الخلاف أبدا، سواء أكان ذلك خلافا في الرؤى، أو المطالب ولتسبق أيادينا يد الرئيس في الدفاع، والزود عن تراب هذا الوطن . إنها ليست معركة الرئيس، أو الجيش والشرطة فحسب، بل إنها معركة المصريين جميعا دون إستثناء، فالرئيس وحده لن يستطيع أن يخوض غمار هذه الحرب الضروس، دون أن نتكاتف معه، ونسانده يد بيد . أيها المصريون إنها معركتنا جميعا، وتاريخنا يشهد بأننا قوم لا نقبل الهزيمة، ولا يعرف اليأس أو الإستسلام لقلوبنا سبيلا . إن هذا وقت تتجلى فيه، معادن الرجال، يا خير رجال الأرض . إنني على يقين كامل، بأنكم ستبهرون وتذهلون العالم بنصركم .. كعادتكم . إن هذا أمر لا شك فيه بإذن الله تعالى . كما أنني أطالب الرئيس القائد، بأن يتخلى قليلا عن رأفته وحلمه، و أن يضرب بيد من فولاذ، على رؤوس أولئك القتلة الفجرة، فلم يعد هناك مجال لشفقة أو رحمة مع هؤلاء الخونة، أعداء الله والوطن . كما أطالب الحكومة بالذي طالبتها به من قبل، وهو سرعة إجلاء الأهالي، من المناطق التي ينتشر فيها خفافيش الظلام بين دروب سيناء، حتى يتسنى للقوات المسلحة أن تبيد أولئك الفجرة سفاكي الدماء، كما تباد الحشرات مع خالص الإعتذار للحشرات، إذ شبهت بها من هم لا يستحقون حتى منزلتها . إنني أحيي الحكومة على قرارها الصائب، بإغلاق معبر رفح لأجل غير مسمى، وأيضا قرارها بإحالة قضايا الإرهاب للقضاء العسكري، كما أرجو أن تحال قضايا محاكمات الخونة، التي ينظرها الآن القضاء المدني إلى القضاء العسكري هي الأخرى، وهذا ما طالبت به منذ أشهر عديدة، ولم تستمع الحكومة للنصيحة آنذاك . إنني على تمام الثقة، بأن القوات المسلحة ستتخذ كل التدابير اللازمة، للقضاء على الأنفاق، ومنع أي تسلل لأعداء الدين والوطن إلى سيناء، لكن كل ما أرجوه أن يتم إتخاذ هذه التدابير، في أسرع وقت ممكن . تحية طيبة عطرة، لشهداء مصر الأبرار، الذين لم يسقطوا .. بل إرتفعوا إلى سماء العز والفخار، على منابر من نور . أسأل الله العلي القدير، أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يحشرهم مع النبيين والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقا . كما أسأله سبحانه وتعالى، أن يلهم ذويهم خاصة، وشعب مصر عامة الصبر والسلوان إنه نعم المولى ونعم النصير . وحسبنا الله ونعم الوكيل، في كل من يتآمر على مصر وأبنائها . اللهم نصرك الذي وعدت ..اللهم نصرك الذي وعدت . عاشت مصر .. عاشت مصر .. عاشت مصر . [email protected]